الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كنوز التاريخ العربي والإسلامي تتلألأ في مكتبة جامع الشيخ زايد

كنوز التاريخ العربي والإسلامي تتلألأ في مكتبة جامع الشيخ زايد
15 أغسطس 2013 20:43
تعتبر مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير مقصداً ثقافياً من نوع خاص، لما تضمه من أمهات الكتب العربية والعالمية المرتبطة بالتراث الإسلامي والفنون والعمارة الإسلامية، فضلاً عن الكتب المتعددة التي تتناول تاريخ الإمارات، والدور التاريخي الذي لعبه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في إقامة هذا الصرح الحضاري العملاق، ولعبت هذه المكتبة دورا أساسيا في جعل الإمارات قِبلةَ الثقافة والسلام في العالم، لما تتيحه أرضها من تلاقٍ حضاري كبير بين أجناس وشعوب الأرض، يلمسه الزائر إليها في أي من منشآتها أو معالمها السياحية البارزة، وفي مقدمتها مكتبة الجامع التي تتمتع بتصميم فريد ومحتوى نادر. انطلاقاً من الدور المهم الذي تلعبه المكتبات في الارتقاء بالمستوى الفكري والثقافي للمجتمعات، حرصت مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير على توفير مجموعة من أندر الكتب والمخطوطات في التاريخ العربي والإسلامي، يعود بعضها إلى مئات السنين، ما جعلها تستقطب عشاق هذا اللون من المطبوعات، من مختلف الجنسيات الوافدة إلى أبوظبي، جنباً إلي جنب مع أبناء الإمارات، الذين يمثل لهم الجامع ومكتبته رمزاً حضارياً كبيراً يعكس المعجزة الإماراتية التي استطاعات أن تحقق أقصى درجات التقدم، في الوقت ذاته التمسك بموروثها العربي الإسلامي الأصيل الممتد عبر التاريخ. مقتنيات ثمينة في إحدى طاولات مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير، أخذت مريم وكريستينا، وهما من جمهورية كرواتيا، تطالعان بعضا من المقتنيات الثمينة التي تضمها أرفف المكتبة، بغرض التعرف إلى هذا العالم الفريد من الجمال الذي تتميز به فنون العمارة الإسلامية، والدور الذي تبذله دولة الإمارات في إبراز هذا اللون من الفنون. تقول مريم، إنها تعمل مدرسة للمرحلة الثانوية في كرواتيا، وجاءت إلى الإمارات لعمل جولة سياحية من نوع مختلف في واحدة من أجمل دول الشرق الأوسط، وأكثرها تقدماً. وذكرت أنها قرأت عن الإمارات قبل وصولها إلى هنا وأكثر ما لفت نظرها الجمال اللافت لجامع الشيخ زايد الكبير، وغيره من الأماكن السياحية في أبوظبي، والطفرة الحضارية الكبيرة التي وصلت إليها الإمارات في فترة زمنية قصيرة نسبياً، ما جعلها نموذجاً ناجحاً يتطلع إليه العالم بمزيج من الاحترام والانبهار. وأوضحت أن أكثر ما أعجبها في جامع الشيخ زايد الكبير، هو المكتبة التاريخية الملحقة به، ومحتوياتها الثمينة، وغير التقليدية، ومنها كتاب مهم يتناول مسيرة حياة الشيخ زايد، عبر مجموعة من الصور، لهذه الشخصية المثيرة لاهتمام كل الناس في الشرق والغرب، على حد قولها، كونه كان يمتلك عقلاً مستنيراً ورؤية بعيدة للمستقبل، سبق بها من عاصروه من قادة العالم. وأشارت مريم، إلى أن الصور الموجودة بالكتاب، عكست المنجزات الكبيرة، التي حققها لشعبه، ومشاعره الجياشة نحو أبناء بلده، وكذلك البساطة والعفوية التي كان يتعالم بها معهم، والمشاعر الجياشة لكل من عاش على هذه الأرض، بحيث صار