السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عالمية رسالـة الإسلام ··والمؤشرات الخمس

23 أكتوبر 2006 00:52
القاهرة ـ الاتحاد ( خاص) بعد استقرار الدعوة الاسلامية وثباتها فى قلوب الصحابة خطا الرسول الكريم خطوات كبيرة اتجاه تعميم نشرها فى البلاد المجاورة، لأن هذا الدين بعث للناس كافة، ومثلت الخطابات والرسائل التى وجهها لعدد من الأمراء والملوك والقيادات نواة للدولة الاسلامية الممتدة بعد ذلك، وكانت هناك معايير محددة فى الشخص الذى اختير لحمل هذه الرسالة أو تلك ومن صاحبوه فى رحلته الطويلة الى هذا الملك وذاك الأمير،وانطوت كل رحلة على أهداف معينة حتى تصل لغاياتها النهائية، وبالتالى قبل اعادة قراءة الرسائل أو الوثائق والتعرف على نخبة من السفراء المسلمين الذين حملوا على عاتقهم مهمة ثقيلة، من الضرورى التوقف عند المقدمات التى تؤكد عالمية الدعوة الاسلامية ومحطاتها الرئيسية · يتميـز الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) على سائر الرسل بأن رسالته جاءت عامة إلى كل أهل الأرض ·فقال تعالى: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون · وقد ذكرت هذه الآية الكريمة بعد الاشارة في الآيات التي سبقتها الى ما دار بين الرسل السابقين وأممهم، من نبي الله نوح إلى محمد رسول الله ، وهناك تأكيدات كثيرة على عموم رسالة الاسلامية، فقد قال تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمـون · وبالفعل ثبتت العالمية فى مواضع كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية· وروى جابر بن عبد الله،أن النبي قال: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة · ويترتب على مسألة العموم وجوب تبليغها بكل السبل المتاحة وفي جميع العصور، الأمر الذى فعله الرسول وصحابته والتابعون، فقد دعا الرسول مبكرا أهل الأرض كلهم: عربهم وعجمهم، يهودهم ونصرانيهم ووثنييهم، من استطاع الوصول إليه بلغه بنفسه، ومن لم يستطع الوصول إليه بلغه عن طريق رسله ورسائله التى وصلت الى الأقاليم القريبة والبعيدة · معالم أساسية وقال الدكتور عبد الله القادرى الأهدل فى دراسته '' الايمان هو الأساس '' إن الرسول استعمل الوسائل الممكنة في عصره، اتصل بمن لقيه مباشرة ودعاه، وذهب إلى أماكن تجمع الناس في الأسواق ومناسك الحج، وذهب إلى بعض القرى وصعد على جبل أبي قبيس ودعا الناس حوله حتى يسمعوا ما يقول· وحمل راية الجهاد في سبيل الله لتأديب الطغاة الذين وقفوا ضد الدعوة، فغزا الغزوات، وبعث الوفود واستمر على هذا المنوال حتى لقي ربه ،وآمن به بعض أهل الكتاب، في حياته وبعد مماته، ولا يوجد رسول غير محمد بعثه الله إلى الأمم كلها إلى يوم القيامة، كما لا يوجد كتاب سماوي محفوظ النص والمعنى يتضمن منهجا كاملا شاملا يصلح لجميع الناس إلى يوم القيامة إلا القرآن الكريم الذي هو حجة الله على عباده على الدوام دون زيادة أونقصان · ورصدت موسوعة المفاهيم ( المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ) خمسة مؤشرات أساسية كدليل على عالمية الاسلام، الأول : أنها رسالة لكل الأزمنة والأجيال، ليست موقوتة بعصر معين أو زمن مخصوص، ينتهى أثرها بانتهائه، كما كان الشأن فى رسالة الأنبياء السابقين على محمد فقد كان كل نبى يبعث لمرحلة زمنية محددة حتى إذا ما انقضت بعث الله نبيا آخر، أما محمد فهو خاتم النبيين ورسالته هى رسالة الخلود التى قدر الله بقاءها إلى أن تقوم الساعة· قال تعالى: ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) ،كما أن الإسلام فى جوهره رسالة كل