نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي مساء أمس الأول بمقره في منطقة شرقان بالشارقة جلسة نقاشية حول ديوان الشاعر محين الشامسي بحضور الباحث الدكتور فالح حنظل معد ومحقق الديوان.
واستهل محمد البريكي المدير الفني لمركز الشارقة للشعر الشعبي، الجلسة بالتأكيد على أن الكثير من مكونات التراث لدى الأمم أصابها التلف والنسيان بسبب ندرة المدونين والموثقين في تلك الأزمنة البعيدة، وأن ذاكرة الرواة والحفاظ هي التي أسعفت وأنقذت هذه المكونات من الاندثار والتلاشي الكلي عن صفحات التاريخ.
ونوه البريكي إلى أهمية هذه القضية عند بعض الباحثين الذين جعلوا همهم جمع وشرح تراث المنطقة، ومن ضمن هؤلاء الباحث الدكتور فالح حنظل، الذي ألف الكثير من الكتب التي تخص تراث دولة الإمارات العربية المتحدة بحكم معايشته وقربه من هذا الإرث.
وأضاف البريكي “كان ديوان الشاعر محين الشامسي أحد ثمار هذا البحث والجهد المتواصل، فقد أبحر الباحث الدكتور فالح في التفاصيل التاريخية والاجتماعية والسياسية التي ترافقت مع حياة الشاعر محين، وحاول من خلال نصوصه الشعرية تقريب صورة هذا الإبحار الثلاثي بطرح المعاني وشرح الأبيات، ليبقى هذا العمل جهداً توثيقياً بالغ الأهمية وجديرا بالالتفات”.
بدوره تحدث الدكتور فالح حنظل عن الشاعر محين الشامسي واشار إلى أنه من مواليد بلدة الحيرة في الشارقة، وتوفي في العام 1830 ميلادية، وأنه عاش الفترة التي عانت من الاحتدام والصراع القبلي والسياسي الذي قسم المنطقة إلى حزبين هما الغافري والهنائي، فكانت أشعاره أشبه بسجل لوصف تلك الأيام ورجالها وأحداثها التي وقعت قبل مائتي عام من الآن. وأكد حنظل على أن قصائد الشامسي تعتبر كنزا وثروة أدبية لأنها تفتح مغاليق الماضي وتجمع بين شتى القيم والأحاسيس، علاوة على خصائصها البلاغية الأقرب إلى الفصحى مقارنة بلغة التخاطب العامية.
وعن طبيعة قصائد محين الشامسي ذكر حنظل أنها تزخر بقوة شعرية فائقة، وهي ليست شعرا موجها فقط للمديح والمشاكاة والمساجلات والأحاجي، بل هو شعر مرتكز أساسا على عناصر محددة مثل السياسة والاجتماع والحكمة، وفي شعره تسجيل مهم لأحداث العصر وحوادث الأيام ، كما أن قصائده ــ كما أشار الباحث ــ تنبض بالأحاسيس وتشيد بالبطولة وتعبر عن تجربة واقعية.
قرأ بعدها حنظل مجموعة من قصائد الديوان ورصد أساليبها في النظم، والتي غلب عليها الرباعيات أو “المربوعة” التي يكثر فيها استخدام الجناس والطباق والتورية.
عدد اليوم
