الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التجارة الحرة» مع كوريا الجنوبية... هدف مؤجّل

«التجارة الحرة» مع كوريا الجنوبية... هدف مؤجّل
14 نوفمبر 2010 21:30
على رغم جولات المفاوضات العديدة المكثفة التي جرت بين المسؤولين الأميركيين ونظرائهم الكوريين الجنوبيين، أخفقت أميركا في إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع حليفتها كوريا الجنوبية يوم الخميس الماضي. وبذلك حرم أوباما من تحقيق صفقة كان يأمل في أن تكون ضربة بداية موفقة لقمة مجموعة الـ20 التي عقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين. ولكن أعرب أوباما عن أمله في عقد الاتفاقية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كما أعرب أوباما عن ثقته في توصل قادة كبرى الدول الـ20 الصناعية إلى توافق واسع للآراء حول تسوية خلافاتهم التجارية عبر قمة سيؤول التي انتهت يوم الجمعة الماضي. وعلى رغم وجود خلافات حقيقية وكبيرة بين قادة الدول هذه بشأن المشاكل الخاصة باقتصادات بلادهم، فلا يزال أوباما متمسكاً بإيمانه بمشاركتهم له قناعته الشخصية القائلة بأهمية ازدهار الاقتصاد الأميركي لازدهار وتقدم الاقتصاد العالمي. تأكيداً منه لهذه القناعة قال أوباما: "لا أعتقد أن هناك من يعترض على قناعة هؤلاء القادة الدوليين بأنه ليس في مصلحة الاقتصاد العالمي أن يتباطأ نمو الاقتصاد الأميركي بأية حال". غير أن آمال أوباما لم يكن سهلاً تحققها كما أراد خلال قمة يومي الخميس والجمعة الماضيين التي عقدها قادة مجموعة الـ20 في العاصمة الكورية سيؤول. فقد كان بينهم كثير من الخلافات بشأن الكيفية التي يجب بها أن يحفز النمو الاقتصادي في دولهم، إلى جانب الإسهام الوطني في دفع نمو الاقتصاد العالمي وتسريع تعافيه من تأثيرات الأزمة المالية الاقتصادية الأخيرة في ذات الوقت. وبدلاً من تحقيق تطلعات أوباما وآماله في قمة العشرين هذه، كان قادة الدول المؤتمرون أكثر قرباً من التوصل إلى صياغة بيان ختامي مشترك، يضع المعايير العامة لتقييم التوازن التجاري بين الدول، على حد تصريح أحد المسؤولين الأميركيين. ومهما يكن، فلا شك أن الإخفاق في التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة مع سيئوول، يؤثر سلباً على حجج أوباما القائلة بأن لانعدام التوازن التجاري وفي أسعار العملات بين الدول، تأثيراً عكسياً على سرعة تعافي الاقتصاد العالمي كله. وعقب لقائه بنظيره الكوري الجنوبي لي ميونج-باك مباشرة، عبّر أوباما عن رأيه هذا خلال مؤتمر صحفي عقده في سيؤول بقوله: "إن أهم ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة للاقتصاد العالمي هو أن تسرع نموها الاقتصادي، طالما لا تزال أميركا أكبر سوق عالمي، ومحركاً دافعاً لنمو الاقتصاد العالمي. ويقيناً فإن دولاً لا تزال قادرة على التصدير للأسواق العالمية بثقل ملحوظ مثل ألمانيا، تستفيد كثيراً من انفتاح السوق الأميركية وشراء المستهلكين الأميركيين لمنتجاتها وصادراتها. وينطبق هذا الأمر على جميع الدول الأعضاء في مجموعة الـ20». واستطرد أوباما في القول: ولكن يصعب الاستمرار في القيام بهذا الدور، إذا ما ظهرت على السطح مجدداً اللاتوازنات التجارية الكبيرة بين الدول، مع العلم أن لهذه الأخيرة دوراً كبيراً في الأزمة المالية الاقتصادية التي مررنا بها جميعاً. وأثناء وقوفه إلى جانب نظيره الكوري الجنوبي في المؤتمر الصحفي الذي عقداه معاً، لم يشر أوباما إلى سيؤول باعتبارها طرفاً يخل بالتوازن التجاري مع بلاده. غير أن الرئيس "لي" أجاب عن سؤال وجهه إليه أحد الصحفيين فيما يتعلق بسير العلاقات التجارية بين واشنطن وسيؤول في اتجاه واحد بقوله: "إن الأمر الوحيد الذي أود توضيحه للمستهلكين الأميركيين هو عدم وجود أي مشكلة تتعلق بالتوازن التجاري عندما تتحدث واشنطن عن علاقاتها التجارية مع سيئول". واستطرد "لي" في توضيحه بالقول: إن الرسوم الأميركية الخفية هي التي تتسبب بانعدام توازن تجاري في هذه العلاقة تبلغ تكلفته السنوية حوالي 8 مليارات دولار". وعقب الاجتماع المشترك بين أوباما و"لي" علق أحد المسؤولين الكوريين الجنوبيين بالقول إن "لي" قد اتخذ موقفاً تفاوضياً حصيفاً مع أوباما. ومن جانبه قال "ون هي-رايونج"، الأمين العام لحزب كوريا الجنوبية الوطني الحاكم: "ليس من الواجب علينا تقديم تنازلات لا ضرورة لها، استجابة للضغط الزمني". ومن الجانب الأميركي، قال رون كيرك -الممثل التجاري الأميركي في مفاوضات سيئول- "إن من حق المسؤولين الحكوميين الدفع باتجاه التوصل إلى أفضل اتفاق ممكن مع الطرف الكوري. ولكن في الوقت ذاته كان أوباما واضحاً جداً في دعوته إلى انفتاح أسواق كوريا الجنوبية أمام بضائعنا وصادراتنا، بقدر ما تنفتح أسواقنا أمام منتجاتهم وصادراتهم". يذكر أن مبيعات اللحوم والسيارات كانت محل خلافات كبيرة بين واشنطن وسيئول. وقبل انعقاد قمة مجموعة الـ20 الأخيرة، كان من رأي دعاة اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين أن المفاوضات تمضي على ما يرام، وأن هناك تفاهماً بين الطرفين المتفاوضين على ضرورة عقدها. فمن رأي السيناتور الجمهوري بيتر روكسام -الرئيس المشارك للجنة ثنائية حزبية تابعة للكونجرس مكلفة بالعمل لعقد اتفاقية التجارة الحرة بين أميركا وكوريا الجنوبية- أن هناك أهمية كبيرة لتعزيز علاقاتنا مع حليفتنا الديمقراطية كوريا الجنوبية، وأن أهمية هذه العلاقات لا تقتصر على حفز نمو الاقتصاد الأميركي فحسب، بل تسهم في جعل كوريا الجنوبية قوة إقليمية موازية وفاعلة في مواجهة تنامي نفوذ الصين في المنطقة. وفي الساحة التجارية بالذات، فإن عدم إحراز تقدم فيها، لا يعني شيئاً آخر سوى تراجعنا اقتصادياً". وأوضح السيناتور روكسام أن سيؤول وقعت اتفاقية للتجارة الحرة قريباً مع الاتحاد الأوروبي، وأنه على واشنطن ألا تسمح بابتعادها أو عزلتها عن هذه السوق الكورية الجنوبية النامية. كريستي بارسونز - وإيثان كيم سيئول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©