الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بحور الحياة

24 أكتوبر 2006 00:50
الحياة هي مزيج من بعض تلك البحور الأصيلة القادمة من أراضٍ عرفت معنى المحبة طريقاً لها، ومنها بحور أغرقتها مياهها حتى أنستها أصلها، وبعضها الآخر بحور امتزجت ببريق كان قد سطع، حقاً أنها بحور تحتاج الى سباح يملك مهارة فائقة ونفساً عميقاً لكي يبحر وسط خلجانها وأعماقها ومحيطاتها ولا يهاب مفاجآتها التي غالباً ما تكون محفوفة بالمخاطر، وإذا لم يكن سباحاً ماهراً بما فيه الكفاية لا نستطيع القول له : كان الله في عونك، هل تعلم أخي القارئ، أختي القارئة أننا قد أصبحنا في زمن لا يعرف أي معنى للصداقة الحقيقية، حيث أصبحت مجرد علاقات عابرة تبنى على أسس ومعايير الاعتبارات الشخصية محددة بعاملي الوقت والمكان، وبعد أن تصل هذه الصداقة الى مرحلة الهرم وهي في عز ريعان طفولتها تبدأ تتطاير مع أدراج الرياح بسرعة البرق وتصبح من نسيج الخيال مع مرور الوقت، ولكن في المقابل بعض الأشخاص من هم أصحاب القلوب الصافية التي لم تعتد على مثل هذه الصداقات الخاطفة تجدهم لم يستوعبوا هول الصدمة التي حلت عليهم من (أصدقاء) كانوا أقرب لهم من كل شيء فيسارعون الى البحث عن الأسباب التي أدت الى نهاية هذه الصداقة التي تبخرت في الهواء الطلق بسرعة غير متوقعة، وقد يكون ذلك من باب السذاجة أو من طيبة القلب المفرطة لديهم، ومن هنا يأتي دور السباح الماهر الذي ذكرته في بادئ مقالتي حيث أن من المهم جداً تعلم السباحة في بحور الحياة حتى لا نغرف في محيطاتها لمجرد عثرة واجهتنا في حياتنا وبالتالي يجب أن يكون النجاح في عبور الأمواج نحو الشواطئ بلسان مقرون بالتغلب والاستفادة من التجارب السابقة وخاصة فيما يتعلق بالصداقات المؤقتة الزائفة، وعلينا أن نغض الطرف عن من هو المسؤول المباشر عن إجهاض هذه الصداقة لأن هذا لن يغير في واقع الصداقة العابرة شيئاً، وكما أنني أتصور يا إخواني القراء بأن الصداقة هي كالبرج الشامخ إذا لم تشيد أساسه وفق متطلبات ثقله سيقع قريباً عاجلاً أم آجلاً، أي من السهل أن نخلص لصديق ولكن من الصعب أن نجد صديقاً مخلصاً، فلك مسألة انتقاء الأصدقاء ومعرفة ما هي الواجبات والحقوق لكل طرف وهي من أهم الخطوات نحو صداقة حقيقية دائمة· سالم محمد سعيد مرشد المقبالي - جامعة الإمارات - علوم سياسية
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©