السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أعمال ومبادرات زايد الخير تغرس الأمل حول العالم

أعمال ومبادرات زايد الخير تغرس الأمل حول العالم
19 أغسطس 2011 01:10
يصادف اليوم التاسع عشر من شهر رمضان ذكرى مرور سبع سنوات من رحيل الوالد القائد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها. ويظل يرحمه الله، خالد الذكر في الأذهان نراه في تنمية الإنسان، وفي نهضة العمران، وفي صياغة الأمن والأمان، فقد كان قائداً ملهماً صاغ مسيرة إبداعية قلما تجد لها نظيراً في العالم، ونجح في بناء الإنسان وتكوين نهضة حضارية في وقت قياسي. وقد حرص الشيخ زايد على تعزيز علاقات التعاوت وتطويرها مع مختلف البلدان على أسس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين والالتزام بالاتفاقات والمواثيق الدولية ومناصرة قضايا الحق والعدل والسلام. واستحوذت القضايا الإنسانية والخيرية على مكانة متقدمة في فكر واهتمام الشيخ زايد سواء كان داخل البلاد، أم خارجها فمثل هذه التوجهات الإنسانية والخيرية كانت من الثوابت التي تشكل مبادئ القائد، وهي ترتكز على إيمان صادق ونبيل لقيم الخير والعطاء وبالتالي فهي لا تتحول بتغير المكان أو بتحول الزمان. وبلغ حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في شكل منح وقروض ومعونات شملت معظم دول العالم أكثر من 98 مليار درهم، حتى أواخر عام 2000. زايد الإنسان وامتد عطاء الراحل الكبير إلى خارج الحدود تعبيراً عن وحدة المصير الإنساني في كل مكان و " زايد القائد " هو " زايد الأب " وهو " زايد الإنسان " الذي يحمل في قلبه محبة للجميع ويرى في شعبه أحلامه الكبيرة. وفي علاقته بأفراد أسرته كان يحرص على أن يغرس في نفوسهم القيم الإسلامية والعربية الأصيلة، ويحثهم على بذل الجهد من اجل رفعة الوطن وازدهاره، كما أن القائد ينظر إلى أفراد شعبه كأفراد أسرة واحدة كبيرة لذلك لا تختلف علاقته بهم باختلاف أماكنهم، إنهم جميعاً في قلبه الكبير وجميعاً في دائرة اهتمامه، وحرص على أن يتحلى الجيل الجديد بالقيم الأصيلة والانتماء لتراب الوطن والارتباط بكل مفردات تراثه وتاريخه. وبمبادئه الإنسانية السامية والرفيعة منح الإمارات السمعة الإنسانية التي يتحدث عنها العالم كله، فلم تبخل الإمارات يوماً على أحد ولم تغمض العين عن الشدائد التي يواجهها الإنسان أيا كان لونه أو جنسه وأياً كانت جنسيته، إنها مبادئ " زايد الخير " في تخفيف معاناة الآخرين وإسعادهم. وفي عهده أصبحت الإمارات مظلة يحتمي بها كل من اختبرته الحياة بالمتاعب والأزمات، وهذه هي المبادئ النبيلة التي غرسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في كل من حوله، ومن خلالها تثمر شجرة الخير وتمتد فروعها الطيبة. وامتلك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قلباً عامراً بالعطاء للجميع ولا تقف مواقفه الإنسانية أمام الحدود بل تتجاوزها إلى كافة بقاع الأرض، وزايد هذا القائد لم يكن يوماً رجل أقوال ولكنه رجل فعل وعمل، وقد كانت وما زالت أياديه تمتد في صمت لتبني مدرسة أو مسجداً أو مستشفى أو مدينة سكنية أو تمسح دمعة أو تطعم جائعاً، وذلك من خلال أبنائه ومؤسساته الخيرية التي أنشأها رحمه الله. ولم يكتف القائد الإنسان بما تبذله يداه، ولكنه أصر على أن يكون هذا النهج الخيري هو ديدن الدولة ونهجها، فكان يوجه دائماً إلى الخير أينما وجد ويعمل دائماً على أن تكون الإمارات سباقة في كل العالم لدرء الكوارث ومساعدة المحتاجين. ومنذ تولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي وعطائه وإسهاماته الخيرية في جميع أنحاء العالم لم تتوقف، واستطاع رحمه الله كسب التحدي التاريخي الأول الذي رفعه بصحبة إخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات في بناء كيان اتحادي متماسك يواكب التحولات العالمية التي لا مجال فيها للكيانات الضعيفة. ويصعب الإحصاء والإحاطة بكل ما قدمه من عطاءات خيرية وإنسانية وذلك لميل الشيخ زايد إلى عدم الإعلان عن مبادرات خيرية وإنسانية مراعاة لمشاعر المحتاجين من الأشقاء والأصدقاء، وإيمانه الشديد بأن ما يقدمه واجب يمليه عليه الدين الإسلامي وبمبدأ العائلة الواحدة المتضامنة. فلسطين أولاً فبعد أشهر قليلة من الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة انصرف اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى مسيرة البناء الوطني ودعم الإخوة والأشقاء العرب. وكان الشيخ زايد بن سلطان "رحمه الله" من أكثر الداعمين للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، ولا ينسى التاريخ وقفة الشيخ زايد الخالدة إلى جانب انتفاضة الأقصى، حتى وهو يرقد على فراش المرض، حيث تبرع سموه بمبلغ 30 مليون درهم لأسر ضحايا انتفاضة الأقصى. وتعد ضاحية الشيخ زايد بمدينة القدس التي نفذتها ومولتها هيئة الهلال الأحمر بدولة الإمارات مشروعاً حيوياً بارزاً في الأراضي الفلسطينية ضمن سلسلة المشاريع الإنشائية التي تقيمها الهلال الأحمر في فلسطين. ويأتي مشروع ضاحية الشيخ زايد في القدس الذي تكلف نحو 15 مليون درهم ضمن سلسلة من هذه المشاريع أبرزها مشروع اعمار مخيم جنين الذي تكلف إنشاؤه نحو مائة مليون درهم إلى جانب بناء مدينة الشيخ زايد في غزة بتكلفة بلغت نحو 220 مليون درهم ومدينة الشيخ خليفة في رفح والحي الإماراتي في خان يونس، إضافة إلى العديد من المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية ومراكز المعاقين التي انتشرت في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية. وعلى مسافة ليست ببعيدة عن المسجد الأقصى الشريف وفي منطقة تسمى "بيت حنينا" احد أحياء القدس دخلت الهلال الأحمر في مشروع بناء ضاحية سكنية أطلق عليها "ضاحية الشيخ زايد" لتبني 58 شقة في مبان على أحدث طراز معماري وتوزعها على أعضاء جمعية المعلمين في الحي المقدسي. الخليج في القلب وفي عام 1981 ترأس الشيخ زايد بن سلطان قمة الإعلان عن ميلاد مجلس التعاون الخليجي من دول الخليج العربية الست. وقدم صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضين لدولة البحرين بقيمة 160 مليون درهم لتمويل المشروعات الكهربائية والصناعية. وفي عام 1972 قرر سموه مساعدة اليمن بإنشاء إذاعة صنعاء، وفي عام 1974 قدم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مبلغاً إضافياً قدره مليون وسبعمئة وعشرة آلاف دولار لتكملة مشروع الإذاعة والتلفزيون في اليمن. وبتوجيهات من الشيخ زايد قدمت دولة الإمارات مساعدة عاجلة وقدرها 3 ملايين دولار لتخفيف آثار الفيضانات والسيول التي اجتاحت جمهورية اليمن في التسعينيات من القرن الماضي. وحضر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الاحتفال الذي أقيم بمناسبة وضع حجر الأساس لطريق صنعاء - مأرب والذي بلغت تكاليف إنجازه 187 مليون ريال يمني على نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة. مصر والدم العربي وقد ترك الشيخ زايد أثراً طيباً في مصر، حيث تعددت على ضفاف النيل مشاريع كثيرة منها، بناء عدد من المدن السكنية السياحية واستصلاح عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية وإقامة العديد من القرى السياحية وتقديم الدعم المادي للمراكز والمستشفيات الطبية. وفي العام 1990 تبرع سموه في الاحتفال التاريخي العالمي الذي أقيم في أسوان بجمهورية مصر العربية بمبلغ عشرين مليون دولار وذلك لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة. وفي عام 1973 كان موقفه التاريخي الذي لن يمحى من الذاكرة العربية، حين قال "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي" وهو شعار كثيراً ما ردده العرب حرفياً على لسان صاحبه ولأكثر من ثلث قرن. اهتمام بالمغرب وأراد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن تتجاوز العلاقات بين الإمارات والمغرب حدود المألوف، فكانت مبادراته المتتالية التي مثلت الدافع القوي لكي تنهض هناك عشرات المشاريع الشامخة أمام الأعين وهى تحمل اسم " زايد ". ومن بين هذه المشاريع، مؤسسة الشيخ زايد العلاجية وتطوير مركز " مريم " الخاص برعاية الطفولة وإنشاء وحدات سكنية متكاملة. وفي العام 1976 م قدم صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً بقيمة 40 مليون درهم لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة المغربية. السودان وباكستان وشكلت مساعدات ومكارم الشيخ زايد بن سلطان إلى السودان أبرز ملامح العطاءات الخيرية، حيث تبرع بمبلغ 50 ألف دينار بحريني لإنشاء كلية الطب ومستشفى ناصر بمدينة ود مدني السودانية، كما تبرع رحمه الله بمبلغ 3 ملايين دولار أميركي لحل مشكلة العطش في السودان. وقدم صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً بقيمة 5,16 مليون درهم لمشروع التنمية الريفية في منطقة دارفور بغرب السودان. وفي عام 1999 وصلت إلى الخرطوم طائرة الإغاثة الثانية لمساعدة المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت ولاية دنقلا السودانية وعلى متنها 40 طناً من المساعدات الغذائية. وفي الباكستان يمثل اسم " زايد " القاسم المشترك بين دعوات المحتاجين والفقراء وتضرعاتهم للمولى " عز وجل " فلم يبق منهم أحد لم تمتد