الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المرأة و «الفورمولا - 1».. مشاركة هزيلة في «كتب التاريخ»

المرأة و «الفورمولا - 1».. مشاركة هزيلة في «كتب التاريخ»
14 نوفمبر 2010 22:08
بالأمس .. كانت المرأة حاضرة فقط في المدرجات.. ترافق زوجها وتمسك بيد صغيرها، لكنها لم تمنع نفسها من السؤال: ألا يوجد لي مكان سوى في المدرجات أو في الواحة أو نادي البادوك؟.. هل دوري فقط في التشجيع؟.. متى سيصبح بإمكاني مزاحمة ألونسو وماسا وويبر وفيتيل وهاميلتون؟ وعندما تبحث المرأة عن إجابة، لا تجدها سوى في تاريخ البطولة فقط، وحتى وهو على الورق، فإنه يبدو شحيحاً، فعلى الرغم من النجاحات التي حققتها المرأة في العديد من الألعات بعد أن رأيناها تزاحم الرجل على منصات التتويج، خاصة في الأولمبياد الذي شهد صولات وجولات للمرأة، غير أنها في المقابل لم تكن كذلك في عالم الفورمولا - 1، مثلما هي حالها تقريباً في رياضات السيارات بصفة عامة، إذ بلغ عدد السيدات اللاتي اعتمرن خوذة سباقات فورمولا - 1 منذ انطلاقة بطولة العالم رسمياً عام 1950، خمس نساء فقط، وهو رقم هزيل ينبئ عن ظاهرة غياب النصف الناعم عن البطولة المثيرة. وإذا كانت حلبات الملاكمة لا تضع المرأة وجهاً لوجه مع الرجل في منازلة مباشرة، فإن المشهد في مضامير الرياضات الميكانيكية مختلف حال وجودها، حيث تنتفي الفوارق ويتساوى الطرفان حقوقاً وواجبات. ويبدو أن المرأة تنأى بنفسها عن عالم الفورمولا - 1 التي تحتاج إلى مواصفات "خشنة"، غير أن لكل قاعدة استثناءاتها. وكانت الإيطالية ماريا تيريزا دي فيليبيس السباقة على هذا الصعيد وشاركت في خمسة سباقات ضمن بطولة العالم للفئة الأولى بين 1958 و1959 إلا أنها فشلت في حصد أي نقطة. جراتزيا المغامرة الثانية أما "المغامرة" الثانية فهي مواطنتها ماريا جراتزيا "ليلا" لومباردي التي شاركت في 17 سباقاً في إطار بطولة العالم بين 1974 و1976، أحرزت خلالها نصف نقطة فقط، مع العلم بأنها السائقة التي تحمل الرقم القياسي من حيث احتلال أفضل مركز في أحد السباقات، وقد حصل ذلك في منافسات جائزة إسبانيا الكبرى عام 1975 عندما حلت سادسة. والسائقة الثالثة هي البريطانية ديفينا جاليكا التي كانت بطلة عالمية في رياضة التزلج على الجليد، وظهرت على ساحة فورمولا - 1 بين 1976 و1978 لكنها فشلت في التأهل لخوض أحد السباقات في ثلاث محاولات. ولم تكن الجنوب أفريقية ديزيريه ويلسون أفضل من جاليكا، خصوصاً أنه لم يكن لها سوى محاولة وحيدة وذلك في جائزة بريطانيا الكبرى 1980، حيث لم تتمكن من التأهل للمشاركة في السباق. وتعتبر الإيطالية جيوفانا اماتي آخر سائقة تطرق باب فورمولا - 1، حيث سجلت حضوراً عابراً في ثلاث مناسبات ضمن بطولة العالم مع فريق برابهام عام 1992 وفشلت أيضاً في التأهل لخوض أي من السباقات. وكانت عقدة "المشاركات الناعمة الخمس" قد بدت مؤهلة للانكسار بعد الأنباء التي سرت العام الماضي وتناولت اسم الأميركية دانيكا باتريك ضمن لائحة السائقين المرشحين لقيادة إحدى سيارتي حظيرة "تيم يو اس اف وان" الأميركية، غير أن ذلك لم يحدث بعد الإعلان رسمياً عن استمرار باتريك ضمن سلسلة "اندي كار" وتجديدها العقد الذي يربطها بفريق "اندريتي جرين ريسينج" لمدة ثلاث سنوات جديدة واضعة حداً للأنباء التي تحدثت عن إمكان انتقالها إلى فورمولا - 1. وكانت باتريك (28 عاماً) في العشرين من شهر أبريل 2008 أول سائقة في التاريخ تنجح في انتزاع المركز الأول في أحد سباقات "اندي كار" للسيارات، خارقة بذلك حصاراً مطبقاً فرضه "الجنس الخشن" في هذا المضمار. وفرض الفوز الذي حققته في سباق "اندي جابان 300" على حلبة توين رينج مونتيجي (شمال شرق العاصمة اليابانية طوكيو)، أكثر من علامة استفهام حول إمكانية انتقال السائقة من خلف مقود سيارة "اندي" إلى خلف مقود سيارة فورمولا - 1. دروس في القيادة ووقتها لم تجد باتريك حينها أي حرج في الاعتراف بأن فكرة دخول عالم الفئة الأولى تبادرت إلى ذهنها عندما كانت سائقة متدربة تتلقى دروساً في القيادة في انجلترا، وكشفت: "خلال السنوات الثلاث التي أمضيتها في إنجلترا، تابعت سباقات فورمولا - 1 عن قرب، وأصبحت متحمسة ومتلهفة للمشاركة في منافساتها مستقبلاً"، واعتبرت أن "الفئة الأولى تحتل المركز الأول على صعيد سباقات السيارات في العالم، وهي تستقطب أفضل وأقوى السائقين، ولا شك في أن حصولي على فرصة للمشاركة في منافساتها مستقبلاً سيشكل