الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد الله بن ذيبان يكرس أشعاره للوطن والمواعظ

عبد الله بن ذيبان يكرس أشعاره للوطن والمواعظ
18 أغسطس 2011 22:09
تنقل الشاعر عبد الله بن ذيبان بين إمارتي دبي والشارقة، ودرس في مدرسة صناعية ثم عمل في قطر قبل أن يلتحق بوظيفة في بلده الإمارات، وظل الشعر يراوده حتى نشر أول قصيدة له عام 1968، ولا يزال يقرض الشعر إلا أنه فضل أن يقتصر شعره على غرضي الموعظة وحب الوطن. ولد الشاعر عبد الله بن ذيبان في منطقة النباعة بالشارقة عام 1945، وكان يبلغ من العمر عامين حين انتقل والده إلى إمارة دبي، وبقي فيها مع أسرته حتى الثامنة من عمره، وقد تعلم بمساعدة وتسهيلات من سيدة تعرف بالعلم والحكمة والذكاء والمحبة والعطاء وكانت لماحة وترعى النجباء من من الاطفال لمن حولها، وكان ذلك في منطقة السويداء بدبي، حيث كانت تجمع الأطفال من البيوت والمناطق المجاورة، وتأتي لهم بمطوع أو مطوعة للفتيات كي تعلمهم القراءة وحفظ القرآن. أجمل اللحظات يقول عبدالله إنه يشعر بالماضي مقيما في الذاكرة والقلب، ومن أجمل اللحظات بالنسبة له حين كان يأخذه عمه إلى جميرا لزيارة بعض الأصدقاء، وبعد فترة عادت الأسرة للإقامة في إمارة الشارقة، وسرعان ما عمل عبدالله على تكوين صداقات مع أبناء الجيران، وكان أيضاً ينشغل كل يوم في شؤون أسرته، حيث عهدت له والدته بإحضار الماء من منطقة الفلج الغنية بالماء العذب، والسير إلى مكان الآبار يستغرق ساعة على ظهور الحمير أو البغال، ثم بعد عودته يذهب إلى السوق لشراء الخضراوات أو الفاكهة. الأخ الأكبر له كان يعمل موظفاً، وكثيراً ما كان يتحدث له عن المدرسة وأهمية التعليم، ولكن مشيئة الله أرادت أن يتوفى أخيه رحمة الله عليه وعمر عبد الله عشر سنوات، ففكر عبد الله كيف يمكن أن يعوض أسرته فقد الرجل الذي كان يمد لهم يد العون بالإنفاق، فقرر أن يعمل في بيع الماء للأهالي في المنازل، ولكنه كان يرفض أن ينزل قرب الماء ويحرص على البقاء فوق دابته حتى يخرج أحد سكان البيت ويستلم الماء. وللشعر في حياة عبدالله محطات بدأت في عمر السابعة، حين كان يقلد من حوله من الشعراء، ويحب التشاور مع أصدقائه فيما يسمع ويقول، ومنهم الشاعر علي بن رحمة الشامسي ثم تعرف على الشاعر الكندي، ولكن لأنه كان صغيراً فقد كان يعتقد أن كل ما يشعر به مجرد هواية من هوايات الطفولة، وأنه مجرد كلام جميل يجيده دون غيره من الصبية في هذا العمر. المدرسة الصناعية في عمر الثانية عشرة انضم عبد الله للمدرسة الصناعية وكانت الدراسة باللغة الإنجليزية، وتعلم النجارة وكان يتلقى تعليمه على يد معلم من سلطنة عمان مقيم في الشارقة، وفي العام الثاني تعلم الإنجليزية على يد صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وكانت نسبة النجاح 70 في المائة، ولكنه لم يكمل لأنه كان يشعر دوما بحاجته للعمل من أجل الإنفاق، فترك الدراسة وقام بفتح محل للنجارة، وأسهمت إدارة المدرسة في معاونته حيث وفرت له الأدوات إلى جانب مائة وعشرين درهما، وكان ذلك المبلغ في عام 1962 يساوي ما يقارب ألف وخمسمائة درهم اليوم. وتكريما لوالدته أخذها في رحلة إلى دولة قطر حيث يوجد لهم أقارب وأنساب في الدوحة، وهناك وجد عرض للعمل في مكتب لإحدى شركات النفط، فقرر أن يبقى وقد وافقت والدته على ذلك، ووفر لهم الأنساب مكانا مناسبا للمعيشة، ولم يشعروا باختلاف كبير في المعيشة، ولكن بعد عام واحد شعر بالحنين الشديد إلى موطنه وأهله، وقرر ترك العمل والعودة، وقبل نهاية عام 1963 انضم للقوات المسلحة في الإمارات، ولأن لديه مهارة في اللغة الانجليزية فقد حصل على وظيفة مسؤول مدني في نادي الجيش، بعد أن خضع لاختبار في اللغة