يعكف باحث مواطن بجامعة الإمارات على تأسيس أول مختبر علمي من نوعه في الدولة لطب النوم لدراسة حالات المرضى الذين يعانون من اضطرابات أثناء نومهم، خاصة أولئك الذين يعانون أمراض السكري وضغط الدم.
وقال الدكتور محمد الحوقاني الأستاذ المساعد واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات إن المختبر الذي باشر عملياً في تأسيسه سيمكن ولأول مرة في الدولة من تنويم المرضى داخل المختبر وإخضاعهم للمراقبة باستخدام أجهزة متقدمة لرصد هذه الاضطرابات ومراحل تطورها وتأثيرها.
وأضاف الحوقاني الذي حصل على درجة الدكتوراه في هذا التخصص من جامعة تورنتو بكندا أنه يركز في جهوده البحثية الآن على دراسة الالتهابات الصدرية، خاصة حالات انقطاع التنفس أثناء النوم، لافتاً إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد الأشخاص الذين يعانون إضرابات النوم في الدولة. ولفت الحوقاني إلى أنه على الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة بعدد مرضى انقطاع التنفس أثناء النوم في الدولة، إلا أن كل المؤشرات تدل على أن نسبتهم كبيرة نظراً للعلاقة الوثيقة والمباشرة بين هذه المشكلة والإصابة بأمراض السكري وضغط الدم، مشيراً إلى نسبة مرضى انقطاع التنفس في أميركا تبلغ 25 %. وأكد أنه وفق نتائج الدراسات والأبحاث فإن معدلات الإصابة باضطرابات النوم بين الأشخاص في دولة الإمارات أكثر من غيرها، نظراً لتفشى البدانة والسمنة بينهم، مشيراً إلى أن ما يفاقم من المشكلة أن أمراض النوم لا تزال بعيدة عن دائرة التشخيص ما يجعل الأطباء أنفسهم بحاجة لمزيد من التوعية لتشخيصها.
واستعرض الحوقاني جانباً من الأعراض التي تعد مؤشراً على إصابة الأشخاص باضطرابات النوم وتتضمن الشخير، الإحساس الدائم بالنعاس، والأرق وحاجة المريض إلى ساعات عدة للدخول في النوم، الذي لا يصل غالباً إلى مرحلة العمق. ويعتبر الأستاذ المساعد واستشاري طب النوم بجامعة الإمارات اضطرابات النوم أحد الأسباب الرئيسية لحوادث السيارات في الدولة، ما يؤكد معه ضرورة تكثيف العمل البحثي لحصر أبعاد المرض وتشخيصه وإيجاد الحلول المناسبة لمواجهته.
وأوضح الحوقاني أن الأشخاص الذين يعانون اضطرابات النوم يمرون بأربع مراحل حتى يدخلوا في مرحلة النعاس، وهم في الغالب لا ينامون بعمق ولا يستمتعون بنومهم، مشيراً إلى أن مشاكل واضطرابات النوم لدى الأشخاص يتم اكتشافها غالباً عن طريق زوجاتهم أو أزواجهم.
ويختص طب النوم برصد ودراسة التغيرات التي تحدث لدى الأشخاص أثناء نومهم، خاصة تلك غير الطبيعية التي تخرج عن المألوف مما يستدعي التدخل الطبي، نظراً لأهمية النوم بالنسبة للإنسان الذي ينام ثلث عمره.
وعلى الرغم من التقدم الكبير بمجال تشخيص وعلاج الأمراض، إلا أن مشكلات واضطرابات النوم لم تحظ حتى الآن بالقدر الكافي من اهتمامات كليات الطب، على الرغم من الحاجة الماسة إلى إماطة اللثام وفك رموز وطلاسم خريطة النوم لدى الأشخاص وما يكتنفها من غموض في التنفس وحركة العضلات والأحلام.
عدد اليوم