نبى جاء من عند الله، إنها رسالة الزمن كل الزمن قال تعالى ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله )· والثانى: رسالة الى العالم كله فهى غير محدودة بمكان ولا بأمة ولا بشعب ولا بطبقة، إنها الرسالة الشاملة التى تخاطب كل الأمم، وكل الأجناس، وكل الشعوب، وكل الطبقات، قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين· وقوله :أعطيت خمسا ( الصلوات الخمس ) لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلى··· وكان النبى يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة· والثالث: رسالة الإنسان، حيث إنها تخاطب عقله وروحه معا، فالإنسان كل متكامل وكيان واحد، لا تنفصل فيه روح عن مادة، إنه وحدة لا تتجزأ من الجسم والروح والعقل والضمير، فى كل مراحل حياته ووجوده، فهى تصاحبه طفلا ورجلا وشيخا فى دنياه وفى قبره، ففى الإسلام أحكام تتعلق بكل ذلك فلا توجد مرحلة فى حياته إلا والإسلام له فيها توجيه وتشريع·· والرابع: مصادر الأحكام تجعل الشريعة الإسلامية فى غاية القدرة والاستعداد والأهلية للبقاء وما يحدث شيء جديد إلا وللشريعة حكم فيه، إما بالنص الصريح من الكتاب والسنة أو بالاجتهاد الصحيح والعموم، لا من القياس والإجماع والاستحسان والمصلحة المرسلة، وبالتالى الناس ومصالحهم· والخامس: مكانة المصلحة فى الشريعة الإسلامية، فالواقع يدل على أن الشريعة وضعت لتحقيق مصالح العباد ،وهى تتسع لكل الوقائع الجديدة وبالتالى لاتضيق بحاجات الآجل،ودرء المفاسد والأضرار عنهم فى العاجل والآجل · وبذلك جاءت مفردات العالمية والعموم لتعزز من التوجهات الرامية الى نشر الاسلام فى كل بقاع الأرض،وكان الرسول سباقا فى رسائله الأولى واشاراته التى انطوت على فهم عميق لأهداف الرسالة البعيدة،فقد تطلبت مسألة العالمية صياغة دقيقة للمفاهيم ورقة كبيرة حتى تصل لأصحابها وتحقق أغراضها· كان الرسول الكريم ينتظر فرصة مناسبة لكي يخرج بالدعوة الإسلامية من شبه الجزيرة العربية إلى المجال الواسع، وجاءت هذه الفرصة بعد ''صلح الحديبية'' الذي عقده مع قريش وجعله يأمن جانب أشد أعدائه في الداخل ليتفرغ لنشر الدين الجديد، ومع بداية العام السابع الهجري بدأ النبي الخطوات الأولى في تبليغ دعوته إلى أكبر عدد ممكن من ملوك العالم ورؤسائه، فاختار عددًا من أصحابه الكرام ليقوموا بهذه المهمة العظيمة وكانوا يتميزون بالعلم والذكاء والسمعة الطيبة والمظهر اللائق والمنطق السليم حتى يكون لكلامهم أجمل وقع ، ويبلغوا رسالاتهم على أحسن وجه· أبرز السفراء قام النبي بإرسال عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك الفرس ودحية بن خليفة الكلبي إلى هرقل الروم وحاطب بن أبى بلتعة إلى المقوقس حاكم مصر وعمرو بن أمية الضمرى إلى النجاشي ملك الحبشة والعلاء بن الحضرمي إلى أمير البحرين وعمرو بن العاص إلى ملك عمان · ورصدت '' الشبكة الاسلامية '' سيرة مفصلة عن كل واحد من هؤلاء·فعن الصحابي الجليل دحية بن خليفة الكلبي أكدت أنه من الأنصار وشهد مع النبي غزوة ''أحد'' وما بعدها، واشتهر إلى جانب العقل الراجح بجمال الصورة، وهو سفير رسول الله إلى هرقل، وروى البخارى أن أبا سفيان كان حاضرًا فى مجلس هرقل حين جاءه كتاب النبي وحكى أن هرقل لما فرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات فلما خرج من مجلسه قال أبو سفيان لأصحابه: إن محمدًا أصبح يخافه ملك بني الأصفر،يقصد هرقل ملك الروم · أما عبد الله بن حذافة السهمى فهو من كبار صحابة رسول الله وأسلم مبكرا وهاجر إلى الحبشة بعد أن اشتد إيذاء