الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيافـــــة

هيافـــــة
17 فبراير 2008 01:20
لقد كبر أولادي، ما شاء الله، هذا يسرني بالتأكيد لكنه يحرمني من حقي في ممارسة بعض ما اصطلح الناس على أنه (هيافة)·· ولهذا قصة يطول شرحها· الهيافة هي مصطلح عامي معناه (التفاهة) مع شيء من الخَرَقْ وانعدام المسؤولية وتضييع الوقت فيما لا طائل من ورائه·· مع لمسة سخف لابد منها طبعًا· يجب أن أعترف هنا اعترافا خطيرا هو إنني أحب قراءة مجلة (ميكي) جدًا ·· هذا التدفق الفني الجميل بريشة أعظم فناني العصر مع ذلك العالم الساحر البسيط ·· عالم من البط والكلاب والفئران وكل بيت يبنيه صاحبه بنفسه، وأمامه سيارة مضحكة وصندوق بريد خرب، والمليونير العجوز الذي يقضي الوقت في عد المال، والبطة العصبية المغرورة الظريفة معدومة المواهب ·· الخ ··· أعشق هذا العالم الساحر بشدة، وكنت أتابعه بشغف حتى أنهيت الجامعة، فبدا منظري غريبا جدا وأنا أبتاع هذه المجلة من بائع الصحف العجوز المتشكك عم (مأمون)، خاصة وهو لا يكف عن ترديد لفظة (يا دكتور) لا يقصد بها احترامي بل توبيخي طبعًا· لو أنك رأيتني وأنا أبتاع المجلة وأنظر حولي في حذر، لظننت أنني لا أبتاع مجلة أطفال ولكن جرعتي اليومية من الهيرويين أو الكوكايين·· قد أملك بعض (الهيافة) لكنني بالتأكيد لا أرغب أن يعرف الناس جميعًا بذلك· ثمة حل معقول هو أن أفعل ما أريد ولا أبالي بالناس·· لكن السجون على قدر علمي تعج بهؤلاء الذين فعلوا ما أرادوا ولم يبالوا بأحد· هكذا توقفت عن شراء المجلة لفترة طويلة جدًا إلى أن عرفت الحل السري: تزوجت وأنجبت··! الآن صار عندي طفل جميل لابد من تثقيفه وإمتاعه ·· هكذا عدت إلى بائع الصحف العجوز العم مأمون لأقف في فخر وكبرياء وأقول: ـ''هات مجلة ميكي لمحمد ابني ···''· فيقول في رضا وطيبة: ـ''بارك الله لك فيه''· الآن لم أعد مصابًا بالهيافة وإنما أنا مجرد أب مخلص·· أمسك بالمجلة في تعال وكبرياء ولسان حالي يقول: ''كيف يقرأون هذه الأشياء التافهة؟''· ثم أعود لداري وأنا موشك على التحليق طربا وأتشمم غلاف المجلة الصقيل عطر الرائحة · ما أجملها !·· يجب أن يعبئوا رائحة الأغلفة هذه في زجاجات· في البيت تنظر لي زوجتي في شك وهي مستعدة في أي لحظة كي تتهمني بالهيافة لو اكتشفت أنني أقرأ هذه المجلة، لذا أضغط على أعصابي حتى المساء ثم أضع الطفل في فراشه وأقرأ له القصص الموجودة فيها تباعًا·· صحيح أنه ينام بعد صفحتين لكنني أب متفان أواصل قراءة المجلة له حتى آخر صفحة· لا يقتصر الأمر كما ترى على قراءة مجلة ميكي· مثلاً لم يعد مما يليق بي أن ألعب مباراة كرة أمام البيت، لكنك تستطيع ذلك لو صرت أبا حنونا يلعب مع ابنه ·· سني لا تسمح بدخول السينما اسبوعيا لكني أب طيب مصمم على تسلية ابنه· أما عن الحلوى والبطاطس المقلية وكل تلك الأشياء لذيذة المذاق الموضوعة في أكياس (تشخشخ)، والتي يصر الكبار على أنها سامة، لكنها لم تكن موجودة في طفولتي وقد صار تذوقها مزاجا حقيقيا ·· فقط أبتاعها لابني ثم ألتهم منها الكثير لأتأكد من أنها لن تضر صحته· أنا أب متفان حقا ·· إن آباء كثيرين يحسدونني على سعة الصدر التي أملكها مع ابني ·· كبر ابني ولم يعد يهتم بهذه الأشياء، وكلما اقترحت عليه أن يقرأ مجلة ميكي هز كتفيه في اشمئزاز وقال: ـ''أنا لم أعد طفلاً !''