الرسائل الإلكترونية الضاحكة·· فاكهة الصباح

مع انتشار نعمة الانترنت كوسيلة فورية للتواصل، اختفت من مكاتب الناس الرسائل الورقية إلا فيما ندر، وعوضا عن ذلك اتجهوا لنعمة جديدة تتخفى وراء شاشة الكمبيوتر، فالجميع طلبة وموظفون وحتى ربات بيوت، يتجهون بعد القهوة الصباحية أو الإفطار السريع لضغط زر تشغيل الكومبيوتر، ويفتحون أول ما يفتحون بريدهم الإلكتروني الخاص، لقراءة هدايا بريد الأصدقاء وما يحمله من مفاجآت: ثمة رسائل من الأهل، وأخرى من الأصدقاء، وثالثة تتعلق بالعمل، ورابعة غريبة من مجهولين، إلا إن أجمل الرسائل هي تلك الرسائل الضاحكة التي تحمل لنا ابتسامة وضحكة صباحية قد تمس حياتنا بشكل مباشر، وقد لا تمسنا تماما إلا أننا نبدأ معها نهارنا بكل حيوية ونشاط· محمد جاسم موظف يقول: ''أول ما أفعله عندما أصل إلى مكتبي هو فتح بريدي الالكتروني وقراءة الرسائل الواردة لي من الأهل والأصدقاء· وأنا مولع بتبادل وجمع ''الإيميلات'' الضاحكة أو الرسائل الجميلة التي تأتي على شكل الملفات المعروفة باسم ''الباور بوينت'' ولديَّ مجلد خاص بها''· أما مريم خليفة، فترددت في الحديث عن هذا الموضوع كونها تعمل مديرة بإحدى الشركات، قالت: ''أخشى أن يقال أننا نضيع الوقت الصباحي في تصفح ''الايميلات'' بدلا من العمل، ولكن الحقيقة هي أننا تعودنا على هذا الأمر، فأنا لا أستطيع أن أنغمس في عملي قبل استقبال وإرسال ''الايميلات'' اللطيفة من وإلى باقة من أفراد العائلة والأصدقاء الذين يحرصون بدورهم على مراسلتي· ويبعثون لي بكل ما هو جميل من رسائل تحمل معلومات مفيدة أو صورا أو ملفات فيديو طريفة أو حتى موسيقى جميلة''· وتضيف مريم: ''إذا تأخرت يوما في الرد على أصدقائي برسائل جميلة أخرى أشعر بالذنب والتقصير، لقد أصبحت هذه الفسحة الصباحية مثل الواجب الاجتماعي''· من جهتها تحرص أمينة القاضي (ربة منزل) على استقبال وتبادل الرسائل ''ذات المضامين الاجتماعية والإنسانية التي توصي بالترابط الأسري، والإحسان إلى الوالدين''· كما ''تحب تبادل الأدعية والأذكار طمعا في اكتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى''· في حين يقول علي خليل (موظف): ''يشكل تبادل الرسائل الالكترونية جانبا مهماً لا نستطيع إغفاله في حياتنا اليومية· وقد تزوجنا أنا وزوجتي بعد أن جمعتنا علاقة جادة أساسها الشعور المتبادل بالاحترام والمودة، وعندما ازاددت كثافة ''الإيميلات'' فيما بيننا، شعرنا أن هناك ما هو أكثر من ذلك فارتبطنا معا إلى الأبد، وما زلنا نتبادل الرسائل الصباحية اللطيفة حتى بعد مرور سنوات على زواجنا''·