خدمة الإمارات هدفاً له طوال حياته، وهي سمة لا يمكن أن تتكرر في كثير من زعماء وقادة الأمم. سيرة زايد أكدت مريم، أن مطالعة سيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في إقامة هذا الصرح الحضاري العملاق، ولعبت هذه المكتبة دورا أساسيا في جعل الإمارات قِبلةَ الثقافة والسلام في العالم، لما تتيحه تجعل منه مدرسة يتعلم منها الكثيرون، ونموذجا للإنسان الناجح الذي استطاع أن يقود شعبه بحب إلى تحقيق إنجازات كبيرة. صديقتها كرستينا، التي رافقتها في الجولة السياحية بجامع الشيخ زايد الكبير، التي انتهت بزيارة المكتبة والجلوس فيها فترة زادت على الثلاث ساعات، بينت أنها تعمل مدرسة للغة الإنجليزية والإيطالية في كرواتيا، ومعرفتها باللغات ساعدتها على أن تقرأ عن حضارات وبلدان مختلفة، ومنها دول الشرق الأوسط، ولذلك حرصت أن تقضي إجازتها الصيفية هنا في الإمارات، كواحدة من أجمل بلدان المنطقة، التي تضم صوراً حقيقية للمواطن الشرق أوسطي، القادر على أن يجمع بين الأصالة والمعاصرة في حياته اليومية، من دون أن يؤثر ذلك على هويته الخاصة، وهو ما بدا واضحاً من اعتزاز رجال ونساء الإمارات بأزيائهم التقليدية، على الرغم من وسائل الراحة والرفاهية البادية في وسائل الحياة في المجتمع الإماراتي. وأوردت كرستينا أنها تعشق التصوير الفوتوغرافي، ولذلك مثلت زيارة جامع الشيخ زايد الكبير ومكتبته حدثا مهما في حياتها، كونها وجدت ألوانا من الجمال في جنبات الجامع، كما اكتشفت كثيرا من المعلومات والمعارف المتعلقة بالفن الإسلامي سواء الخطوط أو الرسم، من خلال الكتب الكثيرة التي تضمنتها أرفف المكتبة. وقالت كرستينا إن الكتب الموجودة بالمكتبة، ربما تحتاج سنوات لقراءتها، وهي بالفعل شيء فريد في عالم الكتب المتعلقة بالفنون، وأكثر ما لفتت نظرها بالمكتبة، هو كتاب عن مسابقة فضاءات من نور، يضم مجموعة هائلة من الصور التي عرضت ضمن المسابقة، وتعكس ملامح جمال غير عادي في كل ركن وزاوية بجامع الشيخ زايد الكبير، ما حفزها على السؤال عن المسابقة، وعلمت لأنها مسابقة سنوية، ولذلك ستعمل على المشاركة بها في الدورة المقبلة، وأشارت إلى أنها قررت العودة لجامع الشيخ زايد الكبير أكثر من مرة قبل انتهاء عطلتها في الإمارات، للاستزادة من الكتب المتوافرة بالمكتبة. وكذلك التقاط مجموعة صور من زوايا وأبعاد مختلفة للجامع، للمشاركة في مسابقة فضاءات من نور العام القادم. مخطوطات نادرة من ناحيته، ذكر عبد الله محجوب، سوداني الجنسية، أن مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير تعتبر كنزا لكل الدول العربية والإسلامية، وليس فقط أبناء الإمارات، بما تضمه من مخطوطات نادرة، ومطبوعات تاريخية، تعكس مراحل مهمة من تاريخ الحضارة الإسلامية. وأشاد محجوب بفكرة وجود مكتبة ضمن منشآت الجامع، كون ذلك يعتبر دعوة غير مباشرة للجميع للتعرف إلى جانب مهم من تاريخ العالم الإسلامي، قد يغفل عنه الكثيرون، وهو جانب الفنون الإسلامية التي ازدهرت وانتشرت في العالم. وحازت إعجاب الجميع شرقاً وغرباً، وهذا الجانب ربما يكون ظلما في العصر الحديث، نظراً لأن كل دولة تعني فقط بما يخصها، غير أن النظرة الثاقبة لحكام الإمارات جعلتهم يركزون على فنون العمارة الإسلامية وجمالياتها، والحرص على تجميع كل