السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هنيئاً للإمارات شبابها المخلصين

هنيئاً للإمارات شبابها المخلصين
4 سبتمبر 2014 02:36
شباب الإمارت يلبون نداء الوطن، ويلتحقون بالخدمة الوطنية، بنفوس تملؤها الرضا والسعادة، ولسان حالهم يقول «لبيك يا وطن» «بالروح بالدم نفديك يا وطن»، يستهلون حياتهم العملية بأداء الخدمة الوطنية، يكتسبون من خلالها علوماً مفيدة، ومهاراتٍ جديدة، وأخلاقاً نبيلة، وسلوكياتٍ قويمة، يتعلمون من خلالها معنى الوفاء، معنى الولاء، معنى التضحية، معنى الصبر، معنى الانضباط، معنى الالتزام، يتخرجون فيها بأجسام قوية، وعقولاً مستنيرة، ليصدُق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» (صحيح مسلم 2664). إن هذا الالتحاق هو أقل ما يقدمه شباب الإمارات لوطنهم المعطاء، كيف لا وهو الوطن الذي شربوا ماءه، واستنشقوا هواءه، وترعرعوا على أرضه، هذا الوطن الذي أعطاهم الكثير، وسيعطيهم الكثير، وكما أعطاهم فهو ينتظر منهم الكثير. الوطن في الحقيقة هو النفس، هو الأهل، هو المال، هو المكان الذي تُقام فيه شرائع الدين، ومن المعلوم أن الدفاع عن الدين والنفس والأهل والمال واجب شرعي، جاء في الخبر عن سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد» (صحيح الترمذي للألباني 1421). ومن أجمل ما قاله الشعرء في حب الوطن قصيدة لابن الرمي - من شعراء القرن الثالث الهجري - قالها شاكياً لوالي بغداد لما أراد أحد التجار أن يجبره على بيع منزله: ولــي وطـــنٌ آلـيــت ألا أبـيـعـه وألا أرى غيري له الدهر مالكا عمرتُ به شرخ الشباب مُنعمـا بصُحبة قوم أصبحوا في ظلالكا وحبّـبَ أوطــان الـرجـال اليـهـمُ مـآرب قضاهـا الشبـاب هُنالـكـا اذا ذكــروا أوطـانـهـم ذكـرتـهُـمُ عهود الصّبا فيها فحنـوا لِذالكـا وقـد ألِفَتْـهُ النـفـس حـتـى كـأنـه لها جسـدٌ إن بـان غـودر هالكـا وإن كان الشاعر يقصد من قصيدته منزله الذي يسكنه، فإن القصيدة تعبر عن مدى حب وارتباط الإنسان بوطنه، وتأمل كيف شبه الشاعر الوطن بالجسد للنفس، فكما أن النفس مرتبطة بالجسد لا تنفك عنه إلا بالموت، فكذلك الحال بالإنسان لا ينفك عن وطنه إلا بالموت، وأقول أخيراً، وطن لا نحميه لا نستحق أن نعيش على أراضيه، فهنيئاً لشباب الإمارات وطنهم المعطاء، وهنيئاً للإمارات شبابها المخلصين. خالد الريسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©