الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: التيارات الضالة أكبر خطر على الأمة الإسلامية

العلماء: التيارات الضالة أكبر خطر على الأمة الإسلامية
4 سبتمبر 2014 21:44
طالب علماء الدين بضرورة وضع خطة لمواجهة أصحاب الأفكار الضالة والمنحرفة والتي جاء على رأسها الكثير من التنظيمات الإرهابية في المنطقة، ودعو إلى التوافق على خطاب ديني يتعاطى مع المرحلة الخطيرة التي تعيشها الأمة في الوقت الحالي ويتفاعل مع روح الإسلام ويقوم على تعريف الناس بأمور الحياة وحقوق المواطنة في ظل كيان الدولة. شدد الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة على أن أمتنا الإسلامية مطالبة بالإمساك بزمام المبادرة، كي تواجه الفكر الذي انتشر بسبب غياب الرؤى الواقعية بين أصحاب هذا الآراء الضالة التي يستغلها أعداء الإسلام لضرب الوسطية الإسلامية، فلا بد من مواجهة أصحاب هذا الفكر ومواجهة الشباب المغرر بهم الذين اعتنقوا الفكر التكفيري الضال وأصبحوا يرون الدول العربية والإسلامية دولاً كافرة ويتخذون الجهاد وسيلة لردها، وهم لا يعرفون المعنى الحقيقي للجهاد. وأكد أن علماء الأمة قادرون على التواصل مع هؤلاء الذين تم تغييب عقولهم عمدا وتوصيل رسالة الإسلام السمحة والوسطية البعيدة عن الغلو والتطرف اليهم، ولهذا فعلى الهيئات والجهات التي تحاول العمل على مواجهة الفكر الضال التنسيق حتى لا تؤدي الأساليب العشوائية إلى تزايد حدة الأفكار الضالة وليست مواجهتها بالأسلوب العلمي الأمثل والقضية تحتاج بالفعل إلى خبراء في مجال الدعوة الإسلامية ومخاطبة الشباب. تعاون دعوى يرى الدكتور محمود مهنى مستشار شيخ الأزهر، أن الحاجة أصبحت ملحة لتبني حملة دبلوماسية عربية يدعمها علماء ومؤسسات الدين لكشف زيف ادعاءات ومعتنقات تلك الجماعات الضالة، فلا بد من أن يهب الجميع قادة وعلماء وشعوب، هبة رجل واحد لكشف زيف هذه الجماعات الإرهابية والانتحارية، وبيان «عمالتها» لتحقيق مصالح من يدعمونها ويموّلونها ويقفون خلفها، وسرعة التنسيق بين كل قيادات الأمة لتكوين رؤية استراتيجية غير تقليدية لمواجهة تحديات الإرهاب وقوى الاستعمار التي تدعمه، لهذا فلا بد من التكاتف من أجل الوقوف أمام هذه الأخطار وتخطي المرحلة الحالية بالعمل الجاد على كل المستويات وإغلاق كل أبواب الفتنة والمشاركة الجادة في بناء الأوطان وعدم السماح لأي شخص أو كيان ببث روح الفتنة. التراث الأصيل يقول الدكتور محمد كمال إمام عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن ما تشهده الساحة الإسلامية يؤكد حاجتنا للعودة إلى التراث الإسلامي الأصيل الذي تلقيناه عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - براوية أصحابه الصادقين، وأتباعهم، ومَن أخذ عنهم من أهل العلم، تلقيناه على بصيرة ويقين، توحيدًا للنسيج الروحي والاجتماعي للأمة الإسلامية بفضل أبنائها من علماء الأمة فللأسف لقد ظهرت في الأزمنة الأخيرة فتنٌ وشرور لا يعلم مداها إلا الله، ومن ذلك فتنة الذين خرجوا على أمة الإسلام يضربون فيها البرّ والفاجر، ويقذفون المسلمين بما ليس فيهم، لقد قاموا بتدمير المنشآت، وقتل الأنفس البريئة، وترويع الآمنين، ومكنوا للأعداء من أن يسلطوا ألسنتهم وأقلامهم على أهل الدين والمتمسكين به. خطاب متوازن ويقول د. نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الأحداث التي تعيشها الأمة حالياً كشفت علامات كثيرة على ضعف الخطاب الديني وصعوبة وصوله إلى عموم الناس، كما أظهرت حالة من الارتباك الشديد بين كثير من العلماء والدعاة، ويتساءل كثير من الدعاة والأئمة: ما هو الموضوع المناسب الذي ندعو إليه؟ أو نخطب به الجمعة؟ أو نوجه به الشباب بحيث تصبح جهودهم وطاقاتهم تحت مظلة الشرع؟ لهذا، فإن الحالة التي نمر بها تؤكد ضرورة تبني خطاب ديني مختلف عن المرحلة السابقة يتوافق مع رياح التغيير، ولكن دون الحديث عن ثوابت العقيدة الدينية التي لا مجال فيها للتغيير، مما يدعو إلى ضرورة صياغة خطاب ديني متوازن يتوافق مع المرحلة القادمة، بما يخدم الدين والأمة ويخاطب المخالفين في الرأي بالحسنى بعيداً، عن التشدد ويجب أن نسعى لخطاب دعوي لا يثير عداء مع الآخرين، ويجب العلم أن هناك عبارات وافدة على الأمة تحتاج إلى مراجعتها من أصول الدين وأن نبحث عن مخرج لأمتنا بالإيمان والعمل الصالح، لذلك فإنه من الضروري الاهتمام بإعداد الدعاة وتأهيلهم. أما الدكتور أسامة القوصي المفكر الإسلامي المعروف، فيؤكد أن إهمال الأمة لشبابها جعل الجماعات التي تعتنق بعض الأفكار التكفيرية والضالة والمنحرفة، وهي أفكار تصل في كثير من الأحيان إلى تكفير الناس بالباطل تنجح في نشر فكرها الضال بين طبقات عريضة من الشباب، ولهذا فلابد من التوعية بخطورة ما يردده الغلاة ودحض المزاعم التي يجعلونها دليلاً على تكفيرهم لمخالفيهم ويستحلون بها دماء إخوانهم أنهم يوالون الكفار ويعادون المجاهدين. مجرمون في أثواب مسلمين حذر الشيخ محمد زكي رئيس اللجنة العالمية للدعوة الإسلامية بالأزهر من خطورة هذا الفكر على المجتمع لأن به تستحل الدماء وتزهق الأرواح وهذا أمر حرمته الشريعة الإسلامية أشد تحريم. كما شدد على براءة الإسلام من أي فكر تكفيري، وأن ما يجري من البعض من سفك للدماء البريئة، أو التفجير، وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي، مؤكداً أن حماية الأوطان واجب على كل إنسان. وأكد أن شريعة الإسلام أوجبت الدفاع عن الأوطان، وشرع الجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الدين والوطن والأرض والعرض، ومن قتل في سبيل الدفاع عن وطنه كان شهيداً في سبيل الله. وأوضح أن حماية الأوطان لا تقتصر على مواجهة العدوان، بل مناهضة كل فكر، أو محاولة لاستقطاب البعض لمصلحة أصحاب الأهواء المشبوهة، وكذلك المحافظة على أسراره الداخلية، وعدم التعامل مع أعداء الوطن، أو من يريدون به السوء، أو ينفثون سمومهم في المجتمعات بغياً وعدواناً، فواجب أبناء الوطن أن يكونوا عيوناً ساهرة لحماية أمنه، وأن يتضامنوا في درء أي خطر يتهددهم، وأن يتكاتفوا جميعاً لردع من تسول له نفسه أن يجترئ على الوطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©