دبي (الاتحاد) - ارتفعت الأرباح الصافية لشركة أرابتك القابضة خلال النصف الأول من العام بنسبة 114% لتصل إلى 155 مليون درهم، مقارنة مع 72 مليون درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وعزت الشركة في بيان صحفي أصدرته أمس، ارتفاع أرباحها إلى الأداء القوي لأعمال الشركة في كل من الإمارات والسعودية، إلى جانب إعادة توجيه أعمال الشركة لتحقيق النمو في المستقبل.
ووفقاً للبيانات المالية، حققت الشركة أرباحاً خلال الربع الثاني من العام بقيمة 92 مليون درهم، مقارنة مع خسارة بقيمة 12 مليون درهم خلال الربع الثاني من العام، وارتفعت قيمة العقود قيد التنفيذ بنحو 7,3 مليار درهم لتصل إلى 24,4 مليار درهم، بعد فوز الشركة بعدة عقود كبيرة خلال النصف الأول من العام.
وقال حسن عبدالله اسميك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة أرابتك القابضة، إن أعمال الشركة سجلت أداءً قوياً خلال النصف الأول من العام الحالي، خصوصاً في دولة الإمارات والسعودية، وتعتبر هذه النتائج مؤشراً على حالة الانتعاش التي يمر فيها قطاع الإنشاءات، وإمكانية تحقيق نمو مستدام على المدى المتوسط.
وأضاف: “لقد قمنا بإعادة تنظيم أعمالنا لضمان سيرها وفقاً لخطتنا الاستراتيجية التي وضعناها للأعوام الخمسة المقبلة، وتمكنا بالفعل من رفع مستويات كفاءة أعمالنا والحدّ من التكاليف بشكل ملحوظ”.
وأوضح أن الشركة تتمتع حالياً بوضع مالي قوي ومستويات جيدة من السيولة النقدية، بعد الانتهاء الناجح لعملية إصدار حقوق الاكتتاب، حيث تمكنت الشركة من جمع 2,4 مليار درهم، فيما بلغت نسبة فائض الاكتتاب فيها 30%.
وبين أن قيمة المشاريع قيد التنفيذ وصلت إلى 24,4 مليار درهم، مما يعطي رؤية واضحة، بشأن عوائد الشركة خلال الأعوام القادمة، وتتركز جهود الشركة حالياً على تحسين وتطوير آلية إدارة وتنفيذ المشاريع، من أجل تحقيق نتائج أفضل للعملاء والشركاء.
وأضاف اسميك أن التطورات الإيجابية تشير إلى أن الشركة ستحقق أداءً قوياً خلال العام الحالي، غير أن ثماره ستبدأ بالظهور في عام 2014 والسنوات التي تليها، وذلك لأن العائدات في قطاع المقاولات تظل مرتبطة بالإنجاز وتقدم سير المشروع.
وتوقع أن تكون للمشاريع الضخمة تأثيرات إيجابية على الوضع المالي للشركة وأرباحها المستقبلية خلال السنوات الخمس القادمة.
وأوضحت أرابتك أن إيراداتها بلغت خلال النصف الأول نحو 3,1 مليار درهم بارتفاع 20% ونحو 1.6 مليار درهم خلال الربع الثاني بارتفاع 21%، وحافظت أرابتك على هوامش ربحية جيدة تجاوزت 10% خلال النصف الأول، وبلغ نسبة إجمالي هامش الربح 12% خلال النصف الأول و11% خلال الربع الثاني.
ويعد استقرار الهوامش، بمثابة مؤشر واضح على عودة قطاع الإنشاءات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى طور النمو، فيما تستعيد المنطقة عافيتها عقب تداعيات الأزمة المالية العالمية.
وأضافت أرابتك أنها تواصل تركيزها على إعادة توجيه أعمالها بهدف رفع مستويات كفاءتها، حيث أطلقت بداية العام الجاري برنامجاً لخفض نفقاتها من أجل تعزيز الكفاءة التشغيلية ورفع مستوى ربحية المشاريع. وبدأت الشركة جني ثمار ذلك البرنامج، حيث انخفضت نفقات البيع والنفقات العامة والإدارية بقيمة 45 مليون درهم، بنسبة 16% خلال النصف الأول، كما انخفضت بقيمة 44 مليون درهم بنسبة 29% خلال الربع الثاني مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ويعزى انخفاض نفقات البيع والنفقات العامة والإدارية خلال الربع الثاني إلى عدة أسباب، من بينها إعادة تخصيص المصاريف غير المباشرة إلى قطاع تنفيذ المشاريع في الشركة، بهدف توظيف موارد الشركة على النحو الأمثل، وإعطاء مؤشر أكثر دقة على مستوى ربحية المشاريع.
وأفادت بأن نفقات البيع والنفقات العامة والإدارية سجلت انخفاضاً بنسبة 7% و13% على التوالي في النصف الأول والربع الأول من العام الحالي، وبلغ هامش نفقات البيع والنفقات العامة والإدارية في النصف الأول 8% بالمقارنة مع 11% عن نفس الفترة من السنة الماضية.
