إعداد: محمد عبدالرحيم:
أصبحت مواقع الوظائف على الانترنت تمثل وبشكل مستمر نقاطاً ساخنة يستهدفها لصوص الهوية الشخصية· فقد ذكر مكتب التحقيقات الأميركي (اف بى آى) في يوليو الماضي أنه يحقق في سلسلة متنوعة من القضايا التي تتضمن تهجماً على مواقع الوظائف على الانترنت· وفي أحد السيناريوهات لاحظ المكتب أن المجرمين درجوا على استغلال المعلومات الشخصية التي يحصلون عليها في السير الذاتية المنشورة على مواقع طلب الوظائف في الانترنت من أجل التقدم بطلبات لاستخراج بطاقات ائتمانية مزيفة وقروض بنكية بأسماء الباحثين عن المهن والوظائف· وفي أنواع أخرى من هذه الحوادث يعمد المجرمون الى إرسال بريد الكتروني الى الباحث عن الوظيفة يزعمون فيها أنهم من طرف شركة للتوظيف أو شركة تطلب الحصول على تفاصيل شخصية لمرحلة ما قبل التوظيف قبل استغلال هذه المعلومات في سرقة الهوية·
وكما ورد في صحيفة ''الوول ستريت جورنال'' مؤخراً ذكرت مارجريت ديفيس 36 عاماً من شيكاغو أنها وقعت ضحية لمثل هذه الممارسات في عام 2001 بعد أن تقدمت بطلب لمنصب مهني في أحد موقع الوظائف وتبادلت الرسائل بالبريد الاليكتروني والاتصالات الهاتفية مع أحد الأشخاص كانت تعتبره يمثل أحد وكالات التوظيف قبل أن تكتشف لاحقاً أن رقمها الخاص بالضمان الاجتماعي قد تمت سرقته واستغلاله في اختلاس مبلغ 3600 دولار من حسابها على الانترنت عبر شراء معدات اليكترونية من أحد محال البيع بالتجزئة، على أن مشكلة سرقة الهوية في أغلب الأحيان ليست سهلة الحل على الرغم من أن اتباع أساليب الوقاية يمكن أن توفر الكثير من الأموال والوقت، فعندما يضع الشخص سيرته الذاتية على الانترنت لا بد من التأكد من خلوها من المعلومات الشخصية حيث إن بعض مواقع التوظيف درجت على السماح للمستخدمين بالبحث عن ''صندوق'' يعمل على ''تخبئة'' المعلومات الخاصة بالاتصال بحيث يستخدمها أرباب العمل بشكل حصري·
ويوصي بام ديكسون المدير التنفيذي لمنتدى الخصوصية العالمية مجموعة البحوث المتخصصة في المصالح العامة في سان دييجو ضرورة الاحتفاظ بالاسم والعنوان وتاريخ الميلاد ورقم الهاتف مخبأة وعدم وضع أي معلومات أخرى قد تساعد المجرم على فتح حساب مصرفي أو حساب للزبائن في أي متجر وطالما أن هذه الأساليب الاحتيالية أصبحت معروفة للقائمين على إعلانات البحث عن الوظائف بات يتعين علي الباحث عن وظيفة أيضاً عدم الافصاح عن المعلومات الشخصية في طلبات الوظائف التي تتقدم بها لأرباب العمل المحتملين كما تقول ديكسون، وبالإضافة لذلك لا يجب الكشف أبداً عن هذه المعلومات بواسطة البريد الاليكتروني أو الهاتف·
وربما يطلب منك هؤلاء المحتالون عبر مقابلة مزيفة نسخة من رخصة السياقة أو جواز السفر على ادعاء أنها سوف تساعد على تسريع عملية النظر في الطلب· إلا أن أرباب العمل لا يجب عليهم طلب مثل هذا النوع من المعلومات والوثائق قبل الاجتماع بك شخصياً، كما تقول ديكسون، وفقاً إلى جون كين المدير بالوكالة لمركز الشكاوى من جرائم الانترنت في فيرمونت في ويست فرجينيا الذي يموله مكتب التحقيقات الفيدرالي فهنالك أسلوبان معروفان أولهما يتمثل في الطلب من الباحثين عن الوظائف إكمال طلب خاص بالخلفية الشخصية للمتقدم للوظيفة أو بفتح حساب للإيداع المباشر على زعم أن الشركة ستستخدمه بعد التوظيف·
لذا فإن كين ينصح بعدم الموافقة على تحرير مثل هذا الطلب ولا الشروع في فتح حساب مباشر إلا بعد الانتهاء من إجراءات التوظيف· وعندما يتم الاتصال بإحدى الشركات تأكد دائماً من أنها شركة قانونية وشرعية· فهنالك العديد من مواقع الويب المساعدة مثل موقع Lookstoogood to letrue. com الذي ترعاه هيئة انفاذ القوانين الفيدرالية وموقع scam. com الموقع الاجتماعي في الانترنت المعني بكشف الجرائم· وإلى ذلك فإن شيلي كارديناس 51 عاماً بعد أن طرحت سيرتها الذاتية في أحد المواقع المعروفة لطلب الوظائف، تلقت رسالة بالبريد الاليكتروني تعرض عليها وظيفة مالية على الرغم من أنها لم تتقدم بطلب لهذه الوظيفة بالذات، وعندما بحثت عن اسم الشخص الذي تلقت منه الرسالة في موقع جوجل لم تجد اسماً كهذا يعمل في الشركة المعنية·· وعندما تشككت في الأمر طرحت شكواها في موقع scam. com الذي قام بدوره بتبادل الرسائل الاليكترونية معها والخاصة بالتحقيق في المسألة، وحتى إذا ما كانت الشركة التي تتصل بك من أرباب العمل المعروفين فلا تعتقد بأنك في أمان من عمليات الاحتيال، فقد اعتاد المجرمون على استنساخ واستخدام مواقع الويب الخاصة بالشركات وتزييف عملية الاتصال ومن ثم الحصول على المعلومات المطلوبة كما تقول ديكسون·
وعلى الرغم من أن موقع الويب قد يبدو يتمتع بالمصداقية فلابد أن تعمد إلى إجراء عملية بحث في الانترنت عن الشركة حتى تتأكد من أن عنوانها الرسمي يطابق ذلك الذي منحك اياه رب العمل الذي يدعي الرغبة في توظيفك ·
عدد اليوم
