الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد.. مواقف شجاعة في نبذ الإرهاب والتطرف

زايد.. مواقف شجاعة في نبذ الإرهاب والتطرف
19 أغسطس 2011 01:13
اتخذ زايد مواقف ثابتة وشجاعة تجاه رفض وإدانة ظاهرة الإرهاب بكل أشكاله وصوره ومصادره، وأكد دعمه الكامل للجهود الدولية والإقليمية لمكافحة هذه الظاهرة التي لا تمثل الإسلام وسماحته، والذي اعتبرها عملاً بغيضاً من وجهة نظر الإسلام والأديان السماوية، وعدواً لدوداً للإنسانية جمعاء. ودعا زايد، دوماً، إلى التسامح والتراحم في العلاقات الإنسانية بين الشعوب وأكد، في أكثر من موقف، أن الدين الإسلامي لا يعرف العنف والبطش الذي يمارسه الإرهابيون الذين يدّعون الإسلام زوراً، وأن الإسلام هو دين المحبة والغفران والتسامح والرأفة، وأن المسلم لا يجوز أن يقتل أخاه مسلماً كان أو غير مسلم. ودعا ، في كلمة وجهها إلى رجال الدين وأهل العلم في العالم العربي والإسلامي يوم 22 مارس 1993 إلى التصدي لظاهرة التطرف الديني الذي يرفضه الإسلام، وتوعية الشباب بمبادئ الدين الحق الذي يدعو إلى التسامح والتراحم ويرفض قتل المسلم لأخيه المسلم. وقال في رسالته.. “إن الواجب يحتم على أهل العلم أن يبينوا للناس جوهر الإسلام ورسالته العظيمة بأسلوب يليق بسماحة الدين الحنيف، الذي يحث على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يستجيب الناس ويواجهوا الإرهاب باسم الدين والقتل باسم الدين”. وأكد، في لقائه مع الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في 11 نوفمبر 1993 بأبوظبي، أن الإسلام دين رحمة وتسامح وغفران وتفاهم وتقارب بين البشر ومعاملة بالتي هي أحسن، وأن الدين الإسلامي لا يعرف العنف والبطش الذي يمارسه الإرهابيون الذين يدّعون الإسلام زوراً، وباسم هذا الادعاء يذبحون إخوانهم وأهلهم للوصول إلى أهدافهم المغرضة تحت شعار الدين، في سلوك مشين، والإسلام منهم براء. ونبذ الشيخ زايد، انطلاقاً من روح التسامح التي يؤمن بها، ظاهرة التطرف الديني. وأكد في لقائه مع عدد من السفراء الجدد يوم 29 مارس 1988.. “إن البشرية لها قيمة عظمى عند الله سبحانه وتعالى، ويجب أن تُعامَل بما أراده الخالق لها من خير ورفاهية، وان الإسلام يكرم الإنسان لأن المولى عزّ وجلّ كرّمه، وانه يعتبر النفس البشرية أمانة يجب ألا تُهان أو تُذلّ أو تُعامَل بدون عدالة أو بدون حقّ، وأن قتْل النفس البشرية بغير حقّ يعتبر ذنباً عظيماً لأن من قتل نفساً بدون حقّ كمن قتل البشرية كلها” ويضيف.. “إن الدين الإسلامي يعامل جميع البشر على السواء، لا فرق بين مسلم وغير مسلم، وان الله سبحانه وتعالى، عندما بعث نبيّه سيّد المُرسَلين محمداً صلى الله عليه وسلم، أمره بأن يجادل بالتي هي أحسن، وأنه لو كان فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حوله”. وكان الشيخ زايد قد أجرى، إثر الهجمات الإرهابية التي وقعت في نيويورك، اتصالاً هاتفياً في 17 سبتمبر 2001 مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، أكد فيه موقف دولة الإمارات الثابت في رفض الإرهاب بكل صوره وأشكاله، قائلا.. “إن الإرهاب بغيض من وجهة نظر الإسلام والديانات السماوية الأخرى، وهو عدو لدود للإنسانية جمعاء” وشدد على أن هذه الأعمال الإجرامية تستوجب تضامن المجتمع الدولي لمحاربتها والقضاء عليها واجتثاثها أينما كانت، وأكد على أن التضامن الدولي ضد الإرهاب يجب أن