ومع عودة القطاع إلى النمو، شهدت الشركة تحسناً مستمراً في مستوى التحصيلات، وأدى ذلك إلى إلغاء مخصصات ديون هالكة ومستحقات أخرى، وبذلك تحقق دخلا إضافيا بلغ 79 مليون درهم في النصف الأول. وظهر التحسن في عمليات الشركة في الزيادة الكبيرة في مستوى تدفق النقد من الأنشطة التشغيلية، ووصل إلى 98 مليون درهم في النصف الأول، ويعزى هذا التقدم الكبير إلى تحسن دورة التحصيل وأداء الأعمال بصورة عامة.
وأوضحت أنه عقب النجاح الذي أحرزته عملية إصدار حقوق الاكتتاب، والتي استطاعت الشركة من خلالها جمع 2,4 مليار درهم، وبلغت نسبة فائض الاكتتاب فيها 30%، أصبحت الشركة في وضع مالي جيد يمكنها من تمويل وتنفيذ استراتيجية النمو.
وقالت إنها ستبدأ خلال النصف الثاني من العام الحالي، توظيف ريع الإصدار في تمويل تنفيذ استراتيجيتها على مدار السنوات الخمس المقبلة، والتي تهدف إلى التوسع في المجالات الإنشائية ذات الهوامش المرتفعة، خصوصاً في قطاعات النفط والغاز والطاقة والبنى التحتية، ومشاريع المساكن منخفضة التكلفة، بالإضافة إلى توسيع الرقعة الجغرافية لأعمال الشركة في دول مجلس التعاون الخليجي.
مستجدات الأعمال
ووفقاً لتقرير الشركة، يشهد قطاع الإنشاءات في المنطقة حالة انتعاش مع عودة معدلات النمو القوية، وحظيت أرابتك بتدفق منتظم من العقود الجديدة خلال الفترة الماضية، حيث فازت الشركة، والتي كانت قد قامت بتشييد سبعة من أصل أطول 150 مبنى في العالم، بمجموعة عقود هامة في كل من كازخستان والسعودية ومصر والأردن فضلاً عن دولة الإمارات، المقر الرئيسي لأعمال الشركة، الأمر الذي يوضح حجم التوسع الجغرافي الذي تشهده أعمال الشركة.
وارتفعت قيمة المشاريع القائمة والجديدة للشركة لتصل إلى 24.4 مليار درهم، وتقدر نسبة قيمة المشاريع إلى الإيرادات بحوالي 3,9 ضعف، مما يوفر رؤية واضحة لإيرادات الشركة خلال الأعوام المقبلة.
وتواصل أرابتك المضي قدماً بتنفيذ استراتيجيتها الرامية إلى تنويع أعمالها في دول مجلس التعاون الخليجي والأسواق الأخرى التي تستهدفها، ففي السعودية، استمرت الشركة في توسعة أعمالها في السوق التي تمتاز بمعدلات نمو مرتفعة، ومن أبرز مشاريع الشركة القائمة في السعودية، بناء مشروع سكني ضخم يضم 5 آلاف فيلا في منطقة الأحساء في المنطقة الشرقية من المملكة.
وقالت أرابتك إن دولة الإمارات لا تزال سوقاً رئيسياً للشركة، وتمثل حوالي 60% من إيرادات الشركة، وفيما يشهد قطاع العقارات في الدولة مجدداً حركة نمو قوي، تمكنت أرابتك من الفوز بمجموعة من العقود الجديدة المهمة خلال النصف الأول، ومن ضمن تلك المشاريع، متحف اللوفر أبوظبي، وفندق فيرمونت أبوظبي، إلى جانب مشاريع سكنية في كل من المرابع العربية وواحة دبي للسيليكون. وفي المملكة الأردنية، تتولى أرابتك قيادة مشروع مشترك لعقد بقيمة 2,3 مليار درهم لتنفيذ الأعمال الإنشائية لمشروع سرايا العقبة، مشروع تطوير متكامل يتألف من حوالي 634 ألف متر مربع تقريباً ويقام حول بحيرة صناعية على الشاطئ ستسهم في إضافة 1,5 كيلومتر إلى الواجهة البحرية لخليج العقبة.
وفي كازاخستان، فاز مشروع مشترك بقيادة أرابتك خلال النصف الأول من العام الجاري، بعقد قيمته 4 مليارات درهم لتشييد برج أبوظبي بلازا الذي تتولى تطويره شركة الدار العقارية في العاصمة الكازاخستانية، أستانا.
وأضافت أنه مع دخول أرابتك في تنفيذ مشاريع أكبر وأكثر تعقيداً، مثل متحف اللوفر أبوظبي، ومشاريع المطارات والمستشفيات، والتي تستغرق أعمالها التمهيدية فترات أطول قبل الوصول إلى المرحلة الحاسمة في أعمال الإنشاء، فإن القيمة المكتسبة المتعلقة بتلك المشاريع ستظهر في الفترة المتأخرة من دورة حياة المشروع، وسيظهر تأثير السيولة النقدية لهذه المشاريع على نتائج الشركة المالية.
عدد اليوم