· هكذا وجدت أن الوغد تسبب في حرماني من قراءة المجلة لمدة عامين، خاصة وأمه تعرف جيدا أنه لا يحب القراءة أصلاً··· دعك من أنه الطفل الوحيد الذي يمقت الحلوى والبطاطس المقلية وكل تلك الأشياء لذيذة المذاق الموضوعة في أكياس (تشخشخ)· لقد دمر حياتي ومستقبلي لذا وجدت أن الحل الوحيد هو أن أنجب ثانية· الآن تراني أبتاع مجلة ميكي معلنا أنني أبتاعها من أجل مريم ابنتي ·· من ثم يدعو لي عم (مأمون) ·· أبتاع حمولة كاملة من البطاطس المقلية والحلوى، وأذهب للسينما أسبوعيا وألعب الكرة حيثما أردت لأنني أفعل هذا لمريم!· أمس قالت لي مريم إنها لا تحب مجلة ميكي وإنه لا داعي لشرائها· احمرت عيناي غيظا وزمجرت ثم اتهمتها بالغباء والسطحية والجهل·· سوف تقرأين مجلة ميكي سواء أردت أو لم تريدي·· لست مستعدا لأن أنجب طفلا كلما أردت قراءة هذه المجلة، وإلا لوجدت نفسي مثل رمسيس الثاني الذي رزق بـ 99 ابنا·· لابد أن رمسيس الثاني كان يعاني بعض (الهيافة) ويحب قراءة مجلة أطفال فرعونية تطبع على برديات· هناك حل ثوري آخر هو أن أجد لنفسي وكرا سريا في أحد أزقة المدينة القذرة، حيث أستطيع أن أختلي بنفسي وأمارس الهيافة كما أريد، وهذا الوكر سوف أملؤه بمجلات ميكي وأكياس البطاطس حيث آكل وأقرأ إلى أن أفقد صوابي تماما ·· لكنه حل خطر لو عرفت به زوجتي ·· ألا ترى هذا معي؟ د· أحمد خالد توفيق ستة أمراض في الشوارع الغالبية العظمى من السائقين في شوارع الإمارات مرضى، وهناك ستة أمراض متفشية بينهم بشكل ملحوظ، فهناك مرض ''ملاريا الارتباك المزمن''، و ''جدري التغيير الأخير''، وهما مرضان معديان، ومرض ''سرطان الزحف الدوراني''، وتسمى أمراض الفئة (A). وأمراض مرتبطة بهذه الأمراض وناجمة عنها مباشرة لكنها غير معدية، مثل مرض ''هستيريا الانحراف الفجائي''، و''انفصام السائق المثالي''، و''جنون احترام الطرق''، وتسمى أمراض الفئة (B). مرض ''ملاريا الارتباك المزمن'' يعاني منه السائق الذي لا يصدق فيه المثل القائل ''التكرار يعلم الشطّار'' فعلى الرغم من أنه يقود السيارة للمرة الألف، إلا أنه كل مرة يدير فيها محرك سيارته، يعتبرها المرة الأولى في حياته المرورية، أي أنه ''عذراء'' الشوارع، وتتجدد عذريته بشكل عجيب كل يوم· وما أن يخرج صاحبنا إلى الشارع، ينقل المرض إلى غيره، فتجد عشرات السائقين في المحيط نفسه مرتبكين كأنهم يقودون السيارة للمرة الأولى·· والأخيرة إن شاء الله· أما مرض ''جدري التغيير الأخير''، فيجعل المصاب به