الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الجدات يجدلن سعف النخيل بالألوان

23 أكتوبر 2006 01:11
تحقيق : عائشة المكسح: تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في زراعة النخيل واكثاره وتحتل مرتبة متقدمة في انتاج التمور على مستوى العالم، وارتبط ابن الإمارات بالنخلة منذ القدم واعطاها جل اهتمامه فمنها غذاء ودواء وصناعة، وقد برع الاماراتيون في الصناعات المرتبطة بالنخيل ولعبت المرأة دوراً رئيسيا في هذه الحرفة ''أو الصناعة اليدوية'' التي تتطلب المهارة والصبر والجلد· وسف الخوص حرفة من الحرف اليدوية التي تتميز بها منطقة الخليج واستطاعت جداتنا وأمهاتنا تطويع سعف النخيل لصناعة السلال والجفران وغيرهما العديد من الصناعات· ولا يزال في مدن وقرى كثيرة في الدولة بالامكان رؤية مثل هذه الحرف التي لا زالت أمهاتنا مرتبطات بها على الرغم من عدم حاجتهن إليها فترى جداتنا يتفنن بها ويسففن الخوص بمهارة ودقة عالية تجعلك تفكر كيف يتم تطويع هذا الخوص ليصبح على ما هو عليه· حليمة علي تسف الخوص منذ 40 عاماً وترى أن هذه الحرفة من أهم ما تعلمته من والدتها التي كانت تحرص على تعليمها هذه الحرفة حتى أصبحت تتقنها بل وتتفنن بها وتقول إن التعامل مع خوص النخلة يحتاج لمهارة وصبر حيث كان يدخل سعف النخيل في العديد من الحرف فقد كانوا يضعون منه الخصيف وهو الاناء الذي تحفظ فهي التمور حيث يصنع من السفة المصنوعة بشكل شريطي وصناعة السرور وهو قطعة حصير مدورة توضع فوقها أطباق الطعام وصناعة المنفض الذي يوضع فيه التمر وغيرها من الصناعات· أما أم عبدالله فتسف الخوص منذ 30 عاماً وهي سيدة موهوبة تدمج ألوان الخوص لتشكل منها لوحة فنية تلهب خيال أي فنان لدقتها واتقانها وقد ورثت أم عبدالله هذه الحرفة من والدتها وما وصلت إليه من اتقان يعود إلى تعلمها المستمر والتدريب، وقالت إنها دأبت على ممارسة هذه الحرفة من سن الخامسة عشرة من عمرها حيث تتقن صناعة القحفية وهي القبعة المصنوعة من الخوص حيث كانت توضع على رؤوس الأطفال لوقايتهم من حرارة الشمس وكانت الصحفية تلبس أيضآً في المناسبات والأعياد وتضع الجفير وهي السلة التي كان يستخدمها أهل البحر لحمل الأسماك بها أما أهل البر فيستخدموها لحمل الرطب أو تستخدمها السيدات لحمل المشتريات من السوق· وتحكي لنا أم محمد كيف كانوا يطوعون سعف النخيل قبل سفه، حيث يتم احضار الخوص بعد ما يتم تنظيفه ويشرخ يتم نقعة في الماء حتى يلين ليسهل بعد ذلك جدلة ويوضع جزء من الخوص في ألوان خاصة ليصبغ حسب الرغبة من ثم يتم سف الخوص وتشكيلة لصنع العديد من الأدوات كالمكب وهو غطاء هرمي يوضع علًى صينية الطعام لحفظه بعيداً عن الحشرات، وصناعة المشب وهو أداة لتحريك الجمر أو لتخفيف حرارة الطعام أو لتأجيح الموقد ويتم تحريكه يمنه ويسره فتزداد النار اشتعالاً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©