الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوميات جامعية (1)

23 أكتوبر 2006 00:53
حين تشرق الشمس ويبدأ معها تغريد العصافير يتعالى رويدا رويدا، ويستيقظ على اثره صوت صديقنا المخلص ''المنبه'' الذي غالبا لا يألو جهدا في إزعاجنا بصوته الرقيق، ويظل المسكين يرن ويرن حتى نبادر باتجاهه متثاقلين لإسكاته· وما ان نتوارى عن صديقنا الوفي حتى ندرك اننا أصبحنا في يوم جديد حافل بالتحديات الجامعية التي لا تخلو في بعض الاوقات من المصاعب والمفاجآت غير المتوقعة لكن تعاهدنا مع أنفسنا ان نرفع شعار التحدي والمثابرة في وجه جميع العقبات التي ستقف أمامنا في خدمة وطننا الغالي· وما ان تحط أقدامنا على عتبات الحرم الجامعي ونلقي نظرة خاطفة على الطلاب والاصدقاء، نجد قسما كبيرا منهم يتناولون الاحاديث الجانبية التي تتعلق بالتكاليف المنزلية والتحضيرات اليومية للمحاضرات ومشاريع المساقات، وفي المقابل نجد البعض منهم منعزلا وحيدا مع كتابه ومذكراته وبعض قصاصاته الورقية في زاوية من الحرم الجامعي· اما البعض الآخر فهو لايزال في حالة نقاش وجدل مع الزملاء على ما دار في محاضرات أمس وتجد كل طالب يعبر عن وجهة نظره بطريقته الخاصة، فمنهم من يناقش بعصبية وجمود على طريقة الطرشانية والبيزنطية، وفي المقابل أعداد لا بأس بها من الطلبة تتناول النقاش بالحوار البناء والقبول السلس لوجهات النظر المختلفة، وما ان تحين الساعة الثامنة حتى تجد الطلبة يهرولون نحو قاعاتهم لتلقي محاضراتهم كل وفق خطته المعدة سلفا·· ويعلن المحاضر عن بدء المحاضرة بابتسامة لا تخلو من الجدية وهذا طبعا يتم بعد تسجيل الحضور والغياب للطلبة، ولا يكاد ان يتفوه المحاضر بعدة كلمات حتى تجد طالبا يستوضح معنى هذه الكلمات· من باب تسجيل حضور اولي على ساحة المناقشة او المشاركة والمسكين المحاضر لا يجد حيلة سوى إعادة كلماته بصيغة أخرى، ومن ثم يستمر في الشرح وبعد مرور مدة من الزمن حتى تجد معظم الطلبة متحمسين لمعرفة المزيد عن المحاضرة، فتنهال الاسئلة والتعليقات من كل صوب على المحاضر وما يشعرك فعلا انك في محاضرة حقيقية وليس على نقيض (مدارسنا العزيزة) وكما يشعر بوجود شخصية لك يجب ان تنمي معرفتها بشتى الطرق اللائقة والقويمة، ولكن هذا لا يمنع ان هناك بعض الطلبة لا يروق لهم البروز في المحاضرة وكأن حضورهم والعدم واحد، تجدهم بين فترة واخرى يناظرون الساعة املا في نهاية المحاضرة في أسرع وقت ممكن، لكن الغريب في الموضوع انهم يتمتعون بدقة ملاحظة شديدة حيث انهم غالبا ما يجلسون في المقاعد الخلفية فيصطادون كل واردة وشاردة في القاعة، ويعلن المحاضر عن نهاية المحاضرة الأولى الثرية بالمعلومات القيمة وحمدا لله انها مرت بسلام· على الرغم من ان المحاضرة أمتعتنا إلا ان هناك بعض الملاحظات البسيطة قد أزعجتنا ألا وهي ارتداء بعض الطلبة بما يسمى (الكابات) مع الهندام التقليدي للدولة وهذا ما يشوه المنظر العام لطلبة الجامعة، مع هذا نحن لا ننكر اننا لا نرتدي (الكابات) بل نرتديها بشكل يومي لكن بعيدا عن الأماكن الرسمية عموما تبقى هذه وجهة نظر· سالم محمد سعيد المقبالي جامعة الإمارات - علوم سياسية
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©