هو أفضل مستشرفي المستقبل الاقتصادي الاميركيين، ويوصف بين المحللين بأنه ثالث أكثر الاصوات تأثيرا بين رجال الأعمال والمال بعد عملاق التكنولوجيا بيل جيتس والاب الروحي لعلوم الادارة بيتر دروكر· ولد توفلر في الثالث من اكتوبر عام 1928 ويشتهر بسلسلة نظريات تناقش الثورة الرقمية وثورة الاتصالات وثورة الشركات· نادرا ما تتحدث الصحافة الغربية عن سيرته الذاتية فالرجل وأفكاره المستقبلية، من الأهمية بمكان بحيث يصعب معها إهدار أي سطر في الحديث عن الماضي·
ركز توفلر في بداية مشواره على التكنولوجيا وآثارها ثم انتقل الى التأمل في حركات التغيير وردود الفعل المجتمعية· وقدم آخر نظرياته حول تنامي القوة العسكرية وانتشار التكنولوجيا والرأسمالية في القرن الحادي والعشرين حيث يشدد على أن تطور المجتمعات يحتاج لكل عناصر المهارات، ولا يمكن تسييرها فقط باستخدام البيانات وأجهزة الكمبيوتر· ووضع توفلر عدة كتب بالاشتراك مع زوجته هايدي وهي أيضا مؤلفة ومستشرفة للمستقبل الاقتصادي من أشهرها، ''هزة المستقبل'' عام ·1970 ويشتهر الاثنان بأفكارهما التي ألهمت الرؤساء ورؤساء الوزراء وكبار رجال الأعمال والمستثمرين في شتى المجالات·
وينظر كثيرون الى كتابه ''الموجة الثالثة'' الذي صدر عام ،1980 على أنه يقدم رؤية ثاقبة لتطور التاريخ البشري· ويقول توفلر ان الانسان منذ بداية الخلق شهد ثلاثة أنماط من المجتمعات وان كلا منها جاء ممتطيا موجة ليطيح بالمجتمع السابق وثقافته·
الموجة الأولى·· هي مجتمع الثورة الزراعية والذي أطاح بثقافة الترحال·
وقامت الموجة الثانية بتقديم المجتمع الصناعي القائم على الانتاج بأعداد ضخمة والتوزيع على حيز واسع جدا والاستهلاك الضخم ووسائل الاعلام الهائلة ووسائل الترفيه العملاقة وصولا الى أسلحة الدمار الشامل· ويمكن ان نضيف الى تلك الالقاب، المعايير القياسية والمركزية والتركيز·
أما الموجة الثالثة والتي نعيشها الان فهي مجتمع ما بعد المرحلة الصناعية والذي يعتقد توفلر انه انطلق في أواخر الخمسينيات، وأطلق عليه عدة أسماء منها ''عصر المعلومات'' حيث تحل المعلومات بدلا من الاشياء الملموسة بل وتصبح هي في حد ذاتها أدوات الانتاج· ويبدو ان السن لم يزده الا خبرة في استشراف المستقبل· فالرجل الذي بلغ السابعة والسبعين قام مؤخرا بوضع كتاب يهاجم فيه وبعنف العناصر الرئيسية للاقتصاد التقليدي ويرسم توقعاته للاقتصاد خلال العقود المقبلة· ويدور الكتاب الذي يحمل عنوان ''ثورة الثروة'' حول كيفية تجميع الثروات في المستقبل ومن سيحصل عليها وكيف· ويعتقد توفلر ان مفهوم الثروة في القرن الحادي والعشرين لن يقتصر على المال، وانه لا يمكن فهمها حسب مفاهيم اقتصاديات العصر الصناعي· ويقول على موقعه الشخصي بالانترنت ''هذا الكتاب سوف يغير والى الابد الطريقة التي ننظر بها الى الاقتصاد·· وكيف نعمل وكيف ندير الشركات وكيف نربي أولادنا ونستثمر أموالنا ونفكر في الأموال المالية وغير المالية·؟'' والمفارقة ان الصحف الاميركية لم تتحدث الا نادرا عن كتابه الأخير رغم انه سجل أعلى المبيعات في الصين والهند· وتقول صحيفة ''فاينانشال تايمز'' في تقرير ''رغم ان توفلر أميركي، فإن شهرته تصل إلى ذروتها في الخارج وخاصة في البرازيل والصين وكوريا الجنوبية وهي الدول التي بدأت تتنسم بالفعل بوادر المستقبل الذي يتوقعه·''
عدد اليوم