إليه الأيادي البيضاء لزايد الخير، فها هي مدن كراتشي ولاهور وبيشاور تقف شامخة مزهوة بالمراكز الإسلامية الثلاثة التي أقامها سموه لنشر الثقافة الإسلامية والعربية بين أبناء باكستان الشقيقة. ومن المشاريع التي أقيمت، إضافة إلى هذه المراكز، تمهيد وتوسيع الطريق الجبلي من مدينة خاران وبناء مسجد دالي وحفر آبار المياه، وبناء المساجد والمدارس والمساكن، إضافة إلى تقديم المساعدات الطبية والمنح الدراسية وتقديم المساعدات العاجلة لضحايا الزلازل والفيضانات وتستمر الأعمال الخيرية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في دعم دول العالم، ففي عام 1982 تبرع الشيخ زايد بمبلغ وقدره 500 ألف دولار لمشروع مبنى الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة في كراتشي. ومنح صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً بقيمة 40 مليون درهم لتمويل مشاريع إنمائية في بنجلاديش. دعم المنظمات العالمية واستحوذ دعم المنظمات الدولية والإسلامية، على حيز مهم من جهود الشيخ زايد بن سلطان، يرحمه الله، فبعد قيام الاتحاد تبرع بمبلغ 50 ألف دولار لدعم أنشطة منظمة "اليونيسيف " في برامجها الهادفة لمساعدة الطفولة. وتبرعت دولة الإمارات بمبلغ وقدره 424 ألف دولار لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي و100 ألف دولار لصندوق رعاية الطفولة "اليونيسيف" و54 ألف دولار لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. أعلن رحمه الله زيادة رأس مال صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي بمقدار أربعة أضعاف ليصل إلى 500 مليون دولار. وفي العام 1974 قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة دفعة مالية جديدة للبنك الإسلامي للتنمية بلغت 10 ملايين دينار إسلامي ليرتفع مجموع مساهمات الدولة في البنك إلى 110 ملايين دينار. وقدمت دولة الإمارات قرضاً من دون فوائد إلى منظمة اليونسكو تبلغ قيمته مليونين و400 ألف دولار. وفي العام 1982 منح صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً لمنظمة دول حوض نهر السنغال قيمته 259مليون درهم. مساعدات عالمية متنوعة ولم تتوقف المشاريع الخيرية في العالم الإسلامي وحسب بل شملت حتى دول العالم المتقدم ففي عام 1992 تبرعت دولة الإمارات بخمسة ملايين دولار لصندوق إغاثة الكوارث الأميركي لمساعدة منكوبي وضحايا إعصار اندرو الذي ضرب ولاية فلوريدا الأميركية. وتبرعت دولة الإمارات بعشرة ملايين دولار لمساعدة شعب البوسنة والهرسك على تجاوز محنته. وتم التوقيع على الاتفاق لإقامة مطبعة إسلامية في العاصمة الصينية بكين بمنحة من الشيخ زايد لدعم أنشطة المسلمين الصينيين ونشر الدعوة الإسلامية بتكلفة 3,1 مليون درهم، كما تبرع بنصف مليون دولار لدعم جمعية الصداقة بين الإمارات والصين. وفي عام 1999 وبتوجيهات من الشيخ زايد رحمه الله غادرت مطار أبوظبي طائرة إغاثة متوجهة إلى اليونان لمساعدة المتضررين من الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من البلاد. في عام 2000 بدأت جمعية الهلال الأحمر في توزيع الأضاحي بجمهورية أنجوشيا على النازحين الشيشان، وتأمر قرينة الشيخ زايد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الرئيسة الفخرية للجنة النسائية لجمعية الهلال الأحمر، بإنشاء صندوق خاص بالأمهات اللاجئات وتتبرع بمبلغ 300 ألف دولار دعماً للصندوق. وبتوجيهات من الشيخ زايد قدمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية 145 طناً من المساعدات الغذائية للمتضررين من المجاعة التي اجتاحت منطقة القرن الأفريقي. وبتوجيهات من الشيخ زايد قرر مجلس الوزراء تقديم مساعدة عاجلة بقيمة 100 ألف دولار لمنكوبي الزلزال الذي ضرب بجواتيمالا. إعمار لبنان ودعم سوريا كما اهتم بمساعدة دول مثل لبنان من خلال مبادرته بنزع الألغام التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي للجنوب وعلى نفقته الخاصة وكذلك اهتم بأن تقوم الإمارات بدور فاعل في عملية إعادة بناء لبنان بعد الحرب، فقدمت الدولة المساعدات المالية والهبات والقروض للمشاريع الحيوية والتنموية. كما وقع صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي في دمشق ثلاث اتفاقيات مع سوريا لتمويل ثلاثة مشاريع صناعية بقيمة 911 مليون درهم. تقدير دولي ولقيت أعمال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” أصداء كبيرة في المحافل الدولية والمنظمات الدولية تقديراً لجهوده ومبادراته التي شملت العديد من أقطار العالم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©