الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متى تبدأون تعليم أبنائكم آداب السلوك الاجتماعي؟

متى تبدأون تعليم أبنائكم آداب السلوك الاجتماعي؟
6 يناير 2008 00:36
عندما يبلغ الطفل عامه الأول يصرخ في أي وجه غريب، لكنه يقبل على نفس الشخص إن قدم إليه لعبة أو أي شيء يثير اهتمامه، ثم يرجعها إليه مرة أخرى، وهذا تعبير عن الود في تلك السن· وعندما يبلغ العام الثاني يكون أكثر قدرة على إقامة الصداقة مع الآخرين، وتزداد هذه القدرة عندما يبلغ عامه الثالث، بل ويصبح الطفل شجاعاً إلى حد يفوق شجاعة الكبار عندما يبلغ الرابعة من العمر· لذلك يجب على الآباء ألا يجبروا الطفل في سن الثانية أو الثالثة على تعلم آداب المائدة، على سبيل المثال، لأن ذلك ينبه الطفل الى نقائصه، ويجعله يخجل بسرعة من هذه النقائص، وبالتالي يبدأ في النظر إلى الآخرين بارتياب· والأفضل أن نترك للطفل فرصة الاستمتاع بالتعرف على الناس من حوله، بدلاً من أن نرسم له طريقاً محدداً· فهو يريد أن يأخذ فرصة كاملة ليصاحب الناس بطريقته الخاصة، وعلينا أن نعرف جيداً الحقيقة التي تقول: ''إن الطفل عندما ينشأ في أسرة سعيدة ويرى قدراً كافياً من التعاطف والود بين الأب والأم ويشعر بأمان معهما، فإنه يمتلئ بحب العالم من حوله''· ويقبل على الآخرين دون خوف أو تردد، ويحتاج إلى التوجيه والتصحيح عندما يخرج عن إطار المألوف، ولكن لابد أن يتم ذلك بهدوء من دون إشعار الطفل بأنه ارتكب خطأ جسيماً، وهذه هي بداية الطريق الى إقناع الطفل بحقيقة مجهولة لديه تماماً، وهي أنه عضو في مجتمع، وعلينا أن نعي تماماً كيف ندمجه في هذا المجتمع بطريقة متدرجة وطبيعية· لكن·· متى نبدأ في تعليم الطفل آداب السلوك الاجتماعي؟ إن الأمر يتوقف على سلوكياتنا نحن الكبارَ أمام الطفل لأنه يقلدنا، فالأب الذي لا يهتم بالرسميات قد يكتفي بأن يحيي ابنه الآخرين بكلمة واحدة فيها ود الطفولة البريء· بينما يصر أب آخر على أن يخضع للرسميات، وبالتالي يصر على أن يقول الابن نفس الكلمات التي تعارف عليها الناس للتحية، مع ضرورة أن يصافح الطفل الآخرين باليد، وأهم من كل ذلك أن الطفل يتميز في هذا العمر بدرجة من القدرة على التقليد الشديد لأي إنسان يعجب به وهو يحاول بكل طاقته أن يقلد من يحبه في طريقة تناول الطعام، وأن يقلد نفس نبرات الصوت ونفس الكلمات، بل تكون له نفس هوايات والديه والكبار الذين يحبهم، وقد تستمر معه طوال العمر في بعض الأحيان· إن ميول الطفل واتجاهاته في هذه الفترة من العمر تتحدد بمن يحبهم، فالمعاملة الرقيقة التي يعامل بها الطفل الجنس الآخر عندما يكبر، يكتسبها من معاملة أبيه لأمه، وكذلك لطفله· إن الطفل يمسك بأدوات المائدة بنفس الطريقة التي يمسك بها الوالدان هذه الأدوات، وينطق اللغة بنفس الطريقة واللهجة، وعلى هذا فالأوامر لا تنفع في تعليم الطفل، إنما الذي يعلم الطفل هو أن يتصرف أمامه الكبار بالطريقة التي يحبون هم أن يتصرف الطفل بها دون أن يتكلموا أمامه عن طريقة التصرفات التي يطلبونها منه· إن الطفل يحبهم هذه حقيقة، وإذا كان يقلد والديه في كل ما يقومان به فلماذا إذن نغرق الطفل في الأوامر؟ إن الكبار هم الذين يضعون البذور الأساسية لسلوك الطفل، ومن حق كل أب أن يعلم ابنه ما يريد بشرط واحد هو أن يكون الأب ذكياً وليناً ومقنعاً للابن، وأن يتفادى إحراج ابنه أو دفعه إلى الخجل أمام الآخرين· ربما يكون هذا صعباً على أب يشعر بأنه مليءٌ بالنقائص والعيوب وعدم الثقة بالنفس، وهذا النوع من الآباء يشعر بالخجل فور أن يظهر ابنه أي خطأ·· وبالتالي يؤنب الطفل بمنتهى القسوة وقد يهدده بالعقاب، وذلك حتى يبدو أمام الغرباء كأنه يعرف الأصول· أنت تريد من ابنك أن ''يمثل'' دوراً في مسرحية اسمها احترام الآخرين· وهناك الصنف المزعج من الأطفال الذين يتعمدون الوقاحة في الرد على الوالدين ويتلفظون بألفاظ وقحة· ومن المؤكد أن بعض هؤلاء الأطفال يسمعون هذه الألفاظ من آبائهم، لكن بعضهم الآخر هم أبناء لآباء يقدرون مشاعر الآخرين، وفي مثل هذه الحالة يجب البحث بجدية عن الأسباب· إن الأطفال يتقبلون ''التوجيه الحازم النابع من الحب العميق، وفي معظم الأحوال يفرحون لأن الوالد قد وضع حداً لوقاحتهم· وعلينا أن نعرف أن الطفل الوقح طفل غير سعيد وقلق لأنه ينتظر في أعماقه من يعتني به ويوجهه ويهتم بأمره· وكل أساليب التربية أشارت الى ضرورة التوجيه الحازم لمنع الطفل من أن يكون مضراً لنفسه وللآخرين· وكل مدارس التربية متفقة على ضرورة عدم القسوة على الطفل، وتجمع أيضاً على عدم الإفراط في التدليل''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©