ينطلق من مبادئ ثابتة لا تكيل بمكيالين، وأن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي العمل أيضاً، وفى الوقت ذاته، وقف أعمال الإرهاب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكي لا تشعر شعوب العالم بالظلم والإجحاف. ووجّه الشيخ زايد رسالة مباشرة إلى قادة حلف الأطلسي أكد فيها موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الواضح والثابت تجاه الإرهاب، وإدانته، بكل شدة، العمل الإرهابي والإجرامي الذي وقع في الولايات المتحدة الأميركية وذهب ضحيته آلاف القتلى والجرحى من الأبرياء. وقال إن دولة الامارات تدين أعمال الإرهاب في كل مكان، بما في ذلك الإرهاب المستمر الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي يومياً في الأراضي الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني الأعزل. و في حديث مهم في 6 أكتوبر 2003 قال.. “حاشى لله أن تكون روح الإرهاب إسلامية أو أن يكون جسده عربياً”. وقال.. “هذا ظلم للإسلام. على الذين يرددون هذه المزاعم والاتهامات على هواهم وبدون براهين، أن يعودوا إلى القرآن الكريم. نحن نقبل كلام الذين يقرأون كتاب الله، أما الاتهامات التي تُوجَّه بدون أساس لعباد الله، فهي غير مقبولة”. ويضيف.. “إن الإسلام ينبذ الإرهاب والاعتداء على البشر في كل مكان.. يستحيل على المسلم والعربي أن يقوم بإرهاب البشر. إن الضغوط التي تُمارَس على العالم العربي لا تُرضي الله أو رسوله أو العرب والمسلمين، وعلى الذين يتهمون الإسلام والعرب والمسلمين بالإرهاب ويتطاولون، عليهم أن يحددوا لنا من هو الإرهابي.. هل هم المسلمون أم من يعتدي عليهم وعلى النساء والأطفال والمسنين والعجزة. إن كلام الله موجود وهو لا يحل للمسلم أن يسمح له بان يكون إرهابياً.. وعلى هؤلاء أن يعلموا أن المسلمين يتصدون لأي شخص ينتمي للإسلام بينما هو يرتكب في الوقت ذاته أي أعمال تُرهب البشر. إن الإرهابي هو عدو الإسلام والبشر، بينما المسلم صديق للبشر وأخ للمسلمين وغير المسلمين، لان الإسلام دين رحمة في الأرض ودين تسامح”. كما قال في آخر كلمة، قبل رحيله، وجّهها للأمة في الأول من ديسمبر 2003.. “إننا نؤكد أن لا الشرائع السماوية ولا القانون الدولي ولا شرعة حقوق الإنسان، تعطي أي مبرر لممارسة الإرهاب، وأن أية محاولة لاستخدام الدِّين لتبرير هذه الأعمال محاولة خاطئة من أساسها لأنها تنافي كل الأسس والمبادئ والقيم والتعاليم الدينية والإنسانية”. وأضاف.. “إننا نرفض بكل شدة الدعوة إلى الكراهية والعنف ونشر الفرقة بين شعوب العالم، وسنواصل طريقنا في دولة الإمارات للمحافظة على مجتمعنا المتجانس والموّحد المتمسك بقيمه وتراثه والمنفتح على العالم والمتفاعل مع ثقافاته وإبداعاته”. واقترن النهج القومي الإنساني الأصيل لزايد بمواقف مشهودة تمثلت في نصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية، ومساندة قضايا الحق والعدل في العالم. وامتدت أياديه البيضاء لتعطي بسخاء في ساحات العمل الإنساني والخيري، والوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في حالات الأزمات والكوارث الطارئة التي تمر بها للتخفيف من وقعها على شعوبها، إيماناً منه .. “إن خير الثروة التي حبانا بها الله يجب أن ينعم بها أصدقاؤنا وأشقاؤنا”، ولقناعته بأن “هذه هي حقوق الله على عباده، وهذه هي تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©