شهد معرض الدفاع الدولي ''آيدكس ''2009 نمواً بلغ نحو 300% في الصناعات العسكرية الوطنية الجديدة وإطلاق الشركات، مقابل آيدكس ،2007 بحسب ما أكد اللواء طيار متقاعد خالد البوعينين قائد القوات الجوية والدفاع الجوي السابق رئيس مجلس إدارة مجموعة بينونة·
وطالب البوعينين في حديث لـ''الاتحاد'' بإنشاء جهة حكومية تختص بعمليات التصنيع العسكري والإشراف والمتابعة وتحديد الأولويات للصناعات وعمليات التطوير، بحيث يكون لها العلاقة المباشرة مع المستخدم ويتمثل في القوات المسلحة الاماراتية، لتحديد أولويات العمليات والمتطلبات القتالية والأنظمة التي سيتم تطويرها أو تعديلها أو إنتاجها·
وشدد على ضرورة أن تقوم الجهة المطلوب إنشاؤها بتقييم شامل لكل أنواع الصناعات العسكرية، إضافة إلى وضع مواصفات ومقاييس دولية تسمح بالتصدير لمختلف دول العالم·
وأوضح البوعينين أن الشركات الوطنية التي تقوم بعمليات التسليح للقوات المسلحة، مشيراً إلى أن ''كراكال'' بدأت في رحم القوات الجوية· وقال ''إن دول الخليج تحتاج إلى دعم قدراتها الدفاعية للمحافظة على الإنجازات، التي تمت خلال الفترة الماضية وضرورة تأمين الاستثمار والبنية التحتية والصناعية والاقتصادية''·
700 مليون دولار كلفة مشاريع بينونة
تأسست بينونة في العام 2006 بغرض نقل التكنولوجيا وتطوير الأعمال وإنشاء شراكات استراتيجية في مجال التصنيع العسكري· وأشار البو عينين إلى تأسيس بينونة شركة وطنية في مجال الحرب الإلكترونية، تختص بصناعة وتجهيز معدات الحرب الإلكترونية والتشويش والاستطلاع الالكتروني، حيث تتوفر تلك الخدمة على سفن بينونة وميراج 2000 بالقوات الجوية·
كما اختارت بينونة طائرة الاستطلاع البحري وأقامت شراكة مع شركة داسو للطيران والمتخصصة في صناعة وتطوير أنظمة الطيران، كما تهتم تلك الشركة بتوفير جميع أنواع الدعم الفني لطائرات الميراج ·2000 وكشف البوعينين عن توفر مركز بينونة للاختبارات الجوية لنظم الطيران العاملة كافة·
وقال إن مجموعة بينونة تدرس عدداً من المشروعات الجديدة في مجال التصنيع العسكري للبدء في تنفيذها خلال العامين المقبلين، مشيراً إلى أن إجمالي المشاريع القائمة بمجموعة شركات بينونة تصل لنحو 700 مليون دولار·
وذكر أن تطوير الصناعات العسكرية يجري وفق توجيهات ورؤية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، حيث وجه سموه بأن يتم التصنيع والتطوير في المجال العسكري وفقاً للاحتياجات الدولية والمحلية وبجودة عالمية·
وبين أن الامارات تستخدم أسلوباً جديداً في تطوير الصناعات العسكرية، حيث أدخلت القطاع الخاص الوطني في عملية التطوير ·
ونوه إلى أن الأزمة المالية العالمية أثرت على دول المنطقة بنسب متباينة، لافتاً إلى أن الإمارات أقل الدول الخليجية تأثراً بالأزمة بسبب سياسة التنوع الاقتصادي·
وحول محددات الريادة في التصنيع، أفاد البوعينين أن هناك عاملين يتحدد من خلالهما التواجد في المركز الأول خليجياً من حيث التصنيع وهما القوى البشرية المؤهلة والإرادة السياسية، وهما يتوافران في الدولة·
وفيما يتعلق بإقامة مركز الخليج لرصد الأرض في إطار مشروع تعاوني مشترك بين شركة فور سي كونترولز الأميركية وشركة هايدرا التجارية التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها والذي تم الإعلان عنه أول من أمس على هامش معرض آيدكس 2009 بأبوظبي، قال البو عينين إن المركز سيقوم بتصنيع الأقمار الاصطناعية وتطويرها، كما سيخصص لكل من تطبيقات الدفاع والأمن المدني في المراقبة وإدارة المخاطر الطارئة والإدارة البحرية وحماية البيئة الجيولوجية والغابات، علاوة على النشاطات المتعلقة بعلوم المياه ورسم الخرائط والتخطيط·
أول جامعة عربية لعلوم الفضاء
وأضاف البوعينين أن المركز سيتضمن أول جامعة لعلوم الفضاء في الدول العربية، حيث تستقبل نحو 20 طالباً سنوياً ولمدة 4 سنوات، بحيث يتخرج طالب الجامعة الفضائية وهو قادر على تصنيع وتطوير الأقمار الاصطناعية وتشغيلها في مجال الأبحاث، فضلاً عن تأسيس أكاديمية للفضاء، وأكاديمية للهندسة الفضائية تضم فصولاً دراسية ومختبرات لاكتساب الخبرات العملية في برامج السوفت وير، خصوصاً معالجة الصور والاتصالات السلكية واللاسلكية والالكترونيات·
وستقدم الأكاديمية دورات جامعية في الهندسة الفضائية بالتعاون مع بوليتكنيكو دي تورينو أحد أبرز معاهد العلوم والتكنولوجيا في أوروبا، بحسب البوعينين الذي أشار إلى وجود خطط لإنشاء مركز للمؤتمرات تابع للأكاديمية، لاستضافة الأحداث الخاصة والاجتماعات السنوية المتعلقة بتكنولوجيات مراقبة الأرض·
كما وقعت مجموعة بينونة الإماراتية والمجموعة الفرنسية لتصنيع الصواريخ ''إم ·بي·دي ايه'' اتفاقية لانشاء شركة '' بينونة -إم ·بي·دي ·ايه'' وتختص بتقنية وتطوير الصواريخ بالامارات ومنطقة الخليج، حيث لفت البوعينين إلى أن الشركة الجديدة تهدف لخدمة وصيانة الأنظمة الصاروخية بالقوات المسلحة الإماراتية، ونقل المعلومات والمعرفة التكنولوجية المتطورة، كما تعكس الرؤية المستقبلية للتعاون المشترك بين الجانبين، كما أن'' بينونة إم ·بي ·دي · ايه'' ستقوم بإجراء عمليات تطوير لمختلف أنواع الصواريخ الفرنسية، إضافة إلى الأنظمة الدفاعية·
عدد اليوم
