مونديال أفريقيا هل من جديد؟

بدأت يوم أمس الأول مباريات كأس الأمم الأفريقية التي تقام في الجابون وغينيا الاستوائية، في ظل غياب أكبر وأعرق الفرق في البطولة وهي مصر صاحبة اللقب في النسخ الثلاث الأخيرة، ونيجيريا والكاميرون والجزائر وجنوب أفريقيا التي كانت لها صولات وجولات في هذه البطولة، حيث ينتظر العالم خلال أيام البطولة أن يبوح المونديال الأفريقي بأسراره وجديده، فيما يخص النجوم الواعدين الذين سيتم رصدهم من قبل سماسرة الأندية في العالم وتحديداً الأوروبية. لقد قدمت كأس الأمم الأفريقية خلال بطولاتها الكثير من النجوم الذين وصلوا إلى العالمية، وحازوا ألقاباً على المستوى العالمي لا مجال لحصرهم في هذه الزاوية، ونذكر منهم جورج ويا وصموئيل ايتو وعبيدي بيليه وروجيه ميلا ورابح ماجر، ولكن ثمة آراء تقول إن أمم أفريقيا لم تعد كما كانت قوية وملهمة، باعتبار أن أغلب النجوم الذين يلعبون في أوروبا لا يقدمون جل ما عندهم من مستوى خوفاً من تعرضهم للإصابات، وبالتالي تتراجع فرصهم باللعب مع أنديتهم الأوروبية كأساسيين. إن نجوم القارة السمراء مطالبون اليوم بالرد على هذه الآراء والانتقادات التي تقول إن بريق الكرة الأفريقية قد خفت، وتراجع عن ما كانت عليه أيام المجد والقوة التي أذهلت العالم، عندما قدمت منتخبات الكاميرون ونيجيريا والجزائر والمغرب مستوى فنياً عالياً في بطولات كأس العالم، ولفتوا الأنظار إلى الكرة الأفريقية، مما عجل بإقامة بطولة لكأس العالم في هذه القارة من خلال مونديال جنوب أفريقيا. ويجمع أغلب النقاد الرياضيين أن الكرة الأفريقية لديها القوة البدنية والمهارة الفنية العالية، لكنها تفتقد إلى التركيز الذهني، الذي كلف العديد من المنتخبات الأفريقية فرص الوصول إلى الأدوار النهائية في بطولات كأس العالم، فالمستوى الفني الكبير الذي قدمه الكاميرون في مونديال 86 جعل العالم يتحدث عن وجود قوة كروية قادمة بقوة تستطيع مزاحمة القوى التقليدية. وما قدمته منتخبات المغرب والجزائر ونيجيريا في بطولات العالم يستحق الإشادة والتقدير، لكن أكبر خروج حزين للكرة الأفريقية كان على يد غانا التي كانت على بعد ركلة جزاء من دخول الدور قبل النهائي، عندما أطاح أسامواه جيان بالكرة خارج الشباك أمام الأوروجواي في الوقت بدل الضائع للشوط الإضافي الثاني، الأمر الذي أرجعه الكثير من النقاد إلى سوء التركيز الذهني، كعادة الكرة الأفريقية. لقد حققت الكرة الأفريقية أيام مجدها وقوتها العديد من بطولات كأس العالم على صعيد منتخبات الشباب والناشئين من خلال منتخبات نيجيريا وغانا، ووصلت ذروتها عندما حققت نيجيريا ذهبية أولمبياد أتلانتا 96، لكن حتى هذه البطولات كانت مثار جدل وتشكيك من قبل البعض فيما يخص أعمار اللاعبين. alassam131@hotmail.com