المشركين في مكـة للمسلمين، وشهد مع النبي غزوة ''أحد'' وما بعدها من الغزوات، واشتهر بين الصحابة بدعابته اللطيفة وقد أرسله النبي برسالته إلى كسـرى ،وعندما ألقيت الرسالة على مسامع كسرى، قام بتمزيقها، فقال رسول الله حين بلغه ذلك: ''اللهم مزق ملكه''، وقد توفى عبد الله بن حذافة في خلافة عثمان بن عفان· وحاطب بن أبى بلتعة من الصحابة السابقين في الدخول إلى الإسلام ، هاجر إلى المدينة، وشهد مع رسول الله غزوة ''بدر'' وما بعدها من الغزوات،وأرسله النبي برسالة إلى المقوقس ملك مصر الذى استقبله أحسن استقبال وأكرم وفادته وأعجبه عقله ومنطقه في الكلام، فقال له: أنت حكيم جاء من عند حكيم، ثم دعا كاتبًا له يكتب بالعربية ، فكتب إلى النبي ردا على رسالته :''لمحمد بن عبد الله من مقوقس عظيم القبط ، أما بعد ، فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرته وما تدعو إليه ، وقد علمت أن نبيا بقى وقد كنت أظن أن يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك ، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم ، وبكسوة ، وأهديت إليك بغلة لتركبها ·· والسلام ''· ذات السلاسل أما عمرو بن أمية الضمرى فهو من قدماء الصحابة الذين أسلموا مبكرًا في مكة، وهاجر إلى الحبشة مع من هاجر فرارًا بدينهم من إيذاء قريش ، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد مع النبي بعضًا من غزواته، وكان رجلا عاقلا حكيما وبعثه النبى في الأمور التي تحتاج إلى فطنة وذكاء وحسن تصرف لأنه يؤدى مهمته على خير وجه· وأرسله النبي برسالة إلى النجاشى وتوفي عمرو بن أمية''فى آخر خلافة معاوية بن أبى سفيان ودفن فى المدينة· وعمرو بن العاص أحد القادة الفاتحين أسلم قبل فتح مكة ، وقدم على النبي هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وأعلنوا إسلامهم، ونظرا لكفاءته ، فقد بعثه رسول الله أميرًا على سرية، عرفت باسم ''ذات السلاسل'' على رأس ثلاثمائة من كرام الصحابة، كان فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ،وكان النبي يقدر عمرو بن العاص، ويقول عنه : ''أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص'' ،ووصفه بأنه من صالحي قريش، وبعثه النبي برسالة إلى ملكي ''عمان جيفر'' و''عبد'' ابنى ''الجلندى'' يدعوهما إلى الدخول في الإسلام ، فاستجابا لدعوته وأسلما· وبعد وفاة النبي اشترك في الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام، وولى ''فلسطين'' في خلافة عمر بن الخطاب الذى أرسله إلى مصر ففتحها، وبقي واليا عليها في خلافة عمر حتى وفاته· وعاد إليها واليا مرة أخرى في خلافة معاوية بن أبى سفيان، وظل أميرًا حتى توفي في ليلة عيد الفطر سنة ثلاثة وأربعين للهجرة · وكان العلاء بن الحضرمي من السابقين في الإسلام ، أسلم قديمًا وأصله من ''حضرموت'' ، بعثه النبي برسالة إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين يدعوه فيها إلى الإسلام ، فكتب المنذر إلى الرسول قائلا : ''أما بعد يا رسول الله ، فإنى قرأت كتابك على أهل ''البحرين'' ، فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه ، ومنهم من كرهه، وبأرضي يهود ومجوس ، فأحدث إلى في ذلك أمرك ''· وتولى الحضرمي أمر البحرين وظل واليا عليها حتى توفي النبي · واشتهر بأنه كان مجاب الدعوة ، وأنه خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها فاستجاب الله له وتوفي سنة أربع عشرة للهجرة · ينشر بترتيب خاص مع وكالة الأهرام للصحافة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©