الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«سيمنز» تتوسع في الاستثمار بمجال طاقة الرياح

«سيمنز» تتوسع في الاستثمار بمجال طاقة الرياح
21 يناير 2011 21:59
تعتبر طاقة الرياح من أكثر النشاطات التجارية نمواً في شركة “سيمنز” الألمانية العملاقة بالرغم من ركود سوقها في الولايات المتحدة الأميركية وارتفاع حدة المنافسة في الصين. والمطلع على تقرير الشركة السنوي، يجد أنها تتجه للاستثمار بقوة في قطاع طاقة الرياح إيماناً منها بأهمية الطاقة النظيفة بالإضافة إلى جدواها المالية الكبيرة. وتقول الشركة في مستهل تقريرها لسنة 2010 “تنطلق كل أفعالنا وقراراتنا من مبدأ الاستدامة”. وسجل “قسم الطاقة المتجددة” في سيمنز الذي يتكون في معظمه من طاقة الرياح، ارتفاعاً كبيراً في مبيعاته يفوق كل الأقسام الأخرى في الربع المنتهي في 30 سبتمبر بزيادة قدرها 48% إلى 977 يورو (1,3 مليار دولار). كما ارتفعت نسبة الطلبيات الجديدة بنحو 85% إلى 1,5 مليار يورو أيضاً إلى أفضل مستوى ربعي لها. ويحل هامش الأرباح التشغيلية لوحدة الطاقة المتجددة بنسبته البالغة 10,6% بعد معظم النشاطات التجارية العادية مثل استيراد معدات محطات طاقة الوقود الأحفوري، كما لم يرق لتوقعات “سيمنز” نفسها بين 12 إلى 16%. ومع ذلك، بلغت أرباح الوحدة نحو 103 مليون يورو لذلك الربع، ونحو 368 مليون يورو للعام بأكمله. ويشكل هذا الربح نحو 5% من إجمالي الأرباح السنوية للشركة التي تشمل صناعاتها تشكيلة واسعة من المنتجات مثل القطارات ومعدات المصانع وأجهزة الأشعة السينية. وتحفها مثل كل أنواع التجارة السريعة النمو الأخرى، بعض المخاطر. وعانت سوق طاقة الرياح في أميركا في نفس الوقت الذي كثفت فيه “سيمنز” استثماراتها في أميركا وكندا. ويذكر أن الشركة تقوم بمعظم صناعاتها في الوقت الراهن في الدنمارك. وقامت “سيمنز” في شهر ديسمبر الماضي بافتتاح مصنع جديد في ولاية كانساس الأميركية لصناعة هياكل بحجم حافلة الركاب يتم وضعها أعلى البرج لحمل توربينات التوليد. وتملك الشركة مصنع لصناعة ريش التوربينات في مدينة فورت ماديسون بولاية أيوا الأميركية الذي أُفتتح في العام 2007، حيث تخطط لإنشاء مصنع آخر لتوفير الريش لمزارع الرياح المحلية. وتخطط الشركة لتصبح ثالث أكبر شركة لصناعة معدات طاقة الرياح في العالم، وذلك من الترتيب الثامن أو التاسع التي هي عليه الآن. وتعتبر “فيستاس” الدنماركية التي تركز نشاطها على طاقة الرياح فقط، الشركة الرائدة في العالم الآن. ولتحقق أي شركة في العالم نمواً سريعاً، عليها أن تسجل حضورها في السوق الصينية بوصفها أكبر سوق لطاقة الرياح في العالم. وتعتبر قارة آسيا من أسرع الأسواق نمواً لطاقة الرياح في العالم حيث تشكل 44% من السعة العالمية، لتحل أوروبا بعدها بنحو 34%، ثم أميركا الشمالية بنحو 19%. ويذكر أن الصين هي أكثر البلدان صعوبة بالنسبة للشركات الأجنبية نتيجة لسياسات الحكومة التي تفضل الشركات المحلية أمثال “جولد ويند”. وافتتحت “سيمنز” في نوفمبر الماضي مصنعاً لها في مدينة شنغهاي اختارته خصيصاً لموقعه وسط المياه للمساعدة في نقل حدائق الرياح البحرية التي تعتبر “سيمنز”، الشركة رقم “1” في صناعتها في العالم. وتخطط “سيمنز” لإنشاء مصانع أخرى في الدول الناشئة مثل الهند وروسيا بالإضافة إلى بريطانيا التي تشجع حكومتها تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية بالرغم من برامج التقشف التي تنتهجها. وفي أميركا على شركات صناعة معدات طاقة الرياح الاقتناع بالمحفزات الحكومية على قلتها وبانخفاض أسعار الغاز مما قاد إلى ضعف منافسة طاقة الرياح. وبالإضافة إلى ذلك عانت الشركات الصغيرة في ظل الأزمة المالية، من صعوبة الحصول على قروض لتتمكن من بناء حدائق رياح جديدة. ومثل “جنرال الكتريك” الرائدة في مجال طاقة الرياح في أميركا، تتفوق “سيمنز” على الشركات الصغيرة بميزة المنافسة وذلك لخبرتها الطويلة في توفير المعدات لمحطات الطاقة وللشركات التجارية الكبيرة. كما تملك الشركة تاريخاً طويلاً في دول مثل روسيا والصين حيث بدأت الشركة في بيع معدات التلغراف منذ العام 1872. وبالرغم من علاقات “سيمنز” القوية وخبرتها في توليد الكهرباء، إلا أن عليها إدراك التطور السريع الذي تحرزه الشركات الصينية مثل “سينوفيل” و “جولد ويند” و “دونج فانج”، التي تشهد توسعاً كبيراً خارج الصين. وتطرح الشركات الصينية أسعار منخفضة وحزم تمويلية يصعب رفضها. ولإدراك حقيقة شيوع سوق طاقة الرياح، سيقوم مصنع كانساس لصناعة الهياكل بفتح فروع للتجميع تنتشر في أرجاء أميركا. ويقول رينيه أملاوفت المدير التنفيذي لشركة “سيمنز للطاقة المتجددة” “أن السوق الأميركية تشكل أكبر الأسواق بالنسبة لنا. كما أن مكونات طاقة الرياح كبيرة في أحجامها مما يصعب عملية ترحيلها ويضيف إلى تكلفتها”. ويجدر بالذكر أن “سيمنز” دخلت مجال طاقة الرياح في العام 2004 فقط عند شرائها مصنع لتوربينات الرياح في مدينة براندي بالدنمارك والذي تحول فيما بعد إلى الفرع الرئيسي للشركة. وشجع الإقبال الكبير على هذا النوع من الطاقة، “سيمنز” لإضافة استثمارات أخرى في مصادر الطاقة المتجددة. وقامت الشركة في العامين الماضيين بعدة استحواذات كان آخرها في فبراير الماضي بالحصول على حصة في “مارين كرانت تورباينز” البريطانية لصناعة معدات توليد الكهرباء من مد المحيطات. وبالرغم من أن مثل هذه التقنيات لا تزال في بدايتها، إلا أن “سيمنز” تنتهج ذات السياسة التي انتهجتها في طاقة الرياح لتكون الرائدة في هذه المجالات. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©