الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هادي يقر خفض أسعار الوقود ويتعهد بحماية صنعاء

هادي يقر خفض أسعار الوقود ويتعهد بحماية صنعاء
4 سبتمبر 2014 00:00
تظاهر آلاف من مؤيدي المتمردين الحوثيين أمس الأربعاء في مناطق متفرقة بالعاصمة صنعاء متوعدين بإجراءات «أكثر إيلاماً وإقلاقاً»، وذلك غداة المبادرة السياسية التي أطلقها الرئيس عبدربه منصور هادي وقرر بموجبها تشكيل حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود. وخرج أنصار جماعة الحوثيين في مسيرات متزامنة صباح الأربعاء في شوارع رئيسة وسط العاصمة صنعاء مرددين شعارات طالبت بإسقاط الحكومة الانتقالية وإلغاء قرار خفض الدعم عن المشتقات النفطية الذي دخل حيز التنفيذ أواخر يوليو. وأغلق المحتجون لنحو ثلاث ساعات سبعة شوارع حيوية وسط صنعاء من بينها شارع الزبيري الذي يعد أكبر شوارع العاصمة ويقسم المدينة إلى نصفين شمالي وجنوبي. كما أغلق المتظاهرون الذين كانوا يرفعون شعارات الجماعة الحوثية «الموت لأميركا الموت لإسرائيل» شارع العدل وشارع تونس، شارع الزارعة، شارع القيادة، وميدان التحرير، بالإضافة إلى طريق السائلة في المدينة القديمة والذي يعد شريانا هاما لحركة المرور في العاصمة. وتسببت تظاهرات الحوثيين في اختناق مروري في العاصمة بعد أن خلا عدد من الشوارع الرئيسية من المركبات. وذكر تلفزيون المسيرة التابع للجماعة المتمردة أنه تم قطع جميع الشوارع المؤدية إلى مبنى رئاسة الوزراء حيث انتشرت قوات الأمن بكثافة لمنع تقدم المحتجين. وأشار إلى أن هذه الاحتجاجات «أجبرت قلب العاصمة صنعاء عن التوقف عن النبض مؤقتاً». وقال خالد المداني، عضو اللجنة التنظيمية لاحتجاجات الحوثيين في صنعاء: «استجابة الجماهير كبيرة وفاعلة في هذه الخطوة الثالثة من التصعيد الثوري»، مؤكداً الاستمرار في تنظيم الفعاليات الاحتجاجية لحين تحقيق مطالب «الشعب»، حسب قوله. وأضاف لمحطة تلفزيونية محلية: «الخطوات القادمة ستكون أكثر إزعاجاً وإيلاماً وإقلاقاً للسلطات التي تتجاهل مطالب الشعب»، متهماً الحكومة الحالية التي وصفها بـ«الفاسدة» و«الأسوأ عبر تاريخ اليمن» بجر البلاد إلى «نفق مظلم»، حسب تعبيره. وكان الرئيس اليمني قرر الثلاثاء تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في غضون أسبوع، وتخفيض أسعار الوقود ضمن مبادرة لإبعاد شبح الحرب الأهلية، إلا أن الحوثيين سارعوا برفضها. وقال المتحدث الرسمي باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، لتلفزيون «سكاي نيوز عربية»، أمس،: «سنواصل التصعيد حتى تلبى مطالبنا ونرفض أي إملاءات خارجية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن جماعته مستمرة في الحوار مع السلطات للخروج من الأزمة الحالية. ورأس الرئيس عبدربه منصور هادي أمس الأربعاء في القصر الرئاسي جنوب العاصمة الاجتماع الاعتيادي والأخير للحكومة الانتقالية التي تقودها أحزاب اللقاء المشترك منذ تشكيلها أواخر 2011 مناصفة مع حزب «المؤتمر الشعبي العام» بزعامة الرئيس السابق. وخلال الاجتماع الذي غاب عنه رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، أمر الرئيس هادي الحكومة بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة وطنية جديدة التي من المفترض أن يشارك فيها الحوثيون والحراك الجنوبي الذي يقود الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب. وبينما تحدثت مصادر متعددة غير رسمية عن تقديم باسندوة استقالته للرئيس هادي، أشار مسؤول في رئاسة الوزراء، تحدث لـ(الاتحاد)، إلى امتعاض باسندوة من قرار إقالة حكومته ما دفعه إلى مقاطعة الاجتماع الحكومي الذي أقر خفض أسعار الوقود ابتداءً من الساعة الثانية عشرة ليل الأربعاء الخميس، بحيث يصبح سعر صفيحة البنزين (20 لتراً) بـ3500 ريال، وسعر صفيحة الديزل بـ3500 ريال بعد أن كان سعرهما في الزيادة السعرية الأخيرة بـ3900 ريال و4000 ريال. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن الاجتماع ناقش أيضاً «الجهود المبذولة» للتعامل مع المستجدات الحالية «بحكمة وعقلانية وبما يجنب الوطن وأبنائه الانزلاق نحو العنف والفوضى». وقال هادي، إن «الظروف الصعبة الماثلة تحتم على الجميع التحلي بروح المسؤولية الوطنية والتاريخية»، لافتاً إلى أن اليمن المضطرب أمنياً وسياسياً واقتصادياً منذ سنوات «لم يعد يحتمل المزيد من التصعيد والدفع به الى أتون العنف والفوضى». وشدد على ضرورة «تفويت الفرصة على الدعوات التي تستهدف الإضرار بالوطن»، ودعا إلى أخذ العبرة من «التجارب المريرة التي تعيشها بعض الدول العربية التي انزلقت إلى العنف» بعد أن كانت قد شهدت في عام 2011 انتفاضات ضد أنظمتها الحاكمة فيما سُمي بـ«الربيع العربي». وأشار إلى أن الدولة ستتصدى بحزم لتصعيد الحوثيين في العاصمة صنعاء ومحيطها، وقال: «ولن نتهاون فيما يتعلق بأمن العاصمة صنعاء». وذكر أنه سيتم اعتبار معارضي المبادرة السياسية التي أقرها اللقاء الوطني الموسع يوم الثلاثاء لنزع فتيل الأزمة مع المتمردين الحوثيين، «مغردين خارج السرب الوطني»، وأنه «سيتم التعامل معه على هذا الأساس». وأضاف: «اليمن اليوم أمام اختبار حقيقي، فإما أن نكون أو لا نكون»، مشيراً إلى أن «الشعب اليمني لن يرتضي للنجاح بديلاً حتى استكمال تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية الجارية» التي ينظمها اتفاق مبادرة دول الخليج العربية منذ 23 نوفمبر 2011.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©