اتفاق سياسي ينهي مقاطعة «القائمة العراقية» للبرلمان

أنهت القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، مقاطعتها لجلسة مجلس النواب العراقي (البرلمان) أمس إثر التوصل إلى اتفاق بين الكتل السياسية قبيل الجلسة يقضي بالاعتراف بمبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والاتفاقات السياسية الناجمة عنها ومن ضمنها إلغاء اجتثاث عدد من قياديي العراقية، وهو ما تم التصويت عليه بالأغلبية في جلسة البرلمان. فيما أكدت مصادر في العراقية تراجع علاوي عما صرح به قبل يومين رافضا المشاركة في الحكومة الجديدة، مشددة على أنه سيشارك بقوة. وقال مصدر برلماني إن قيادات الصف الثاني في الكتل البرلمانية “اتفقت على بيان مقتضب يؤكد الالتزام باتفاقات الكتل السياسية” خلال الجلسة، ونص البيان على توضيح يقدمه ممثل القائمة العراقية حول انسحابها من جلسة الخميس الماضي. كما تضمن “التصويت على مبادرة بارزاني حول حكومة شراكة وطنية وما نتج عنها من اتفاقيات، واتباع آلية لرفع قرار اجتثاث راسم العوادي وصالح المطلك وظافر العاني”، وهم من قادة العراقية. وعقد البرلمان جلسته الثانية أمس برئاسة أسامة النجيفي وبحضور 241 نائبا بينهم نواب القائمة العراقية، وابتدر النجيفي الجلسة بإعلان جدولها الذي يناقش تشكيل اللجان البرلمانية والنظام الداخلي للبرلمان وإعلان التزام الكتل بحكومة الشراكة الوطنية. وتقدمت العراقية باعتذار إلى البرلمان لعدم مشاركتها في عملية انتخاب الرئيس العراقي جلال طالباني في الجلسة التي عقدت الخميس الماضي. وقال النائب عدنان الجنابي عضو القائمة العراقية في كلمة داخل جلسة البرلمان “أهنئ باسم العراقية طالباني لانتخابه رئيسا للعراق ولكل العراقيين، ونحن على ثقة بأنه سيكون رئيسا لجميع العراقيين كما كان في الدورة السابقة”. وأضاف أن “الانسحاب من جلسة البرلمان هو نوع من الممارسات الديمقراطية المشروعة وقد مورست في كل البرلمانات السابقة ولا يحق لأحد حرمان الآخرين من هذا الأسلوب الديمقراطي كما نعتقده إجراء صائبا”. وتابع الجنابي أن “العراقية لم تنسحب احتجاجا على انتخاب طالباني، وتم إبلاغ النائب فؤاد معصوم بذلك من قبل رئيس القائمة أثناء الانسحاب من الجلسة”. من جانبه أعلن المتحدث باسم العراقية النائب حيدر الملا أمس أن القائمة بزعامة علاوي ستكون جزءا فاعلا في حكومة الشراكة الوطنية. وقال “بات واضحا بعد النقاشات التي جرت خلال اليومين الماضيين حيث ظهر أن هناك نوعا من سوء الفهم بدا لدى الكتل السياسية وكان هناك اليوم إجماع بين الكتل على تنفيذ كل التعهدات والالتزامات والاتفاقيات التي حدثت، وأن العراقية اليوم تشارك بفعالية من أجل إنتاج المشاركة الوطنية”. وأعلن النائب هادي العامري عضو التحالف الوطني العراقي، عن وضع آليات عمل لرفع الحظر عن ثلاثة من أعضاء العراقية هم صالح المطلك وراسم العوادي وظافر العاني، وفق آليات تم الاتفاق عليها من قبل لجنة مصغرة في البرلمان العراقي. وذكر العامري في كلمة أمام البرلمان أنه تم “الاتفاق على آليات عمل لرفع الحظر عن أعضاء العراقية المعنيين، والآليات، سيتم تبليغ أعضاء العراقية بها”. وأيد النواب الذين حضروا الجلسة بالإجماع، وعددهم حوالي 241 من أصل 325، مبادرة بارزاني وما نتج عنها من اتفاقات”. وينص الاتفاق لإنهاء الأزمة التي أصابت المؤسسات السياسية بالشلل طوال ثمانية أشهر، على استحداث المجلس الوطني