بنما سيتي - وكالات: وافقت بنما أمس الاول على توسيع القناة التاريخية بالبلاد بفارق هامش كبير وفقا للنتائج الاولية لاستفتاء راقبه المجتمع الدولي عن كثب· وقالت اللجنة المركزية للانتخابات بالبلاد إنه مع فرز 9ر10 في المئة من الاصوات فإن معسكر ''الموافقين'' يتصدر بفارق يقارب أربعة إلى واحد وهو ما يتماشى مع استطلاعات الرأي التي أجريت في وقت سابق من الاسبوع· وعكرت بعض المناوشات المعزولة بين المؤيدين والمعارضين لعملية توسيع القناة صفو الانتخابات فضلا عن ضعف الاقبال الذي بلغ 40 في المئة فقط· ومن المتوقع أن تصدر النتائج النهائية غدا·
وكان المواطنون أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء الذي يعتقد أن نتيجته ستكون تأييد خطة طموح تبلغ تكلفتها 5,25 مليار دولار لأكبر عملية توسيع لقناة بنما تأمل الحكومة أن تؤدي ألى انتشال البلاد من وهدة الفقر·
وأشارت استطلاعات الرأي التي أجريت قبل الاستفتاء الذي يصوت فيه المواطنون بنعم أو لا إلى أن ثلثي الناخبين يؤيدون المشروع الذي سيزيد طاقة القناة إلى المثلين ويسمح للسفن العملاقة بالمرور بين المحيطين الأطلسي والهادي·
ويقول مؤيدو المشروع إن توسيع القناة وهي إحدى عجائب الدنيا الهندسية وافتتحت عام 1914 سيؤدي إلى خلق عدد كبير من فرص العمل في بنما البالغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة وإلى تنشيط النمو الاقتصادي·
بينما يحذر المنتقدون من أن الخطة يمكن أن تؤدي إلى إفلاس الدولة الصغيرة المحملة بالفعل بأعباء ديون ضخمة والتي يعيش معظم سكانها في فقر إذا زادت التكاليف عن التقديرات·
ويقولون إن هذا العبء سيتحمله دافعو الضرائب كما يحتمل أن يؤدي إلى ضياع أموال المستثمرين·
ووقف الناخبون في طوابير طويلة أمام لجان التصويت في بنما سيتي وسط حرارة خانقة رغم الوقت المبكر·
وتوافد المواطنون الأثرياء في سيارات جديدة لامعة واصطفوا انتظارا للإدلاء بأصواتهم أمام مركز للاقتراع بأحد الأحياء السكنية الراقية ينتظر أن يصل إليه الرئيس مارتن توريخوس للمشاركة في الاستفتاء في وقت لاحق·
وكان الجنرال عمر توريخوس الزعيم الشعبي ووالد الرئيس الحالي قد ساعد في السبعينات في تمهيد الطريق لعودة القناة من الولايات المتحدة إلى بنما·
وقال رجل الأعمال خواكين رودريجيث (48 عاما) الذي ارتدى قميصا أخضر بلون علامة الموافقة في الاستفتاء ''هذا البلد يحتاج لهذا المشروع لينضم إلى العالم الأول·'' وفي ضاحية متواضعة بالجهة الأخرى من المدينة توجه الناخبون للإدلاء بأصواتهم في إحدى المدارس حيث حركت نسمة خفيفة سعف النخيل في الفناء·
وقالت مصففة الشعر بيليندا هرنانديث (20 عاما) التي ارتدت ثوبا أحمر وهو اللون الذي اتخذته حملة رفض المشروع شعارا لها ''صوت برفض الخطة لأنها تكلف أموالا أكثر من اللازم وتكتنفها مخاطر أكثر من اللازم·'' وافتتحت قناة بنما عام 1914 وبلغت تكلفتها 375 مليون دولار ولاقى 25 ألف شخص حتفهم أثناء حفرها·
وشارك في شق القناة وحفرها بالديناميت آلاف العمال وسط تفشي الملاريا والحمى الصفراء القاتلة·
ووفرت القناة على السفن مسافة طويلة كانت تقطعها للدوران حول الطرف الجنوبي لأمريكا اللاتينية في منطقة تكتنفها المخاطر وأصبح يمر فيها نحو أربعة في المئة من تجارة العالم·
لكن الأهوسة في قناة بنما أصغر من أن تتسع لكثير من ناقلات النفط والسفن الحديثة والتي يأتي معظمها من الولايات المتحدة واليابان والصين وشيلي وأصبحت تنتظر فترات أطول مع نمو حركة النقل البحري قبل أن تبدأ الرحلة بين المحيطين التي يبلغ طولها 80 كيلومترا·
وتتضمن خطة توسيع القناة بناء مجموعة أهوسة أوسع وقنوات أعمق وأكبر للدخول تسمح للسفن التي تحمل 12 ألف حاوية بالمرور مقارنة بالسعة الحالية للسفن التي تعبر القناة والتي لا تزيد على أربعة آلاف حاوية·
وحذرت هيئة قناة بنما التي تدير الممر المائي من احتمال تكدس السفن وتعطل حركة الملاحة في غضون سبع سنوات إذا لم يتخذ أي إجراء مما سيعني لجوء السفن إلى جهات منافسة مثل الشبكة الأميركية لنقل الحاويات بالسفن والقطارات·
ويحتاج المشروع الذي يتوقع أن يبدأ عام 2008 وينتهي عام 2014 والذي لن يؤدي إلى توقف حركة الملاحة إلى قروض تبلغ 2,3 مليار دولار أو طرح سندات بهذه القيمة تسدد من دخل القناة بعد زيادة رسوم عبور السفن·
وينتظر أن يؤدي مشروع التوسيع إلى خلق سبعة آلاف فرصة عمل وما يصل إلى 40 ألف فرصة عمل أخرى غير مباشرة·
عدد اليوم
