الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نهى صالح: جائزة الأم المثالية تتويج لمشوار طويل

نهى صالح: جائزة الأم المثالية تتويج لمشوار طويل
6 يناير 2008 00:35
تؤكد الأوسمة أنها قطعت مشواراً طويلاً قبل أن تومض على الصدور وتزينها، كما يؤكد الثمر أنه طرح شجر أخضر نال نصيباً وافراً من الماء والدفء والهواء، فلكل زرع حصاد· نهى صالح أردنية الجنسية وأم لثلاث أطفال أكبرهم فيصل (12 سنة) أكسبها لقب ''الأم المثالية''، إذ تمّ تكريمها مؤخراً من قبل سعادة محمد سالم الظاهري مدير منطقة أبوظبي التعليمية، نظراً لتفوقه الدراسي وسلوكياته الحميدة وأخلاقياته العالية ومهاراته المتعددة وهواياته التي تميز بها· مشوار الألف ميل جائزة الأم المثالية تتويج لمشوار طويل بدأته أم فيصل منذ زمن بعيد، منذ كانت طالبة وقبل زواجها، فقد ترعرعت في الإمارات منذ عام ،1980 وتلقت علومها في هذه الأرض الطيبة، تقول: ''أحببت الإمارات كثيراً واكتسبت الكثير من عادات أهلها الكرام، وكنت حريصة دائماً أن أكون موضع احترام الوسط الذي أكون فيه، وأن أترك انطباعاً حسناً يشير إلى تربيتي وقناعاتي· كنت قارئة نهمة في كتب الاجتماع والتربية قبل وبعد زواجي، مما ساعدني على تنشئة أبنائي تنشئة حسنة، كما كانت علوم ديننا الحنيف مرشداً ووازعاً لي، يلهمني في حياتي اليومية ويدفعني إلى الصواب والخير، لذلك أعتقد أن أي جائزة أو نجاح يحققه الإنسان هو نتاج علم وعمل وجهد واهتمام، فالأساس المتين هو الذي يرفع البناء''· جاء وقت على أم فيصل اشتعل فيه حنينها إلى الإمارات التي غابت عنها لسنوات، حيث اضطرت للسفر للدراسة الجامعية في جامعة ''عَمَّان الأهلية''، وهناك، التقت بزوجها المحامي عمران القاسم، وتحكي عن هذه المرحلة قائلة: ''بدأنا مشوار حياتنا ما بين الأردن والإمارات، وواجهنا ظروفاً مختلفة لكننا صمدنا وتابعنا العمل والعطاء، وأتممت دراستي وأنا متزوجة، كما التحقت بالعديد من الدورات في عدة مجالات، وساندني زوجي لإكمال دراستي، خاصة أنني منذ صغري أحب العلم والتعليم والاطلاع على كل التطورات العلمية الحديثة المفيدة، لذا عملت لفترة من الزمن في قطاع التربية والتعليم''· أضاءت هذا الزواج القائم على المودة والتفاهم والتعاون شمعة جميلة (الابن البكر فيصل) أدخلت البهجة على البيت السعيد المكافح، كما طرأ تغيير على حياتهما اليومية، تقول: ''كان زواجنا حديثاً، وكنا في بداية حياتنا العملية حين رزقنا بفيصل، فربيناه بكل إخلاص وتفانٍ، ولم تأخذنا مشاغل الحياة عن الاهتمام بشؤونه بكل جد وإخلاص، لتربيته تربية صالحة تفيده في حياته، لأن التربية منذ الصغر هي الأساس في تكوين شخصية الإنسان· فاتبعت ووالده المقولة السائدة: ''من شبَّ على شيء شاب عليه'' لهذا كان اهتمامنا بفيصل كبيراً، نتابع دراسته وسلوكياته واحتياجاته ولم نغفل عنه أبداً، إلى أن صار الآن في الصف الثامن في المدرسة العلمية الدولية''· أسوة بما لقيه الابن البكر من عناية ورعاية والديه، تلقت أخته ''ليان'' الرعاية والتربية ذاتها، إلى أن أصبحت الآن في الصف الرابع ابتدائي، تتمتع بالذكاء والتفوق والتميز مثله، وتحظى بحب وتقدير إدارة مدرستها، بينما آخر العنقود مريم عمرها سنة ونصف، وهي في أولى سنوات إعدادها لتكون كأخويها حين تكبر· تقول أم فيصل: ''دأبت ووالدهم منذ نعومة أظافرهم، على غرس القيم الحميدة فيهم والابتعاد عن العادات السيئة، ولم ندعهم يفعلون ويقولون ما يريدون بحجة أنهم صغار وعندما يكبرون سيتعلمون! فهذا الأمر مرفوض بشكل قطعي، ولعل هذا سر نجاح تربية أبنائي''· مسؤولية جديدة تعمل نهى صالح موظفة في دائرة الخدمة المدنية (الإدارة العليا)، وتؤكد أن عملها ومشاغلها لن يأخذاها من مسؤولياتها تجاه أبنائها· وتنظر إلى هذا التكريم على أنه مسؤولية جديدة وبداية مشوار جديد يتطلب منها مزيداً من الجهود· وتقول: ''سأحمل التكريم أمانة في عنقي، فثقة سعادة محمد سالم الظاهري مدير المنطقة التعليمية، وإدارة المدرسة ممثلة بالسيد ياسين علان، غالية جداً، وقد توجاني بلقبٍ عظيم، أَعِدُ بالمحافظة عليه بإذن الله''· وتشير أم فيصل إلى شركاء آخرين أوصلوها إلى اللقب، تقول: ''أشكر زوجي رفيق دربي، فلطالما كان هو الموجه الأول لي ولأبنائنا لما يمتلكه من صفات حسنة وتفكير نير وتعاون وتشجيع· كذلك أشكر والدي الطيبين فقد بذلا الكثير في سبيل توفير العلم والعيش الكريم لي، وإدارة المدرسة والمدرسين على حسن التعامل مع الأهالي وحرصهم على الطلبة، فهم أيضاً شركاء في هذا الإنجاز''، وأضافت: لاشك أن فيصل يستحق بدوره الشكر الكبير لأنه لم يخذلنا''· ترى أم فيصل أن تكريمها ضمن مجموعة من الأمهات المكرمات، هو تكريم لكل أم تخلص لأبنائها العطاء·وعلى الرغم من نصيحتها، تربأ بنفسها أن تزايد أو تتعالى على أمهات كثيرات يستحققن هذا التكريم أيضاً، وتتمنى أن تجد في كل عام العديد من الأمهات المثاليات، لأن على عواتقهن بناءَ جيل المستقبل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©