يختار وهو يخرج من بيته صعود جسر القرهود مثلاً، ويظل هكذا طوال الوقت يفكر في هذا الجسر، لكنه في اللحظة الأخيرة، حين يصل إلى مفترق طرق، يختار طريقاً آخر، ولا يدري أن مئات السائقين خلفه تورّطوا بسبب تغييره الأخير، فالمهم أنه لم يتسبب مباشرة في أي حادث أو ازدحام، فكل الذي حصل صار من خلفه، وهو غير معني به· ولأنه مرض معدٍ، فينتقل إلى سائقين آخرين مهيئين أصلاً لاستقبال هذا المرض· ومرض ''سرطان الزحف الدوراني'' لا يمكن فهمه إلا لمن يتابع ''توم وجيري'' حين يحاول ''توم'' الفرار من أمام ذلك الكلب الشرس، لكنه يظل في مكانه يجري مخالفاً كل قوانين الفيزياء، وهذا طبيعي لأنها رسوم متحركة مخصصة للأطفال، لكن المصابين بهذا المرض في الشوارع، تتحرك إطارات سياراتهم فعلاً إلا أنهم لا يتقدمون سنتيمترا واحدا، يزحفون في أماكنهم حتى لو كان الطريق سالكاً في بعض أجزائه أو في بعض أوقات اليوم· ولحسن الحظ أن هذا المرض غير معدٍ، لأنه سرطان· وأمراض الفئة (A) تخلق وبشكل آلي أمراض الفئة (B). فمرض ''هستيريا الانحراف الفجائي'' يصاب به كل من يتصادف وجوده بالقرب من أحد المصابين بأمراض الفئة (A)، فيحاول بشتى الطرق الابتعاد عنهم، فينحرف على الآخرين بشكل فجائي· ومثله مرض ''انفصام السائق المثالي''، فتجد سائقاً مثالياً ملتزماً بكل مادة من مواد قانون السير والمرور، وكذلك قانون العقوبات، وقانون المعاملات المدنية، وحتى قانون الأحوال الشخصية، لكنه يصاب بانفصام في الشخصية بعد أن يتصادف مروره في أكثر من شارع مع أحد المصابين بأمراض الفئة (A)، فيتصرف مثل القرود الخطرة، ويستخدم ''الهرن'' بشكل عدواني، وكذلك ''الديم''، وربما يخرج يده مشيراً بأحد أصابعه، وبعضهم، يضع زجاجة مشروب غازي بالقرب منه دائماً، وما أن تظهر عليه أعراض المرض، يقذف بالزجاجة على سيارة مريض الفئة (A). أما مرض ''جنون احترام الطرق''، فهو مرض خطير لأن المصابين به يشبهون كثيراً المصابين بمرض ''انفصام السائق المثالي''، لكن الفرق أنهم يكظمون غيظهم ويظلون يحترمون القوانين إلى أن يتراكم هذا الكظم على مر السنين فينفجرون في لحظة ما، وبشكل جنوني، فيتعمدون الاصطدام العنيف بأحد مرضى الفئة (A). وإذا تبين لهم أنه بخير، قد يترجلون من سياراتهم ويوسعوه ضرباً بأي شيء أمامهم، حتى لو كان عتلة أو مفك براغي حاد، وفي أكثر الأحيان يقتلون ذلك المريض ويقطعونه إرباً· وبعد عرضهم على الطبيب المختص، يتضح أنهم مصابون بالجنون الكامل· ولأن ''لكل داء دواء'' فدواء مرضى الفئة (B) هو أن يختفي مرضى الفئة (A) الذين لم يتوصل العلم بعد إلى دواء ناجع لهم، وبالتالي لا أمل في شفائهم، وكل ما يمكن فعله هو منع تدفق المزيد منهم إلى الشوارع وذلك بالتشدد كثيراً، وكثيراً جداً، مع المتقدمين للحصول على رخصة قيادة، وأي شخص تظهر عليه أثناء الفحص أعراض الإصابة بتلك الأمراض اللعينة، يجب شطب ملفه المروري فوراً واقناعه عن طريق الطبيب النفسي بالسير على قدميه· أحمد أميري بانوراما قاهرة تتفانى الزوجة في إرضاء الزوج، وتوغل وتستمر في دلالها له حتى ينفش ريشه و ''يتطوَّس'' بحيث لا يعود يقبل أي تقصير ومن أي نوع، ولا يراعي أي ظرف استثنائي كان قد تمر به هذه المخلوقة، ليكشر عن أنيابه معترضاً بالعرض وبالطول معلناً زواجه الثاني· شفتي؟ هذا آخر الدلال الماسخ! ؟؟؟ تذكرني أغنية ''خالد عجاج'' بفئات من الناس غير التي تضمنتها أغنيته الشهيرة··· فـ ''في ناس تحشر خشمها في كل حاجة، وتدعي بأنها تعرف كل حاجة، وهي لا تعرف أي حاجة''!· و ''في ناس'' تجعجع لتلفت إليها الانتباه فقط بغية التشويش مثيرة عجاجها على من حولها· وهناك ناس ما إن تتكلم حتى تنحرك زوبعة ترابية ترمّد العيون! و ''في ناس'' آآآه منها··· لا تجيد فن الكلام واختيار الألفاظ· كلامها ''كونكريت مسلح''، و فصيلة دمهم أثقل من ''الكاتشب''!· و ''في ناس'' لا تعي ما تقول، ولا تفهم ما تسمع، ولا تدع الغير يفهم أو يسمع··· فلا تريد ان تفهم ولا تسعى أبداً لأن تفهم و ''تزعل أووي'' من أي واحد يفهم···! أموت وأعرف شو مشكلتها في الحياة! ؟؟؟ بشرى سارة لكل من ''يعز الطبيخ''، سواء من الزوجات المكافحات أو ''شيف'' المطاعم· بشرى تناقلتها وكالات الأنباء أثلجت الصدور، وتفتحت لها الأسارير، وشاع الحبور ما بين ''النثايا'' والذكور، وكل من له مصلحة أو مستفيد من هذا الفتح العظيم: ''بصل بلا دموع''!· أنا شخصياً فرحت أيما فرح ''بس'' مخلوط ''بشوية'' قلق! ليش؟!· ترى هل يتمتع البصل الجديد قاهر عصي الدمع بنفس المواصفات والخصائص والنكهة المعهودة؟ هذا هو السؤال··! لأن هناك احتمالا واردا وكبيرا في تغير طعم الوصفات ويستوي ''تهم''!· ؟؟؟ إعلانات عيادات الأسنان أكثر من الهم على القلب، ومع ازدياد هوس الناس بالتجميل، زاد تفنن تلك العيادات بصيد زبائن ''خفاف'' بأي طريقة، فلا تعجب إن قرأت إعلاناً يقول: تبييض الأسنان وأنت واقف بخمس دقائق مع ضمان تسع سنوات! الغريب ليس في الإعلان ولكن في ذلك الطبيب الذي تشع ''ضروسه'' باللونين الأصفر والرمادي!· ؟؟؟ كم تمنت أن تكون إحدى اللواتي التقى وتغزل بهن شاعر المرأة ''نزار قباني''· بعدين خافت، فتضاءلت أمنيتها حتى تلاشت! لسبب واحد هو أنه سوف ''يزعل'' كثيراً على ما آلت إليه الموضة اليوم، وخصوصاً أن نزار ''راجل ذوق كتير'' ما في كلام، وقصائده خير شاهد عليه· وهكذا تنازلت عن أمنية غالية كانت ستخلدها في أحد دواوينه··· لكن لو أن نزار شاف، وواكب ''فناتك'' الحريم العجيبة في كل لحظة وكل يوم وكل ساعة!· بصراحة الرجل ما راح يلحق يوصف ويكتب، وحتى أجنبه الحيرة والتوهان فيما يشاهد ويسمع من تسميات ما أنزل الله بها من سلطان، فسأختار له أنموذجين من صرعات ''المنصرعات'' المهووسات بالغريب من الأفكار للفت الأنظار·· سأختار فقط: العباية الفستان المرصوصة و''سفنجة'' الشعر هذا إذا ما كانت مخدة!