إعداد - محمد عبدالرحيم:
أعيد تجديد وترميم محطة السكك الحديدية في مدينة دريسدن الألمانية لتستعيد سابق ألقها وتوهجها بعد أكثر من نصف قرن من تعرضها لتشوهات وأضرار بالغة جراء عمليات القصف المدمر إبان الحرب العالمية الثانية·
ومن المخطط افتتاح مشروع الترميم والتوسعة، الذي نفذته الشركة المعمارية البريطانية فوستر آند بارتنرز بقيمة تبلغ 200 مليون يورو (252 مليون دولار)، رسمياً في شهر نوفمبر المقبل ضمن الاحتفالات بالذكرى الـ 800 لعيد ميلاد المدينة الألمانية والتي من المتوقع أن تستمر لفترة عام كامل·
وكما ورد في صحيفة ''وول ستريت جورنال'' مؤخراً، فإن هذا المشروع هو الأخير من نوعه في سلسلة من أعمال الترقية والتحسين في محطات السكك الحديدية الألمانية· كما أن العديد من مشاريع التجديد والترميم هذه كان قد تم إنجازها في وقت مبكر من العام الجاري حتى تواكب وتلحق بأحداث منافسات كأس العالم لكرة القدم·
وفي مايو الماضي تم افتتاح محطة القطارات المركزية المسقوفة بالزجاج في مدينة برلين والمعروفة باسم ''لهيرتر بانهوف'' بالقرب من المكان الذي كان فيه حائط برلين يشق العاصمة إلى نصفين بعد أن بلغ إجمالي التكلفة 700 مليون يورو·
والمعروف أن دريسدن التي تقع في ولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا (ألمانيا الشرقية سابقاً) كانت من إحدى أكثر المدن جمالاً وروعة قبل أن تشن عليها قوات الحلفاء عمليات قصف بالقنابل في فبراير من عام ·1945 وأدت هذه الطلعات والغزوات الجوية إلى تدمير معظم المعمار الباروكي الذي تميزت به المرافق الخدمية في المدينة بما فيها ما يعرف بمبنى ''دريسدن فروينكيرشي'' التي تعلوها قبة بارتفاع 94 متراً وقد أعيد بناؤها وترميمها أيضاً قبل عام من الآن· وكانت شركة ''دوتش آهن ايه جي'' المشغلة الرئيسية لخطوط السكك الحديدية الألمانية قد اختارت شركة فوستر آند بارتنرز البريطانية في عام 1995 من أجل إعادة تجديد محطة القطارات المتهالكة والتي ما زالت عاملة وتخدم الآن أكثر من 60 ألف مسافر في اليوم· وتم تمويل المشروع من قبل شركة دوتش آهن بدعم وإسناد من مساعدات وفرتها الحكومات الإقليمية والاتحادية الألمانية وفقاً لما ذكره كاي فريدلاند المتحدث الرسمي لشركة دوتش آهن· وكان الهدف كما يقول سبينسر دي جراي الرئيس المشترك لمجلس إدارة شركة فوستر آند بارتنرز في لندن ينصب على الالتزام الكامل بالتصاميم الأصلية للمبنى مع العمل على تحديثها·
وأول ما طالته معاول التجديد سقف المحطة الذي كان يكسوه الزجاج عندما تم افتتاح المحطة لأول مرة في عام ،1898 وبعد الأضرار التي أحدثها قصف القنابل تم تغطية السقف بالأخشاب بشكل لم يعد يسمح بدخول أشعة النهار· أما السقف الجديد الذي تبلغ مساحته الكلية 30 ألف متر مربع فقد أصبح أشبه بتلك التي تغطي ملاعب كرة القدم الحديثة المغطاة بالمادة الشفافة من ألياف الزجاج التي تسمح بتسرب 13 في المائة من ضوء النهار مما يعمل على تقليل اعتماد المحطة على الإضاءة الكهربائية وفقاً لما ذكره دي جران· أما أثناء الليل فإن الضوء المنعكس من الجانب التحتي للسقف يعمل على إضاءة كامل المحطة أسفله· وفي صالة الانتظار فقد تم الكشف لأول مرة عن أعمال الطوب الصفراء اللون التي كان قد تم تغطيتها بالبلاستر بعيد فترة الحرب وفقاً لكريستيان هولمان المهندس المعماري للمشروع· وقد عمدت شركة فوستر آند بارتنرز أيضاً إلى إعادة ترميم الغرف الأخرى في المحطة والتي تم إغلاق بعضها لفترة تزيد على خمسين عاماً· وتم إنجاز مبنى الاستقبال في المحطة كما تم تنفيذ العديد من الأعمال الإضافية في داخل المحطة وبخاصة في منصات القطارات والتي أصبح من المقرر إنجازها في نهاية العام القادم كما يشير فريد لاندر· أما الأعمال الخاصة بالمسارات الحديدية فما زالت تمضي قدماً على أن يتم إنجازها بحلول نهاية عام 2010 إلا أن المحطة سوف تظل عاملة وتستمر في تقديم خدماتها أثناء هذه الفترة· وسوف تتيح التصاميم التي تنفذها شركة فوستر آند بارتنرز أيضاً إجراء توسعات مستقبلية في السقف وفي المنصات الخارجية بمقدار 200 متر إضافي وبشكل يوفر غطاءً للقطارات العالية السرعة التي يبلغ طول الواحد منها أكثر من 400 متر والتي يزيد طولها على بعض المنصات الحالية التي لا يزيد طولها على 300 متر·
عدد اليوم
