الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشرك أكبر الكبائر ودعاء آكلي الحرام لا يستجاب

الشرك أكبر الكبائر ودعاء آكلي الحرام لا يستجاب
18 أغسطس 2011 22:14
كان الصحابة على عهد رسول الله يستفتون النبي في أمور دينهم ودنياهم فيفتيهم خاصة فيما يتعلق بالحلال والحرام فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر ما يدخل الناس النار فقال: “الأجوفان الفم والفرج” يقصد أكل الحرام والغيبة والنميمة والزنا، وكان أبو بكر الصديق رضى الله عنه - يسأل خادمه الذي يأتيه بالطعام عن مصدره وفي مرة كان جائعاً فأكل ونسي أن يسأله فلما خاف أن يكون من حرام أدخل أصبعه في فمه حتى أخرج الطعام ثم قال: والله لو لم يخرج إلا بخروج روحي لفعلت لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: “أيما جسد نبت من سحت فالنار أولى به، فخفت أن ينبت جسدي من هذه اللقمة”، كما جاء في قول الله تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) “الأنعام 151”. الربوبية يقول الدكتور محمد الدسوقي - أستاذ الفقه بقسم الشريعة كلية دار العلوم: جاء في تفسير هذه الآية أن الله تعالى يقول لنبيه - صلى الله عليه وسلم - قل لهؤلاء الذين حرموا ما أحل الله تعالى من المأكولات والمشروبات والأقوال والأفعال ألا يشركوا بالله شيئاً قل أو كثر وحقيقة الشرك بالله أن يعبد المخلوق، كما يعبد الله أو يعظم كما يعظم الله أو يصرف له نوع من خصائص الربوبية وإذا ترك العبد الشرك صار موحداً مخلصاً لله وهذا حق الله على عباده ثم بدأ الله تعالى بتأكيد الحقوق بعد حقه من الأقوال الكريمة الحسنة والأفعال الجميلة وكل قول أو فعل يحصل به منفعة أوسرور للوالدين يعتبر من الإحسان الذي ينتفي معه العقوق. ونهى الله تعالى عن قتل الأولاد بسبب الفقر وضيق الرزق كما كان ذلك موجوداً في الجاهلية والله تعالى تكفل برزق الجميع وليس الإنسان فحسب. الفواحش ونهى الله عن الاقتراب من الفواحش ما ظهر منها وما بطن في القلب، والنهي عن قربان الفواحش أبلغ من النهي عن فعلها، ويشمل النهي عن مقدماتها ووسائلها الموصلة إليها. كما نهى الله تعالى عن قتل النفس المسلمة من ذكر وأنثى إلا بالحق كالزاني المحصن والنفس بالنفس وذلك وصية من الله وجب عليهم أن يراعوها ويقوموا بها. وقال تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون، قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) “الأعراف 32 - 33”. جاء في تفسير السعدي: أن الله تعالى يلوم الذين يحرمون ما أحل الله من الطيبات على اختلاف أصنافها ومن الرزق من مأكل ومشرب بأن هذه نعم أنعم الله بها على عباده وتوسعة ليستعينوا بها على عبادته. مفهوم الآية ومفهوم الآية أن من لم يؤمن بالله واستعان بهذه النعم على معاصيه فإنها تكون غير خالصة له ويعاقب عليها وعلى التنعم بها. ثم ذكر الله المحرمات التي حرمها في كل شريعة من الشرائع وخاصة الذنوب الكبرى كالزنا واللواط التي تتعلق بالبدن والتي تتعلق بالقلب مثل الرياء والنفاق والذنوب التي تؤثم وتوجب العقوبة مثل البغي على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.وورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تنهي عن المحرمات وتؤكد حرص الصحابة على البعد عن الحرام وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: “أيكم يبايعني على ثلاث؟ - ثم تلا قوله تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) حتى فرغ من الآيات فمن وفى فأجره على الله ومن انتقص منهن شيئاً فأدركه الله به في الدنيا كانت عقوبته ومن أخر إلى الآخرة فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه”. وفي حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: “أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً من أمتك دخل الجنة قلت: وإن زنا، وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق، قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق وإن شرب الخمر”، وقال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه: يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: “أن تجعل لله ندا وهو خلقك”، قلت: ثم أي؟ قال: “أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك”، قلت: ثم أي؟ قال: “أن تزاني حليلة جارك”. والمسلم الحق هو الذي لا يأكل ولا يشرب ولا يلبس إلا من الحلال وأكد القرآن ذلك في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما. ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيرا). «أنت ومالك لأبيك» وبين الله للصحابة أن الأكل من طعام الأبناء لا حرمة فيه لأن الولد وما ملكت يداه ملك أبيه، فقال - صلى الله عليه وسلم - “أنت ومالك لأبيك” ولا حرمة كذلك في الأكل من بيت الأب والأم والأخ والأخت والعم والعمة والخال والخالة ولا حرمة كذلك من أن يأكل الرجل من مال خادمه وعبده كما لا حرمة أن يأكل الرجل من طعام صديقه.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©