· تخيلوا وتوقعوا ماذا سيكتب هذا الشاعر المرهف؟! فاطمة اللامي يخلق من الشبه سبعة وستين! دعي الفنان الأميركي ''مورجان فريمان'' للمشاركة في افتتاح أحد المهرجانات السينمائية العربية، وبمجرد وصوله وتخطيه للسجادة الحمراء فاجأته فنانة عربية أحبت أن تلفت انتباهه وانتباه من حولها بمعرفتها الدقيقة به كفنان عالمي، فصاحت وهي تقترب منه: ''أوه ماي جاد، دينزل واشنطن''!!!· فما كان رد فعل ''فريمان'' بعد أن خلطت بينه وبين فنان آخر، إلا السكوت والتحديق بدهشة بعينيه الواسعتين، أما الحضور العرب فقد ماتوا في ثيابهم لفرط الدهشة والخجل أيضا، وأظن أن ''فريمان'' سيعتذر على الأرجح بعد تلك الحادثة عن قبول دعوات المهرجانات العربية مستقبلا!· قد تكون تلك زلة لسان من تلك الفنانة، أو التباسا غير مقصود في تذكر الأسماء، ولكنه كان التباسا محرجا وقاسيا بالنسبة لفنان أشهر من نار على علم، بخلاف أخطاء الالتباس في الأشباه، حيث أن الشبه في الشكل أو الملامح وارد جدا كما يقول المثل: ''يخلق من الشبه سبعة وستين'' إذا أخذنا في الاعتبار الانفجار السكاني الذي اجتاح العالم حاليا، بعد أن كان يقول أجدادنا: ''يخلق من الشبه أربعين'' تبعا لعدد البشر المحدود نسبيا في الماضي!· شخصيا تعرضت لأكثر من قصة طريفة حول الشبه والسقوط في التشابه، فعندما كنت أطلق شاربي في الماضي، شبّهتني امرأة إنجليزية بالممثل ''توم سيليك''، بينما كان يشبّهني أصدقائي السوريون بالفنان دريد لحام، وذات مرة فاجأتني نادلة فلبينية في مقهى عندما أخبرتني أنني على شبه كبير مع مليونير فلبيني يعمل في قطاع الإنتاج الفني في مانيلا!· غير أن أطرف المواقف جميعا، صادفتني في الكويت عندما تلقيت دعوة من سفارة سلطنة عمان لحضور حفل عشاء بمناسبة العيد الوطني للسلطنة، وكنت حينها طالبا أدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، فلبيت الدعوة الكريمة وبمجرد وصولي لمكان الاحتفال هب نحوي كالسهم الخاطف، رجل تتبعه مجموعة من المرافقين، فخلت لحظتها أنني أسدّ عليهم طريقهم وهم يتجهون نحو شخص ما أو أنني توقفت في المكان الخطأ، وكم كانت دهشتي كبيرة عندما التفت ورائي فلم أجد أحدا، حتى وصل لي الرجل وسلم عليّ بحرارة وأبقى يده عالقة في يدي وهو يواصل ترحيبه بي ويسألني عن أحوالي وعن الفندق الذي نزلت فيه، وعندما لاحظ استغرابي وهدوئي، حسم الأمر وسألني: ''مش إنته السكرتير الثاني في بروناي''؟ فأجبته من فوري: ''يا ريت''!! فأطلق الرجل ضحكة قوية قائلا: ''هل تصدق؟ أنت تشبه سكرتير ثاني بروناي، الخالق الناطق''· كثيرة هي مواقف ووقائع الأشباه والتشابه التي صادفتني في حياتي، غير أنني عندما أقف أمام المرآة، لا أشبه إلا شخصا فقيرا قضى معظم حياته في الفقر والعمل ليطارد لقمة عيشه ويحارب سرطان الديون، شخص اسمه يشبه اسمي تماما محمد الحلواجي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©