الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في فلورنسا.. صناعة الأحذية يدوياً تستعيد أمجادها

16 أغسطس 2013 00:12
فلورنسا، إيطاليا (أ ف ب) - تستعيد المهن القديمة مجدها رغم الأزمة الاقتصادية، ففي أكاديمية رياتشي أحد المعاهد المعروفة في فلورنسا في مجال صناعة الجلود، يأتي الطلاب من كل أرجاء العالم لكي يتعلموا مهنة صناعة الأحذية. بوكولا أسافا نيجيرية في الثلاثين، لها ولدان وهي تخيط بطانة حمراء لحذاء رجالي رمادي اللون مصمم بحسب مقاسات الزبون، في حين أن مبتدئين آخرين من حولها يحضرون قوالب أحذية خشبية. وتوضح “لقد حزت إجازة ماجستير في إدارة الشركات من جامعة ليفربول” في بريطانيا “ومن ثم أسست شركتي الخاصة لصناعة حقائب اليد في لاجوس. أنا هنا لأتعلم التميز الإيطالي في صناعة الأحذية. ويقول انجيلو امبراتريتشي (75 عاما) “المعلم” في صناعة الأحذية الذي يعلم الصناعة الحرفية للأحذية في أكاديمية رياتشي “الصناعة الحرفية تتلاشى في إيطاليا بسبب الصعوبات الإدارية. فيجب تحضير فواتير حتى لأعمال التصليح الصغيرة.. بعض الإسكافيين الذين أعرفهم لا يحسنون القراءة أو الكتابة! وقد أحبط ذلك عزيمة الكثير منهم”. ورغم عمره المتقدم، فهو ينقل بشغف إلى طلابه الذين يزداد عددهم، أسرار مهنة لقنه إياها عمه اعتبارا من سن الحادية عشرة. قائمة الانتظار من أجل حضور صفوفه قد تطول سنة أحيانا أو سنتين. ويستمر الإيطاليون بالتدرب على هذه المهنة من خلال نظام تعليمي مع أن فرص العمل المتاحة تتضاءل، لذا فإن الطلاب في أكاديمية رياتشي في غالبيتهم من الأجانب. وتقول دانا السيف وهي شابة سعودية (25 عاما) إنها كانت تعمل في مصرف قبل أن تنطلق في مغامراتها “عندما أدخل إلى متجر أنظر فقط إلى أحذية الرجال. هناك الكثير من الأحذية الرجالية قبيحة. أريد أن أُركز على الأناقة. في البداية كنت أُفكر بفتح متجر في إيطاليا لكن مع الأزمة الاقتصادية أظن أن الأحذية ستباع بشكل أفضل في السعودية”. ماشيزان ماسجوم من سنغافورة (41 عاما) كان يعمل حتى الآن وثائقيا في التلفزيون وهو يحلم بأن يغير مجال عمله قائلا “سأستهدف النساء العاملات الأنيقات . سيكون رائعا أن ترتدي نجمة أحذيتي ويسأل الناس “ما الأحذية التي تنتعلها؟ ليأتي الجواب إنها أحذية من تصميم ماشيزان”. دانييلي اورتولاني (31 عاما) هو الإيطالي الوحيد الذي يتابع الدروس الصيفية في صناعة الأحذية التي تستمر ثمانية أسابيع وهي بعنوان “فن الجلد”. ويقول “أشعر بأني مختلف وفريد. آمل أن أتمكن من النجاح في حياتي المهنية في صناعة الأحذية رغم الصعوبات التي يواجهها الحرفيون في إيطاليا”. فقد اضطر الكثير من صانعي الأحذية الحرفيين في إيطاليا إلى إغلاق مشاغلهم لعدم وجود طلاب يريدون أن يكملوا الطريق. حتى في فلورنسا، حيث تقليد الجلد راسخ منذ قرون. وهذه مفارقة بحد ذاتها، إذ إن نحو 40 % من الشباب بين الخامسة عشرة والرابعة والعشرين من العمر هم عاطلون عن العمل، وفق الأرقام الأخيرة التي نشرت في يونيو. لكن إمكانية تعلم مهنة صناعة الأحذية الحرفية لدى ”معلم” من المدرسة القديمة مكلف. فالدروس المكثفة التي تستمر ثمانية أسابيع تكلف 5100 يورو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©