الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ساكاشفيلي» ومهمة إنقاذ أوكرانيا

15 أغسطس 2015 21:46
في معركة أوكرانيا الأخيرة للقضاء على الفساد والخروج من فلك روسيا، يحاول رئيس جورجيا السابق «ميخائيل ساكاشفيلي» إحداث تغييرات كبيرة في أكثر المناطق التي ينعدم فيها القانون في أوكرانيا باعتباره الحاكم الجديد لمدينة أوديسا التي تعد معقلًا للتهريب. ويخوض الرجل، الذي قاد دولته الصغيرة في حرب ضد روسيا القوية، معركة جديدة من خلال منصبه الرفيع في «أوديسا». ويقول مسؤولون غربيون إن هجوم «ساكاشفيلي» لمكافحة الفساد سيكون حاسماً في إطار الجهود المبذولة لتحرير أوكرانيا من بعض مظاهر الفشل الاقتصادي، وتحسين موقفها في حرب الدولة ضد المتمردين الذين تدعمهم روسيا، وهذا ما يود الرئيس الجورجي السابق إنجازه خلال شهور. وفي لقاء معه في مكتبه، قال «ساكاشفيلي»: إن «أوكرانيا هي ثورة كبيرة، وأنا ثوري بطبيعتي». ويتوقع أن العديد من الشركاء الدوليين لأوكرانيا، ومنهم الولايات المتحدة، قد يعيدون النظر في حجم المساعدات التي يستطيعون تقديمها إذا لم تستطع تلك الدولة مساعدة نفسها. وهذا يعطي أهمية كبيرة لجهود «ساكاشفيلي»، حيث يقول دبلوماسيون غربيون إنهم يتعاملون معه كاختبار لما إذا كانت الإصلاحات يمكن أن تترسخ. وقال دبلوماسي غربي لم يفصح عن هويته: إن «ساكاشفيلي» قد أعطى نفسه فرصة حتى نهاية العام لإصلاح إقليم أوديسا. وأضاف أنه في حال فشل «ساكاشفيلي»، فإن «النافذة ستغلق لمدة عشرة أعوام» أمام الدعم المحلي للإصلاحات الأوكرانية. ومن ناحية أخرى، تنظر إدارة أوباما إلى جهود أوديسا كأمر حيوي للغاية حيث إنها ألزمت نفسها بتقديم مليوني دولار كمساعدات مباشرة، وأرسلت مجموعة من كبار مسؤولي وزراة الخارجية لزيارة «ساكاشفيلي». وستذهب الأموال الأميركية إلى مؤسسات تقوم بتوظيف مساعدي «ساكاشفيلي» ليتولوا تنفيذ الإصلاحات. ويدرس محامون تؤجرهم الولايات المتحدة هيكلة الميناء الذي يعاني من تفشي التهريب والتهرب الضريبي. كما يقوم ضباط من دورية الطرق السريعة بكاليفورنيا بتدريب ضباط الشرطة الجدد كي يحلوا محل القدامى. ومن جانبه، قال السفير الأميركي في أوكرانيا «جيفري بيات» الشهر الماضي إن: «أوكرانيا اليوم تخوض حربين. الأولى الحرب ضد روسيا، والثانية هي حربها ضد الفساد وجهودها من أجل الإصلاح، وهي الحرب التي تحرك أوكرانيا تجاه معايير الديمقراطية الأوروبية التي ينشدها الشعب الأوكراني». وأضاف السفير أن «أوديسا في نواحٍ كثيرة هي الخط الأمامي لتلك الحرب الثانية». يذكر أن «ساكاشفيلي»، الذي تلقى تدريبه كمحامٍ في جامعة كولومبيا، قد تولى السلطة في جورجيا عام 2003 وهز أرجاء أمته القوقازية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي مع حملة ضد الفساد جعلت بلاده تتقدم حينها في قائمة التصنيفات الدولية للشفافية. بيد أنه بعد أن دخل في حرب ضد روسيا عام 2008، عانت بلاده هزيمة كارثية في غضون أيام. وقال منتقدوه إنه أصبح غير متسامح بصورة متزايدة مع المعارضة. وقد خسر في الانتخابات الرئاسية لعام 2013، وفر من البلاد ليتجنب اتهامات بإساءة استغلال السلطة وهي اتهامات يقول إنها ذات دوافع سياسية. وقد جاء «ساكاشفيلي» إلى أوديسا في نهاية شهر مايو الماضي، ليتولى السلطة في هذه المنطقة الناطقة بالروسية والتي يقطنها 2,4 مليون نسمة منقسمين في ولائهم ما بين كييف وموسكو. وإذا فشل «ساكاشفيلي»، فإن أوكرانيا ربما تعود قريباً إلى فلك روسيا. مايكل برينباوم* * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©