الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزراعة في الإمارات تواجه تحديات ندرة المياه وانتشار العناكب والسوسة الحمراء

الزراعة في الإمارات تواجه تحديات ندرة المياه وانتشار العناكب والسوسة الحمراء
14 نوفمبر 2010 20:53
التحديات التي تواجه عجلة التنمية الزراعية على مستوى المزارع الصغيرة التي لم يستطع أصحابها تطويرها، تعد كثيرة ومتشعبة وهي ليست بالسهلة لأن علاجها وإزالتها يحتاجان لبرنامج ضخم يخصص في الأساس كهدف لدعم المواطن الذي عاش ضمن بيئة زراعية، ولكن الدولة لم تستفد من خبرته ولم يستفد هو كمزارع من البيئة التي يمكن أن تدر دخلاً يدعم اقتصاد الدولة ويحقق له حياة كريمة، حيث أصبح المزارع اليوم يئن تحت وطأة الغلاء والأوبئة الزراعية وشح المياه بالإضافة إلى الحرارة التي تزداد ارتفاعاً عاماً بعد عام. الزراعة تتعثر سعيد عبدالله تحدث إلينا، وهو يمر بين المزروعات البسيطة التي قام بزراعتها من أجل الاستخدام الخاص وليس من أجل التجارة، ويقول إن المناطق التي يعيش فيها المواطنون الذين توارثوا الزراعة صالحة للزراعة، ولطالما أعطت من الخيرات خلال السنوات البعيدة ضمن إمكانيات من الأدوات البدائية التي كانت تساعد على العمليات الزراعية، ولكن منذ مدة ليست بالقصيرة وربما تكون مابين 10 و15 عاماً بدأت عجلة الزراعة تتعثر في تلك المناطق، بينما مناطق أخرى في الدولة مزدهرة، لأنها تحصل على الدعم من الحكومة التي تشرف على تلك المناطق، رغم أنها بيئياً لا تختلف كثيرا عن البيئة الزراعية في أي منطقة في الإمارات. ومن بين التحديات التي واجهت المزارعين دخول أنواع مختلفة من الحشرات لم تكن في الإمارات في الأصل، ولكنها جاءت ضمن مواد مستورة، وقد ذكر ذلك كثيرا في الثمانينيات من القرن الماضي، عندما تحدث مسؤولون في وزارة الزراعة عن دخول أنواع من الأسمدة الملوثة ببيوض العناكب والسوسة الحمراء، ومن تلك المرحلة والدولة تكافح تلك الآفات. سم الجراد ويضيف سعيد: أما المزارع نفسه فإنه قبل دخول المبيدات الحشرية الحديثة والتي كان معظمها ضاراً، كان يلجأ إلى مايسمى سم الجراد وهو مبيد للجراد ولم يكن يرش على المنتجات، ولكن كان يوضع في مكان بالقرب من النخيل والشجر، فتأتي تلك الحشرات وتأكله وتموت، ونحن في مناطقنا نتابع مايكتب وما يقال من قبل الأشخاص الذين درسوا الزراعة والذين لا يعملون لدى جهات لها علاقة بالبيئة، وهم من ينقلون لنا المعلومات عن الضار والآمن في السوق. وعلمنا أن المبيدات تقتل الحشرات ولكنها تضر البيئة وربما بسبب عدم وجود إرشاد زراعي ولعدم وجود مشرف زراعي يقدم المعلومات الصحيحة للمزارعين، فإن تلك المبيدات ربما تؤدي إلى الضرر بمن يتعامل معها، حيث يمكن أن يصاب وللأبد بمرض في الرئة أو الدم، لأن أغلب الذين يعملون في الزراعة أميون لا يقرأون، ومن الطبيعي أن يساء استخدام تلك المبيدات وهي في معظمها شديدة السمية. وقديما كانت الأسرة تصنع السماد الطبيعي العضوي، وهو مركب من مخلفات البقر والأوراق الجافة للموز والليمون والتمر وسمك البرية المجفف، وبعد أن يخلط يوضع في "برم" فخارية على الموقد الفخاري أيضا ويتم صنع سماد جيد ومفيد، ولكن بمرور الوقت تخلت الأسرة الإماراتية عن تلك الطريقة، لأن المرأة والرجل أصبحا أكثر انشغالاً بأمور حياتية أخرى مثل التعليم والتثقيف والعمل. ندرة المياه ويوضح سعيد: أما بالنسبة للمشكلة الثانية والأهم من حيث تعطيلها للنمو الزراعي في المنطقة، فهي فضية الماء التي لم تعد على مستوى عدة مناطق ولكن على مستوى الدولة، حيث أصبح الماء العذب نادرا، وعندما يتم التصريح لمزارع بحفر رق أو بئر فإن الماء المستخرج يكون كبريتيا، وربما يصلح للري به ولكنه يعطي ثمارا ليست بتلك الجودة التي يوفرها ري الأرض والمزروعات بالماء العذب، والأمر الثاني السيئ لتلك المياه أنها تفسد الأرض وتتجمد لتسد مسام الأرض، ولا يستطيع كل مزارع أن يشتري عدة صهاريج "تناكر" من المياه العذبة، لأن كل صهريج حمولة 1300 جالون يباع بسعر 60 درهماً، والمزرعة بحاجة لعدة تريبات أو عدة حمولات لري الأرض أو لتعبئة الأحواض. وعلى الرغم من الجهود التي تبذل في مجال ترشيد استهلاك المياه وتنمية مصادرها المختلفة، يؤكد سعيد أن هناك حاجة ملحة لتفعيل الجهود الخاصة بالحفاظ على مصادر المياه الجوفية، وتلك المتعلقة باكتشاف مصادر جديدة، وضرورة تفعيل النظام الخاص بالمياه المحلاة ومياه الصرف الصحي، بحيث تستطيع الجهات المحلية بالتنسيق مع الجهات الاتحادية والمحلية، متابعة الشركات العاملة في إنتاج المياه المحلاة من الآبار دوريا بهدف الحد من استنزافها للمخزون الجوفي. كما توجد حاجة ماسة لتكثيف الاهتمام الخاص بالينابيع والعيون، وتفعيل النظام الخاص بصيانة المنشآت المائية التقليدية، وتحويل خط خروج المياه من السدود لتجري بطريقة آمنة في الأودية ولتذهب إلى المزارع بطريقة علمية صحيحة، لأن تلك المياه في السدود لا يستفاد منها وتتبخر بعد حين. اقتباس: هناك حاجة ملحة إلى تفعيل الجهود الخاصة بالحفاظ على مصادر المياه الجوفية، واكتشاف مصادر جديدة، وضرورة تفعيل النظام الخاص بالمياه المحلاة ومياه الصرف الصحي
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©