ما يتعلق بهذا اللون الراقي من الفنون، وإبرازه بصورة لائقة أمام الزوار القادمين من أنحاء العالم لمشاهدة جامع الشيخ زايد الكبير كتحفة معمارية فريدة، والاطلاع علي تاريخ العمارة والفنون الإسلامية المختلفة من خلال المطبوعات والمخطوطات الكثيرة المتوافرة بالمكتبة. من أبناء الدولة الذين كانوا في زيارة المكتبة، صالح الشحي، الطالب في إحدى الجامعات، وكان برفقة مجموعة من أصدقائه، والذي أكد أنه يحرص باستمرار على زيارة جامع الشيخ زايد الكبير ومنشآته كافة، ومنها المكتبة، لافتاً إلى أنه يشعر بالفخر حين يرى هذه الأعداد الكبيرة من السائحين من كل العالم يتوافدون على الجامع، ويحرصون على التقاط الصور التذكارية لهم فيه، أو صور للجامع نفسه، وكذلك زيارتهم إلى المكتبة الملحقة بالجامع، التي تعكس مدى حرص الدولة على إبراز هويتها الإسلامية والعربية، عبر المخطوطات والكتب النادرة التي تعبر عن فترات زمنية بعيدة، كانت الحضارة العربية فيها تمثل نوراً يشع على العالم بألوان الجمال والفنون، وهو ما تعكسه جماليات العمارة الإسلامية التي نراها في الجامع أو المخطوطات والكتب التي تضمها المكتبة. أقدم كتاب أقدم كتاب تضمه المكتبة، وفق مركز جامع الشيخ زايد الكبير، يعود إلى عام 1792، وهو باللغتين العربية واللاتينية، ونشر في روما، في ذلك الوقت، ويتحدث عن تاريخ العملات الإسلامية القديمة، ويتكون من جزأين، ويضم صوراً نادرة لمجموعة من العملات الإسلامية، المستخدمة عبر التاريخ. والكتاب يأتي ضمن محتويات المكتبة التي سيتم تحويلها من شكلها الورقي إلى الإلكتروني، خلال الفترة المقبلة، حتى يتم الاستفادة منها بأقصى درجة داخل الدولة وخارجها، والاطلاع على محتوياتها، من دون الحاجة إلى زيارة المكتبة، لمن تمنعه ظروفه من ذلك. مبادرة جديدة أندر المخطوطات الموجودة في المكتبة هي مخطوطات للقرآن الكريم، في عصر ما قبل التنقيط، تعود إلى السنوات الأولى للإسلام، خلال عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. ومن المخطوطات النادرة التي تضمها المكتبة، مخطوطة نهج البردى التي كتبها الإمام البوصيري بيده، قبل مئات السنين، ومدح فيها الرسول الكريم، وهذه المخطوطة سيتم عرضها لأول مرة على الجمهور، خلال الفترة المقبلة، في مبادرة جديدة من قبل القائمين على المكتبة، لعرض المخطوطات مباشرة على الجمهور الراغب في الاطلاع على مثل هذا النوع من المخطوطات والكتب النادرة. موقع مميز تقع المكتبة في مكان لم يعرف له مثيل في تاريخ جوامع العالم وتصاميمها إذ تحتلّ الطابق الثالث من المئذنة الشرقية لجامع الشيخ زايد الكبير، وتطلّ على مناظر خلّابة ممتدة على مرمى البصر، وفي كلّ الاتجاهات. وتتضمّن المكتبة مجموعات من فن الخط العربي، ونسخاً من القرآن الكريم طُبعت في أوروبا بين الأعوام 1537 و1857. كما تحتوي على أكثر من خمسين ألف طبعة نادرة من المخطوطات والمطبوعات. أوقات الزيارة أوقات زيارة المكتبة: من الأحد إلى الأربعاء: من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً، والخميس من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً؛ تغلق المكتبة أبوابها أيام الجمعة والسبت، وفي جميع المناسبات الدينية والوطنية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©