الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أنجولا تتطلع لاستكشاف النفط في إقليم كاتيندا

24 أكتوبر 2006 00:00
إعداد- محمد عبدالرحيم: في أعقاب التوصل إلى اتفاقيات سلام خلال الصيف بين حكومة أنجولا وعدد من الميليشيات العسكرية الانفصالية، بدأت شركة روك اويل الأسترالية تتوقع الشروع في الحفر عن النفط في هذا الجرف القاري في غضون الأشهر القليلة المقبلة فيما يعتبر أول أعمال الاستكشافات البرية التي يتم تنفيذها في هذا الإقليم منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً· وفيما يبدو فإن شركات النفط الأجنبية أصبحت تتطلع إلى توسعة احتياطياتها وزيادة إنتاجها في الوقت الذي سلطت فيه خطوة شركة روك الأضواء على استعداد شركات النفط للدخول إلى مناطق النزاعات والمخاطر جراء وصول أسعار الخام إلى أعلى مستوياتها التاريخية وبضغط من الحاجة الملحة لتنويع مصادر الإمدادات في الوقت الذي أدى فيه التقدم التكنولوجي في مجال الاستكشاف إلى تحفيز الاستثمارات· وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً فإن اقليم كابيندا بين جمهورية الكونغو وانجولا والأصغر مساحة من تيمور الشرقية، يتمتع بإنتاج بحري من النفط يبلغ 530 ألف برميل يومياً بشكل 38 في المائة من إجمالي إنتاج انجولا ما يجعل هذه الدولة في جنوب الصحراء ثاني أكبر منتج للنفط في القارة الأفريقية مباشرة خلف نيجيريا· أما شركة روك التي تأسست في العام 1996 فقد بدأت أعمال التقييم السيزمائية في أواخر العام الماضي في إقليم كابيندا بعد 30 عاماً من الاضطرابات التي تضمنت اختطاف العديد من عمال النفط الغربيين· وكانت حدة الفوضى والمشاكل قد تقلصت بشكل كبير بعيد انتهاء الحرب الأهلية في أنجولا في عام 2002 إلا أن الخطوة التي اتخذتها شركة روك مؤخراً يمكن أن تعتبر مؤشراً لتدفق الاستثمارات في العمليات البرية في كابيندا بقيادة شركات أميركية مثل مؤسسة اوكسيدينتال بتروليوم وديفون اينرجي بالإضافة إلى شركة النفط الحكومية الانجولية ''سوسيديناشونال دي كومبوستيفيز دي انجولا'' التي تعرف اختصاراً باسم ''سوناجول''· ويذكر أن جميع إنتاج كابيندا البحري ظلت نتيجة مؤسسة شيفرون إلا أنه وعلى الرغم من وجود العديد من المشاكل والعراقيل المحتملة فإن احتياطيات النفط البري مؤهلة للوصول إلى أحجام هائلة كما يقول الخبراء· ووفقاً لخبراء الصناعة أيضاً فإن الاستكشاف في كابيندا كانت قد تمخضت عن اكتشافات مقدرة للنفط في حقبة الستينيات في كلا القطاعين البحري والبري إلا أن التكنولوجيا المتوفرة في ذلك الوقت بالإضافة إلى الاضطرابات والحروب الأهلية أدت إلى اقتصار هذه الأعمال على عمليات الاستكشاف البحري فقط· أما اليوم فإن التقنيات الجديدة أخذت تسمح بعمليات الاستكشاف العميق في مكامن كابيندا المغطاة بالملح مما أدى إلى تحسن الظروف التي تشجع وتحفز الاستثمار في المنطقة· بيد أن عمليات الاستكشاف التي تقوم بها شركة روك موعودة فيما يبدو بمواجهة الآثار السالبة للعديد من المواقف السياسية الكيدية والمتعنتة· ففي عام 1975 