«هبطات» العيد تقليد عماني يؤصل الترابط وينعش الاقتصاد

هبطات العيد تقليد شعبي عماني موروث حافظت عليه الأجيال المتعاقبة نظرا لما لهذه العادة التي تسبق الاحتفاء بالعيد من أثر اجتماعي وعائد اقتصادي، حيث تترقبه الأسر لتبدأ مرحلة الاستعداد للعيد كل حسب احتياجاته، و”هبطة العيد” هو سوق تقليدي يتم من خلاله التزود باحتياجات العيد المختلفة كما يتميز هذا السوق بوجوده ?قبل أيام العيد فقط ما يجعل منه حدثا اجتماعيا سنويا. توافد كبير تشهد ولاية صور “هبطة” السادس من ذي الحجة لهذا العام بمناسبة عيد الأضحى حيث أقبل الزبائن مصطحبين معهم الأطفال والنساء في جو اتسم بالفرحة والابتهاج لشراء البضائع والسلع التي تشتمل على لعب الأطفال والملابس والحلويات وكافة المواد الاستهلاكية إضافة إلى بيع الأضاحي. وتتوالى إقامة هبطات العيد في ولايات المنطقة الشرقية جنوب وفي ولايتي جعلان بني بوعلي وجعلان بني بوحسن وفي ولاية الكامل والوافي الأولى في الكامل وفي الوافي ويتوافد إليها الأهالي من جميع ولايات المنطقة الشرقية. وتشهد مناطق وولايات السلطنة هبطات وسط إقبال كبير من المواطنين الذين يتوافدون لشراء مستلزمات عيد الأضحى المبارك خصوصا المواشي وسائر حاجياتهم الأخرى. كما حرصت أعداد كبيرة من السياح على حضور الهبطات للتعرف على العادات والتقاليد التي يعيشها العمانيون في مثل هذه الأيام. وسجلت أسعار المواشي ارتفاعات كبيرة في معظم الولايات نظراً لزيادة الطلب وقلة المعروض. وتلاقي الهبطات إقبالاً كبيراً من الباعة والمشترين، وتقام في العادة تحت ظلال الأشجار ويسجل الأطفال حضورهم اللافت كعادتهم، وتشتهر هبطة ولاية سرور بأنها أكبر الهبطات العمانية والتي ترى فيها الأطفال يرافقون آباءهم في إطار حرصهم على شراء الحلويات والمكسرات. إلى ذلك، يقول سالم العلوي إن هبطة ولاية جعلان تعد من أنشط الهبطات بالمنطقة الشرقية ويأتي إليها المواطنون من مختلف الأماكن سواء من الذين يعرضون مواشيهم أو المشترين وعلى الرغم من كثرة المعروض من المواشي إلا أن الناس مترددين في عملية الشراء ربما انتظارا الهبطة التالية أملا في انخفاض الأسعار. حركة شرائية تبدأ هبطة العيد في مشهد يومي حيث تتجسد فيها كل معاني الترابط الاجتماعي وتتأصل العادات والتقاليد العمانية العريقة فقد شهد سوق ولاية الرستاق في حركة شرائية قوية مع بداية هبطات العيد حيث توافدت جموع المواطنين والمقيمين من قرى ومناطق الولاية والولايات القريبة وسط إقبال على شراء مختلف السلع واحتياجات العيد. ويقول سعيد الحراصي، أحد الدلالين، إن “أسعار الأغنام معتدلة”، مؤكداً أن أسعار الأغنام والأبقار شهدت ومع أول يوم للهبطة اعتدالاً في الأسعار، مشيراً إلى أن الإقبال يختلف بين الرغبة في شراء الأغنام وأسر تفضل الأبقار حيث يكثر الإقبال على السلالات المحلية. وفي هبطة العيد بسوق الرستاق التي شهدت حركة تسويقية وشرائية لمختلف السلع والبضائع فهناك الإقبال على شراء السمن البلدي العماني والمشاكيك و(خصفة الشواء) المصنوعة من سعف النخيل والتي يقبل عليها عامة الناس في هذه المناسبة إلى جانب شراء السكاكين والمواد المستخدمة في ذبح لحوم العيد وألعاب الأطفال بالإضافة إلى أوراق الموز التي تستخدم في لف لحم الشواء قبل وضعها في التنور. ويقول طالب الهنائي، من بلدية الرستاق، “تشهد أسواق الخضراوات والفواكه حركة وتزداد وتيرتها مع الأيام قبل العيد أما في سوق السمك فتوافدت جموع المشترين على شراء الأسماك مثل السهوة والشعري وغيرها وكذلك الأسماك المجففة كالعوال وكانت الأسعار مناسبة وذلك بسبب كميات الأسماك المعروضة”. وفي الأسواق الخاصة ببيع العطور والملابس والكماليات والخياطة، شهدت حركة نشطة استمرت إلى منتصف الليل بغية شراء العطور والهدايا والملابس واللوازم الأسرية استعداداً لعيد الأضحى. أما محال بيع الحلوى فكان الإقبال عليها متميزا وذلك لشراء الحلوى العمانية، في حين شهد سوق الذهب والفضة إقبالا من الأسر العمانية لاقتناء الذهب والفضة ابتهاجاً بالعيد.