الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الأميركية تعاني من نزيف العقول المبدعة

24 أكتوبر 2006 00:01
إعداد - أيمن جمعة: تعاني الشركات الاميركية من أزمة حادة متصاعدة تتعلق بنقص ''الكفاءات التنفيذية'' في مجالس الإدارة وهي المشكلة التي بدأت تشق طريقها إلى وسائل الإعلام تحت شعار ''نزيف العقول المبدعة''· فمنذ عام 1990 وهناك تراجع مطرد في عدد الرؤساء التنفيذيين الذين يشغلون في الوقت نفسه مقاعد في مجالس إدارة شركات أخرى، وهي سياسة معتادة في الاقتصاد الاميركي هدفها الرئيسي توسيع نطاق الاستفادة من الخبرات وبشرط عدم تضارب المصالح· وتظهر الاحصائيات انه من بين أكبر 500 شركة اميركية كان هناك 358 رئيسا تنفيذيا يشغلون مقاعد في مجالس إدارة شركات أخرى عام ،1990 وأن هذا الرقم تقلص إلى 265 فقط في يونيو الماضي· وخلال الست عشرة سنة الأخيرة قلص الرؤساء التنفيذيون التزاماتهم في مجالس إدارات الشركات الأخرى بنسبة 36 %· وهناك شبه إجماع على أن هناك فئة تعرف باسم ''أشخاص موهوبون للغاية'' وتضم مسؤولين متقاعدين ومسؤولين حكوميين ورؤساء مؤسسات ما زالوا يقودون حركة الأعمال الاميركية لكن الرؤساء التنفيذيين يلعبون دورا بالغ الخصوصية والأهمية· وتشير مجلة ''فوربس'' في تقرير بعنوان ''نزيف عقول مجالس الإدارة'' إلى أن السبب الرئيسي لهذه الأهمية أن الرؤساء التنفيذيين هم تقليديا القوة الرئيسية لنشاط وعمل مجالس الإدارة في الشركات الحديثة·· فهم يتمتعون بخبرة مكثفة بأوضاع السوق الحالية وبالقضايا التي تشبه تلك التي يعاني منها رؤساء الشركات الذين يحضرون مجالس إدارتها· ولذا فهم يقدمون مصدرا للخيارات المتميزة التي يتطلع إليها المسؤولون من مجالس إدارة شركاتهم· وعندما يكون الرئيس التنفيذي عضوا في مجلس الإدارة فان الجميع يصغي له باهتمام عندما يطلب على سبيل المثال إعادة النظر في قرار مهم وذلك لأنه ليس موظفا أو مساهما بالشركة مما يجعلنا نفترض انه سيقدم نصيحة ومشورة لا تشوبها مصالح شخصية· وعندما أجري استطلاع للرأي مع أعضاء مجالس الإدارة حول رأيهم من مشاركة الرؤساء التنفيذيين للشركات الأخرى في اجتماعاتهم، فإنهم قدموا تقييما رائعا· والاستفادة متبادلة؛ فالرئيس التنفيذي يستفيد هو نفسه من حضور مثل هذه الاجتماعات حيث أن غالبية الشركات تتعامل مع القضايا نفسها مثل التوسع الدولي وابتكارات الإنتاج وتحسين التقنية··· الخ· وعندما يحصل رئيس تنفيذي على فرصة لمعرفة كيف تتعامل الشركات الأخرى مع هذه القضايا فانه يستطيع أن يكون قائدا أكثر تميزا لشركته· بالطبع لا يوافق الجميع على هذا الرأي فكثير من خبراء الإدارة يطالبون بوضع قواعد تمنع رؤساء مجالس الإدارة من حضور اجتماعات مجالس إدارة الشركات الأخرى أو على الأقل تقليصها إلى أقل عدد ممكن على أساس أن هذه الاجتماعات تلتهم جانبا من الوقت المفترض أن يخصصونه لخدمة شركاتهم· كما يطالب أنصار الشفافية وحسن الإدارة، بأن يبتعد الرؤساء التنفيذيون إلى أقصى حد عن هذه المناصب الإضافية ويقولون إنه عندما يصبح وقت الرؤساء التنفيذيين موزعا على العديد من مجالس الإدارة، فإنهم يفتقدون التركيز المطلوب للمشاركة في نطاق واسع ومتنوع من القرارات الاستراتيجية ويميلون تدريجيا لمجرد إعطاء موافقات سريعة لكي يتسنى للرئيس التنفيذي الإسراع لحضور اجتماع آخر· ويبدو أن الغلبة كانت لهذا التيار خاصة مع الخوف من عمليات الاحتيال أو تضارب المصالح وهي جهود تقول مجلة فوربس إنها تتحرك بدوافع مخلصة لكنها أتت بنتائج عكسية، ''وأصبح هناك عجز في مصدر حيوي للخبرة الحقيقية، بعدما أصبحت الشركات محرومة من كوكبة من أفضل وأكثر المرشحين خبرة ومهارة لوضع الخطط ومراقبة التطبيق·'' وهناك من يطالب الآن بحل وسط يضمن استمرار الرئيس التنفيذي في لعب دور حيوي في تنشيط مجالس الإدارة وذلك بالسماح لكل رئيس تنفيذي مشهود له بالخبرة والبراعة بان يحصل على مقعد في مجلس إدارة أو مجلسين على الأكثر لا أن يرفع رقم المشاركة إلى ثمانية أو تسعة مجالس إدارة كما هو الحال مع البعض حاليا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©