عندما اندلعت الحرب الأهلية في أنجولا بعد أن نالت الاستقلال من البرتغال سرعان ما أعلن الانفصاليون في إقليم كابيندا عن رفضهم للانصهار والتكامل مع بقية أجزاء الدولة· ومنذ ذلك الوقت اعتادت الفصائل المتمردة على شن حملات عسكرية من وقت إلى آخر ضد الحكومة بشكل أدى إلى إعاقة وتوقف عمليات الاستكشاف والإنتاج· أما في أغسطس المنصرم فقد وقعت الحكومة الانجولية على اتفاقية شاملة للسلام مع بعض زعماء الميليشيات الانفصالية وعلى رأسها ''جبهة تحرير إقليم كابيندا''· ولكن الاتفاقية سرعان ما واجهت الشجب والانتقادات واعتبرت باطلة من قبل نزيتا تياجو رئيس منظمة ''فليك'' ئج ومن منظمة ''مبالا ياندا'' الأكثر اهتماماً في الدولة بشؤون المجتمع المدني وحقوق الإنسان لعدم دعوتهما للمشاركة في المفاوضات· إلا أن حدة النزاعات قد شهدت تراجعاً ملحوظاً في حقيقة الأمر· على أن شركات النفط العالمية الكبرى ظلت تنأى بنفسها عن الدخول في اليابسة التي تقع إلى ما خلف الساحل لأنها تفضل التركيز على المشاريع البحرية الأكبر حجماً· وبينما نجد أن الحقول البرية في كابيندا تحتوي على احتياطي إجمالي قابل للاسترداد بمقدار مليار برميل إلا أن هذه الحقول صغيرة الحجم وشديدة التنوع ناهيك عن تعرضها المستمر للمخاطر الأمنية· وإلى ذلك فإن الوضع ما زال يتسم بالتوتر في هذا الجرف القاري حيث اعتاد المستخدمون في شركة روك على إجراء الاختبارات السيزمائية تحت أصوات طلقات مدافع المورترز التي يبدو أنها تطلق أثناء التدريبات العسكرية للجيش المحلي· وعلى الرغم من أن وجود دبابة حكومية قرب الموقع يشير إلى بعض التطمينات والاستقرار إلا أن هذا الحضور العسكري نفسه بدأ يثير المخاوف بشأن توفر السلامة والأمن في أداء الأعمال في انجولا· وأشار كارلوس ساتيورينو المدير المسؤول عن التراخيص في شركة سونانجول إلى أنه يعتقد بأن الأمن قد تحقق وساد ربوع الدولة، وأن انهماك شركة روك في أداء عملياتها هنا يعني ''أن الاستقرار بات أمراً حقيقياً على أرض الواقع في كابيندا''· وعلى الرغم من حالة الغموض وعدم وضوح الرؤيا التي تحيط بالإقليم إلا أن عدداً لا يستهان به من شركات النفط الأصغر حجماً قد أعربت عن اهتمامها باقتفاء آثار شركة روك إلى هذا الاقليم· فقد دخلت شركة سوكو انترناشونال البريطانية المستقلة في مفاوضات مع شركة سونانجول للحصول على حصة بمقدار 17 في المائة من امتياز كابيندا الشمالي الذي تدير بشكل رئيسي شركة اوكسيدنيتال الاميركية العملاقة المتعددة الجنسيات· يذكر أن سونانجول قد دخلت في محادثات أيضاً مع اوكسيدينتال لكي تحل مكان هذه الشركة الاميركية كمشغل رئيسي حيث ذكرت سونانجل بأنها حريصة على أن تشهد بدء عمليات الاستكشاف في المنطقة بأسرع فرصة ممكنة إلا أن شركة اوكسيدنيتال التي تمتلك 35 في المائة من الامتياز ما زالت مترددة في الشروع في عمليات الاستكشاف وفقاً لأشخاص لصيقين بالمشكلة· ورفض متحدث رسمي باسم شركة اوكسيدينتال التعليق على خطط الشركة العملياتية في المنطقة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©