الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هل تستطيع أفيال الهند الطيران؟!

23 أكتوبر 2006 00:12
رسم كاريكاتيري نشرته صحيفة ''فاينانشال تايمز'' عن تخلف أوروبا تكنولوجيا وراء أميركا بسبب الخلافات السياسية ونقص التمويل· ويصور الرسم، مسيرة التقدم التقني في أميركا وكأنها مكتب تضع عليه الشركات انجازاتها التي تعلو بلا توقف، بينما لا تزال دول الاتحاد الأوروبي تتجادل فيما بينها حول المكان الذي يتعين فيه وضع المكتب المطلوب لبدء العمل··! هل تستطيع الافيال أن تعدو؟ هناك من يقول لا·· لانه لا يحدث اطلاقا حتى أثناء انطلاق الافيال بأقصى سرعتها ان يكون جسمها كله في الهواء كما يفعل أي انسان أو حيوان أثناء العدو· لكن سانجايا بارو الذي اختار صورة فيل لغلاف كتابه ''التداعيات الاستراتيجية للاداء الاقتصادي للهند'' يرى أن الهند تسير بقوة مثل الافيال نحو تحقيق أهدافها، وان هناك فرصة حقيقية لان تصبح ثالث أكبر اقتصاد عالمي بحلول عام ·2050 أي أن الاجواء مهيئة لان تكسر الافيال الهندية قوانين الطبيعية وأن تطير بكامل أجسامها في الهواء··! وبارو، مستشار اعلامي والمتحدث باسم رئيس وزراء الهند وكان رئيس تحرير سابقا لصحيفتي تايمز اوف انديا وفاينانشال اكسبريس· وسبق له أن ألف كتاب ''اقتصاد السكر الهندي·'' وقد أصدر كتابه الجديد يوم 30 أغسطس الماضي وهو يقع في 480 صفحة، وهو عبارة عن سلسلة مختارة من المقالات الاكاديمية والصحفية التي يحاول من خلالها بارو ان يستكشف دبلوماسية الاعمال وأعمال الدبلوماسية في نهضة الهند· واجمالا فان الكتاب يقدم رؤية شاملة للاوضاع السياسية والاقتصادية التي واكبت صعود الهند الى واحدة من أبرز ديمقراطيات السوق الحر· ويحاول الكتاب تحليل التحولات التي حدثت على ميزان القوى العالمية خلال مرحلة ما بعد الحرب الباردة وهو يستهدف الثورة الهندية الحالية في الاقتصاد والسياسة من خلال مناقشة عدة قضايا بما في ذلك السياسات الاقتصادية الجديدة والتطور السريع نحو المجتمع المفتوح ومستقبل الطاقة النووية· ويبحث الكتاب أبعاد وتداعيات التحول الجذري في أداء الهند وسياساتها الاقتصادية خلال العقد الاخير من القرن العشرين وكيف نجحت المشاريع الهندية في عالم ما بعد منظمة التجارة العالمية، وتنامي ثقة الطبقة المتوسطة من المحترفين الهنود في قدراتهم، مرورا بالقدرات النووية للبلاد، ووصولا الى التحديات التي تواجه مجتمعا مفتوحا واقتصادا مفتوحا في وجه تحديات متعددة ومعقدة· ويرى بارو ان كل هذه العناصر شاركت في صياغة الرد الهندي على ما يمكن وصفه بـ ''التحولات التكتونية'' في توازن القوى العالمي في مرحلة ما بعد نهاية الحرب الباردة· وبهذا المنظور فان بارو ربما يكون أول محلل اقتصادي يولي اهتماما كبيرا للتداعيات الاستراتيجية للاداء الاقتصادي الاستثنائي بشكل متزايد للهند· ويشير بارو الى ان الهند كانت حتى 60 عاما فقط مستعمرة بريطانية، ولذا فانها بحاجة عميقة لاعتراف دولي بتاريخها ومساهماتها في كل شؤون الحياة بما في ذلك الاقتصاد· ويقول ''حصة الهند في الاقتصاد العالمي تراجعت من 22,6 % الى 4,6 % بين عامي 1700 و1995 · ومنذ بدء عصر الاصلاح الاقتصادي عام 1991 عاد المنحنى للصعود، وتستعد الهند حاليا لعام رابع غير مسبوق من النمو بنسبة ثمانية في المئة· واذا استمرت الهند على هذا المنوال فانها قد تصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام ''·2050 وخلال هذا العرض يركز بارو بشكل أساسي على الخيارات الاستراتيجية التي واجهت الهند منذ بدأت في فتح اقتصادها قبل 15 عاما، كما يوسع نطاق مناقشاته لتشمل تأثير الاصلاحات الهندية على الامن الاقتصادي والعولمة· ويصف فريد زكريا مؤلف كتاب ''مستقبل الحرية'' بارو بانه من ألمع نجوم الهند الحديثة· ويضيف ''نجح بارو في ان يستشرف قبل كثير من العاملين في المجال الاعلامي والاكاديمي الفرص الهائلة التي يمكن ان تنعم بها الهند في ظل العولمة والاجواء العالمية الجديدة· ويحاول بارو خلال كتابه تحليل هذه القضايا التي تمثل دوائر تجمع بين السياسة والاقتصاد وبلغة بعيدة عن التفكير القديم والمصطلحات الصماء·'' ويقول البروفيسور جاجدش باجواتي من جامعة كولومبيا ''كل من يريد ان يتبع النموذج الهندي لا بد ان يقرأ هذه السلسلة الرائعة من المقالات· فالهند اصبحت طرفا رئيسيا في الاقتصاد العالمي وتقدم هذه المقالات دليلا لكل من يريد ان يفهم وبشكل أفضل ما يحدث هناك· المقالات تقدم رؤية عميقة للاندماج المعقد للابعاد العالمية والاسيوية والمحلية للسياسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية·'' ولا يخفي بارو اعجابه بالطريقة التي نجحت بها الصين في تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال التجارة والاستثمارات الاجنبية، ويعتقد ان بوسع الهند ان توسع نفوذها الدولي بشرط ان تزيد تفاعلها مع الاقتصاد العالمي وتحافظ على نموها السريع· لكنه يعترف رغم ذلك بانه لا تزال هناك ''فجوة مصداقية'' يتعين ردمها قبل ان تستطيع الهند فعلا ان تتحول من قوة اقليمية الى عالمية بما في ذلك طريقة تعاملها مع المستثمرين الاجانب حيث لا تستقبل سوى واحد في المئة من الاستثمارات الاجنبية العالمية اضافة الى الميراث الطويل لسياسة التصنيع الذي يستهدف تلبية الاحتياجات المحلية فقط والسياسات الحمائية· وهنا فقط قد تستطيع الافيال فعلا ان تعدو·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©