الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مخلفات محطات التحلية تدمر البيئة البحرية

14 نوفمبر 2010 20:52
زيادة ملوحة وحرارة الماء بسبب تأثير محطات توليد الطاقة ومحطات تحلية المياه يضر بالبيئة البحرية بدون شك، وليست هذه النتيجة اجتهادا من عالم أو خبير يعمل بمعزل عن الواقع، ولكنها نتائج لأبحاث عالمية، وقد ورد ذكر تلك التأثيرات على مدى السنوات الماضية في الدول الأوروبية، سواء من قبل الجامعات أو المنظمات العالمية المختصة بعلوم البحث في تأثيرات النشاطات البشرية على البيئة سواء البرية أو البحرية، وذلك بعد ملاحظة اختفاء أو انقراض أو موت العديد من الكائنات قرب تلك النشاطات. في لقاء مع عادل السعيد الخبير الكيميائي، الذي عمل لفترة في دولة الإمارات ويعمل حاليا في جنوب أفريقيا خبيرا للإشراف على عمليات التصنيع في أحد المصانع، ذكر أن أي تغير في المكونات الطبيعية في البيئة يؤثر مباشرة على المكون العام للحياة النباتية والحيوانية في المنطقة المتأثرة، وهذا ما يحدث في المناطق التي تقوم بالقرب منها محطات توليد الطاقة ومحطات تحلية المياه. وبالنسبة لمحطات تحلية المياه بطريقة التناضح العكسي، على حد قوله، تعتبر من أفضل الطرق لاستغلال مياه البحر للشرب، ولكنها تعمل على تصريف مياه مركزة بالأملاح لتلقي بها إلى البحر، وتعتمد محطات التحلية على مرحلة المعالجة الأولية ثم مرحلة الضغط ومرحلة الفصل بواسطة الأغشية، ثم المعالجة النهائية، وتعتمد تلك الطريقة على عكس الخاصية الاسموزية. وتعمل أغشية على فصل ما يزيد عن 75% من الأملاح الموجودة في الماء، وتصل درجة تركيز المواد الصلبة الذائبة الكلية حتى نسبة 99%، بينما يتم التخلص من 18% من المواد الحيوية وأول ما يرتد من هذه المحطات إلى مياه البحر أو الخليج حسب المصدر فهو ماء ذو تركيز عال جدا من الأملاح، فإن كان في مساحة صغيرة من المسطح المائي فقد يؤثر على البيئة الحيوانية والسمكية وعلى الكائنات الموجودة في ذلك المحيط. أما عن أفضل الحلول، كما يوضح عادل السعيد، فهو إعادة تدوير تلك المخلفات، مثلما حدث في المشروع الذي قامت به إمارة دبي للاستفادة من مخلفات العوادم حيث يعد ذلك ابتكارا عالميا، وسيمكن دبي من التخلص من الأسباب التي تسببها مخلفات محطات التحلية عندما تعاد إلى البحر وتتسبب في تلوث البيئة البحرية، فتؤثر بشكل سلبي على كل الكائنات الحية ومنها المرجان الذي يعد موئل ومسكن للأسماك من حيث التكاثر والحصول على الغذاء. في حال تأثر المرجان نتيجة الحرارة المرتفعة وارتفاع الملوحة فإنه يمرض ويصاب بابيضاض المرجان، وبالتالي ربما يبدأ في الانقراض وعندما لا تجد الأسماك البيئة المرجانية التي توفر لها الغذاء فهي ترحل خارج المياه الإقليمية إلى أماكن ربما لم تقام بالقرب منها أية نشاطات بشرية، كما أن تلك المياه ربما تؤدي إلى أمراض كثيرة لدى الإنسان عندما تتلوث الأسماك وتصاب بالأمراض نتيجة المحيط البيئي الذي تعيش فيه.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©