الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مسارات»..لوحات ترصد تقاليد الطباعة الحجرية في الهند وباكستان

«مسارات»..لوحات ترصد تقاليد الطباعة الحجرية في الهند وباكستان
4 سبتمبر 2014 21:00
للمرة الأولى في الدولة، يحتضن متحف الشارقة للفنون في الفترة من الـ 10 وحتى الـ20 من الشهر الجاري، معرضاً فنياً بعنوان «مسارات»، يستعيد اختبار تجارب وتقاليد الطباعة الحجرية وأساليبها المختلفة في كل من الهند وباكستان بين القرنين الـ 19 والـ21، ملقياً الضوء على ملامح هذا الفن المتميّز وانعكاساته في شبه القارة الهندية، وقارئاً أهم مراحل تطوره تاريخياً وعالمياً. ارتحال عبر الزمن المستكشف لهذا المعرض النوعي لا بد له من الارتحال عبر الزمن في عمق التراث الهندي، في سبيل فهم هذا الفن المتجّذر في الثقافة والحضارة الهندوستانية، وتشير إلى هذا الارتباط الطويل الدكتورة بولا سينجوبتا، القيّمة والمسؤولة عن فعاليات معرض «مسارات»، وتقول «في بلاد الهند لطالما كانت الحروف والكلمات في جميع كتب التراث والتاريخ تشّكل وتطبّع آنذاك بالحرف النحاسي المسبوك، مرتقية بأدواتها ومتطورة من مرحلة لأخرى لتصل فيما بعد لمستوى الطباعة الحجرية، والتي تميّزت بدقتها وسرعتها وقدرتها الكبيرة على طبع الصور، خاصة في أقاليم مثل البنجاب، لاهور، كالكتا، ما أسهم في انتشار المطابع الحجرية في هذا الجزء من العالم خلال القرن التاسع عشر خاصة، لتصبح كالكتا وحدها مالكة لأكثر من 200 مطبعة حجرية، حيث مرت عملية الطباعة بعد ذلك بأساليب أخرى إلى حين ظهور أوائل الصحف المطبوعة وإنشاء المطابع الصحفية، والتي كان لها الفضل الأكبر في توطيد العلاقات بين العرب والمسلمين من جهة وبين الشعوب الهندية من جهة أخرى، أثمرت فيما بعد عن طباعة الكثير من كتب التراث العربي ومؤلفات الأدب والفقه وخلافه، بحيث تجاوزت مطابعها أحياناً حاجز أربعة آلاف كتاب في المطبعة الواحدة». مزج الثقافات لأن الإمارات نافذة المنطقة المشرقة على الصعيد الإقليمي والدولي، وكون نسبة كبيرة من جاليات جنوب آسيا بوجه خاص تعيش في كنفها، فقد وقع الاختيار عليها تحديداً لتكون حاضنة «مسارات» للطباعة الحجرية، لتكون هي الشاهد على طبيعة العلاقات التي كانت تحكم بين بلاد الهند والشرق الأوسط، والتي عززت بدورها من دور الطباعة الحجرية وطبعت آلاف المصادر وأمهات الكتب العربية، ناقلة إلى العرب ملامح التراث والحضارة الهندية، مذوبّة الحدود الجغرافية ومازجة بين ثقافات الشعوب وآفاقهم الإنسانية. وحول أهمية هذا المعرض الفني المميّز، تقول سينجوبتا «هذا الحدث الفني يشّكل فرصة نادرة لابد من اقتناصها، كونه سيفتح أمام الجمهور عالماً مدهشاً من فنون الطباعة الحجرية في بلاد الهند وباكستان، ويمنحهم ميزة اختبار فحوى تقاليد هذا الفن العريق بمدارسه ومراحله وأدواته كافة، كما سنركز من خلال «مسارات» على كيفية توظيف تلك الأدوات التقليدية للطباعة مع التقنيات المعاصرة، بحيث نبني في نهاية المطاف أعمالاً فنية وإبداعية، تعتمد في عناصرها على مجموعة من الصور والكلمات والعبارات المكتوبة وفق نمط فني خلاق ومحّفز للأفكار، يعكس في إطاره العام مشاهد مجتمعية وعصرية لسمات الشعوب والحضارات». وتضيف «تأتي باكستان بتاريخ طويل آخر في مجال الطباعة الحجرية، توارثت أصوله وتقاليده العريقة عبر الأجيال، ليزدهر هناك أيضاً هذا الفن البديع وينتشر، وتطبع من خلاله آلاف الصحف والكتب، وفي الحقول والتخصصات كافة، معتمدة في مضمونها على عمق التاريخ المشترك بين هذين البلدين». 150 لوحة أبدعها 20 فناناً يعرض «مسارات» المرتقب للطباعة الحجرية في بلاد الهند وباكستان، أكثر من 150 لوحة فنية مطبوعة، أنجزها أكثر من 20 فناناً ومبدعاً هندياً وباكستانياً، حيث تم جمع هذه الأعمال الإبداعية من باب الاستعارة، ومن مؤسسات فنية ومنظمات أكاديمية، إلى جانب هواة جمع التحف والأنتيكات. وستضم فيما بينها أيضاً أعمالاً أصلية قيّمة، يعود تاريخها إلى أوائل القرن التاسع عشر، إضافة إلى لوحات أصلية أخرى موقعة بأنامل فنانين معاصرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©