الانجليزية، وكان يجيد الأوردو والفارسية، وقررت الإدارة ترقيته إلى رتبة جندي بعد عامين من العمل. راتبه حين كان جنديا كان حوالي 130 روبية، وذلك كان راتبا جيدا بالنسبة لذلك الزمن، وذلك أدى لتحسين أوضاعة المادية رغم أن عمره وهو جندي لم يكن يتجاوز الثامنة عشر. مدارس تربوية في عام 1968 تم زواج عبد الله، وهو لا يتجاوز الثانية والعشرين، وبدأ يشعر أن ما كان يشعر به من تعلق بسماع الشعراء، لم يكن مجرد شعور لشخص يهوى السماع، وإنما كان لديه شعور أقوى بتأليف القصيد وملكة الإلقاء، ولذلك عمل على نشر أول قصيدة عام 1968، وكانت إذاعة صوت ساحل عمان الطريق الأول لبث قصائده مسجلة عبر الأثير، وأول ظهور له كشاعر حين عمل الشاعر حمد بوشهاب رحمة الله عليه، على إبراز الشعر والشعراء ضمن برنامج «مجالس الشعراء». ولا يزال عبد الله متأثرا بتلك المجالس التي كانت تبث لها حلقات بعد التسجيل، ولها حلقات في الإذاعة ثم في التلفزيون، وهو يعدها مدارس تربوية لأنها تمد الشاعر بمعين غني من الإلهام والمفردات، وتمنح الشاعر الفرصة للقاء الشعراء والأخذ من خبرتهم، ولكن منذ عشر سنوات قرر بن ذيبان ترك قول الشعر الغزلي أو العاطفي، ولكنه لا يزال يؤلف القصائد الوطنية والثناء ويقرض الرقائق في الموعظة. سافر عبد الله إلى الهند عام 1985 طلباً للعلاج، ولكن مشاغل الحياة تمنعه في كثير من السنوات عن السفر، وخلال السبعينيات والثمانينيات كان يتلقى دعوات للسفر، ومنها دعوة من معالي مانع سعيد العتيبة للسفر معه، حيث يهتم العتيبة بوجود الشعراء معه في رحلاته ويتواصل مع الكثير منهم، ولكن عبد الله كانت لديه مسؤوليات أسرية كثيرة، ولذلك وجد أن المشاركة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية تحقق له الاستمرار في العطاء. ذكريات رمضان بالنسبة لذكرياته عن رمضان، يعتبرها موعدا للمرح بالنسبة للأطفال، ولكنها في ذات الوقت مجالس للتعلم، حيث يتكسب الشباب المعاني الراقية وأصول الضيافة ويستمعون إلى أفكار الرجال ويستفيدون من حكمتهم، ووجد عبدالله نفسه يكبر مع الرجال وبرفقتهم وكان يشعر بالاستقرار بعد الزواج وكان يسافر إلى القنص، حيث كانت أول رحلة عام 1991، وكان يحب قول الشعر خلال تجواله، ويفضل ويحب السفر مع أبنائه أو الخروج معهم في رحلات. ويقول عبد الله إن رمضان اليوم لا شك يختلف عن المواسم الرمضانية التي كانت في الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات، ولكن منذ الثمانينيات أصبحت مختلفة أكثر، لأن غالب الناس ينشغلون خلال اليوم الرمضاني بمهام الوظيفة لساعات كثيرة ويوم طويل، ولذا فإنهم بعد الإفطار يذهبون لأداء الصلوات، وقلة منهم يتواصلون بشكل يومي بسبب الشعور بالإنهاك والرغبة الشديدة في البقاء في المنزل. ومن أحب الألعاب الشعبية إلى قلبه، لعبة «عظيم لوّاح» وهي فعلاً لعبة تتم باستخدام عظم من ماعز أو شاة، وعند الاتفاق على اللعبة يكون هناك ما يقارب سبعة إلى ثمانية من الأطفال يتسابقون من أجل تلك القطعة من العظم، إلى جانب الألعاب الأخرى مثل التيلة والهول ومسابقات الجري، وبعض الشباب يتفننون في صنع عجلات تقاد مثل السيارة أو من التنك أو الصفيح، ويتسابقون من خلالها لمعرفة من يستطيع أن يقود تلك العجلة دون أن تقع منهم. واليوم يقضي بن ذيبان حياته بالقرب من مجموعة من الأصدقاء، ومنهم الراوي سالم بن معدن الكتبي، حيث يتشارك معه ومع بقية الجيران الصلاة الجماعية ثم يتقابل الرجال في المجالس لتبادل الأحاديث، ويقضي الكثير من وقته مع أسرته، ولكنه يجد أن مذاق الزمن الماضي هو المسيطر على النفس والذاكرة، ويفضل أن يذهب لرفع الأذان للصلاة في المسجد المجاور.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©