اختباراً مثيراً بالنسبة لي". كما أكدت باتريك وقتها أنها شعرت بنوع من الإطراء عندما نما إلى علمها أنه يجري تداول اسمها للمشاركة في عداد "تيم يو اس اف وان"، وقالت في حديث لصحيفة "جلوب آند مايل" الكندية: "لا شك في أن الأمر يكون مثيراً للغاية في كل مرة يرد اسمي في أي موضوع ذي صلة بسباقات فورمولا - 1". وكانت بعض التقارير الإعلامية من الضفة الشمالية الغربية للمحيط الأطلسي قد تحدثت عن أن مهارة باتريك في القيادة ليست الدافع الوحيد الكامن خلف الرغبة في دعوتها لدخول الفريق الأميركي، بل إن جمالها الفاتن الذي يؤمن لها مدخولاً ضخماً من الإيرادات الإعلانية ربما يلعب دوراً جوهرياً في الاعتماد عليها، خصوصاً أن جذب الرعاة إلى هذه الرياضة الميكانيكية النخبوية بات يمثل اليوم الشغل الشاغل بالنسبة إلى الفرق التي باتت تعاني شحاً هائلاً على صعيد الرعاية بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية. وعلى صعيد استعدادها البدني، بدت باتريك مؤهلة لخوض غمار سباقات فورمولا - 1، خصوصاً أن وزنها لا يزيد على 48 كلجم وهو يعتبر مثالياً. وقبل سنوات، قامت البريطانية جودي ايتون، وهي طبيبة نفسية متخصصة في عالم الأجناس والرياضة، بتكليف من الاتحاد الدولي للسيارات (فيا)، بإعداد بحث عن الأسباب التي تحول دون التحاق النساء برياضة المحركات بشكل عام والفئة الأولى بشكل خاص، وحاولت في بحثها معرفة السبب الذي يجعل الفتيات يفتقرن إلى الطموح والإرادة للمنافسة الجادة في عالم المحركات، فوجدت أن الود مفقود بين الشباب من الجنسين في ميادين السباق، وأن الشباب يحاولون دائماً استفزاز الفتيات ومضايقتهن خلال المنافسات، أضف إلى ذلك أن السباقات تزداد خطورة ومجازفة كلما تقدمت في مراحلها ومستوياتها، الأمر الذي يفسر هجر الكثير من السائقات مجال السرعة عند السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمرهن. مستقبل مهني واعد واعتبرت ايتون أن الشباب ينظرون إلى الرياضة الميكانيكية كمستقبل مهني واعد، ومن هنا تركيزهم عليها وجديتهم، بينما تعتبرها الفتيات مجرد مرحلة من حياتهن. وأشارت إلى أن الشح في الحضور "الناعم" على حلبات السباق يعود أيضاً إلى ميل الآباء نحو حماية بناتهم من الخوض في معترك خطير من خلال محاولة إبعادهن عن ولوج عالم السرعة. «الغضب» يقود لومباردي لأول «رالي» أبوظبي (الاتحاد) - قررت ليلا لومباردي أن تصبح سائقة سيارات رياضية، ولكنها لم تكن تملك رخصة قيادية، لذا ذهبت إلى مدرسة لتعليم القيادة، وفي غضون 3 أشهر حصلت على الرخصة، بعدما تدربت خلف مقود سيارة فيات، وفوراً عمدت إلى شراء سيارة سكارليت فيات مستعملة، وقادت حول المدينة للتمتع بها. التقت ليلا في أحد الأيام بشاب، تبين فيما بعد أنه سائق سيارات رياضية، منذ تلك اللحظة تبعته كظله وكانت مسؤولة عن الإطارات، وتبديل شمعات الاحتراق، وتسجيل أوقات اللفات. في إحدى المرات خاض هذا الشاب غمار أحد الراليات وكانت ليلا ملاحته، واستمتعت كثيراً بهذه التجربة لدرجة أنها طلبت منه تبادل المقاعد للحدث التالي، عندما ظهرت ليلا خلف مقود القيادة في الرالي التالي كانت الابتسامة على وجه جميع السائقين، وبسبب غضبها من سخريتهم ترجمت صراخها خلف المقود، وفازت في أول سباق لها. المركز الثالث مع ألفاروميو أبوظبي (الاتحاد) - بمساعدة شركة إيطالية حصلت ليلا لومباردي على فرصة قيادة سيارة ألفاروميو في بطولة إيطاليا للسيارات السياحية. كانت نتائجها متواضعة خلال بداياتها، لكنها حلت في المركز الثالث في سباق باليرمو. من ثم قررت إبدال سيارتها بأخرى من طراز بي أم دبليو، لتنتقل للجلوس خلف مقود سيارات أحادية المقعد، نجاحها الأكبر حققته في بطولة المكسيك لسباقات فورمولا فورد التي توجت على عرشها في عام 1973. وفي العام التالي انتقلت لسباقات فورمولا 5000 وتسابقت في بطولة شل سبورت، وفي ذلك العام شهد ظهورها الأول والوحيد في بطولة العالم للفورمولا ـ 1. كان من المفترض أن تشارك ليلا في أول جائزة كبرى لها في سباق جائزة بريطانيا الكبرى على متن سيارة برابهام ـ فورد ب تي42 ممولة من قبل محطة راديو من اللوكسمبورج. وكون هذه المحطة تبث على تردد أف أم 208 حملت سيارتها أعلى رقم بين السيارات المشاركة، لكنها من بين 34 سائقاً لم تتمكن من تسجيل سوى التوقيت الـ29 الأسرع، لذا كان عليها أن تشاهد السباق من منصات الانطلاق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©