للسياسات العليا وتشريعه بقانون، ومعالجة أوضاع المعتقلين والمحتجزين من قبل لجنة خاصة، والتوقيع النهائي على جميع الملفات، وإلغاء قرار اجتثاث ثلاثة من قادة العراقية لصلاتهم المزعومة مع حزب البعث. وقال الملا للصحفيين إن “إلغاء قرار الاجتثاث قادة العراقية المعنيين سيتم في غضون عشرة أيام”. وأكد شاكر كتاب أن موقف العراقية بشأن إلغاء المجتثين لا يتعلق بالقادة الثلاثة بالقائمة وإنما بكل الناس الأبرياء الذين تم اجتثاثهم أو اعتقالهم نتيجة أخبار كيدية وانتقائية. وقال مصدر بالدائرة الإعلامية في البرلمان إن “الجلسة ناقشت الاتفاقات السياسية وموضوع النظام الداخلي للبرلمان فضلا عن لجان المجلس النيابية وتحديد موعد الجلسة المقبلة”. وأضاف أن “الجلسة عقدت بحضور 241 نائبا وأعلنوا التزامهم وكتلهم بحكومة شراكة وطنية”. وفي المقابل، قال النائب عن العراقية مصطفى الهيتي بالنسبة للمجلس الوطني للسياسات “تم الاتفاق أن يكون للمجلس صيغة تنفيذية بنسبة 80% من القرارات والخضوع لتوافق سياسي داخله على أن تكون قراراته ملزمة للحكومة”. وأشار إلى أن “هذا المجلس يعمل بضمانات إقليمية ودولية وعراقية”. ورفعت الجلسات إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى المبارك لتستأنف لمناقشة القانون الداخلي لنظام مجلس الوزراء العراقي . من جانب آخر أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون كمال الساعدي أن صلاحيات مجلس السياسات الاستراتيجية ستصاغ بقانون وتناقش بالتفصيل”. وقال أمس إن رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء ونائبيه ورئيس البرلمان ونائبيه ورئيس المحكمة الاتحادية العليا هم من ضمن أعضاء مجلس السياسات الاستراتيجية. وأوضح أن المجلس الجديد الذي سيترأسه علاوي معني بصياغة السياسات المتعلقة بالبلد والوضع السياسي والموقف من الاتفاقات وكذلك صياغة السياسات الأمنية والخارجية والاقتصادية والتجارية وأن المجلس لن يتدخل في عمل الوزارات والقضايا التنفيذية الأخرى. وفي شأن متصل نفت عضو القائمة العراقية عالية نصيف لـ “الاتحاد” الأنباء التي تحدثت عن عدم مشاركة علاوي في الحكومة المقبلة، مبينة أنه “بعد جلسة البرلمان الإيجابية أمس فإن علاوي سيشارك بالحكومة مشاركة فعالة”. وكان علاوي صرح لتلفزيون (سي. إن. إن) الأميركي أمس الأول قائلا إن “مفهوم اقتسام السلطة مات”. وقالت نصيف “إن هذا التصريح ربما سبق جلسة البرلمان” أمس، مضيفة أنه أكد قبل سفره بضرورة تفعيل مبادرة مسعود بارزاني بشروطها. الأمم المتحدة تسعى لتدمير الألغام المزروعة في العراق نيويورك (وام) - أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأمم المتحدة بيانا أمس الأول أعلن خلاله أنه سيقوم بمساعدة العراق على تدمير مخزونه من الألغام الأرضية والذخيرة لضمان عدم استغلالها في تغذية الصراع القائم في العراق. ونوه البيان إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» والبرنامج الإنمائي أكدا خلال تقرير مشترك صادر عنهما أن 66ر2 مليون قنبلة عنقودية و20 مليون لغم أرضي يفسدون حقول النفط في العراق والأراضي الزراعية. وأضاف التقرير أن تلك الألغام زرعت في مناطق متاخمة لإيران وهي من مخلفات الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، في حين أن ملايين القنابل العنقودية الأخرى التي لم تنفجر أسقطت خلال حرب 1991 لتحرير الكويت وحرب العراق 2003.