دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية إلى تقوية العلاقات بين الخليج وأفريقيا، منوهاً بالإمكانات الاقتصادية الكبيرة للقارة السمراء·
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية في كلمة لمنتدى ''الخليج وأفريقيا نحو تطوير شراكة استراتيجية'' عبر الفيديو إن على دول الخليج أن تبذل المزيد من الجهود لتقوية العلاقات والروابط مع أفريقيا في السنوات القادمة وهو أمر ممكن فقد آن الأوان لنا أن نقوي تحالفنا الاستراتيجي مع أفريقيا ليس بسبب قربنا الجغرافي فحسب بل أيضا لأنه تربطنا بالقارة الافريقية علاقات تاريخية تمتد جذورها عبر قرون طويلة من التجارة والتفاعل والتبادل الثقافي·
واختتم مركز دراسات الخليج بدبي الليلة قبل الماضية في كيب تاون بجنوب أفريقيا فعاليات المنتدى، والذي سيتحول الى ملتقى دوري·
وشهد المنتدى، الذي حضره السفير إسماعيل عبيد آل علي سفير الدولة لدى جمهورية جنوب أفريقيا، حضوراً أفريقياً كبيراً·
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد في كلمته ''إن الموضوع المطروح للمناقشة اليوم ''الخليج وأفريقيا·· تطوير شراكة إستراتيجية جديدة'' هو ذو أهمية كبيرة للإمارات العربية المتحدة، معربا عن اعتقاده أن لديها امكانات اقتصادية هائلة تؤهلها للقيام بدور مهم كلاعب رئيس على المسرح الدولي وأنه لم يتم حتى الآن الاستفادة من تلك الامكانات بالشكل الملائم·
واوضح سموه''واصلنا توسيع المساعدات التنموية والإنسانية للبلدان الأفريقية انطلاقا من ايماننا العميق بضرورة دعم المجتمع الدولي لعملية تنمية موارد أفريقيا·· وقد أكدنا على موقفنا هذا في كثير من المحافل الدولية وفي هيئة الأمم المتحدة·· وأثبتنا ذلك بشكل متناسق مع أفعالنا·· وسوف نواصل اظهار دعمنا والتزامنا بعملية التنمية في أفريقيا من خلال الهيئات والمنظمات العاملة لدينا مثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة زايد ودبي للعطاء''·
وشدد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على أن روابط العالم العربي مع أفريقيا عميقة وتاريخية وأن حوالي نصف الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية هي جزء من القارة الأفريقية·· وقال سموه'' غير أننا ندرك أن هناك حاجة إلى الوصول إلى ما هو أكثر من ذلك وأن بناء جسر فعال بيننا وبين أفريقيا يتطلب أجندة خليجية جماعية''·
وقال: وإننا نأمل أن تواصل دول هذه القارة العظيمة البحث عن سبل لتقوية تحالفاتها مع دول الخليج العربي·· فنحن من جانبنا ملتزمون بهذه الشراكة الاستراتيجية·
وقال سموه إن الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص تربطها علاقات اقتصادية وتجارية وثيقة وقديمة مع أفريقيا، ومن منظور تجاري فإن القرب الجغرافي بيننا يجعل القارة الأفريقية شريكا أكثر ملاءمة لنا مقارنة بالمناطق الأخرى·· وبالفعل قد كنا وما زلنا حليفا تجاريا ديناميكيا مع أفريقيا كأحد أكبر وأهم ستة شركاء تجاريين لنا خلال السنوات القليلة الماضية·
وأعرب سموه عن اعتقاده أنه بالاضافة لذلك كله ينبغي لأية شراكة استراتيجية جديدة بيننا أن تركز على ما هو أبعد من الاقتصاد أي على تطابق المصالح والأولويات الاستراتيجية بين منطقتينا في سعينا المشترك لمواجهة تحديات هذا القرن·
وقال إن الكثير من تحديات السياسة الخارجية التي تواجه الإمارات العربية والدول العربية المجاورة تواجه أيضا المجتمع الدولي·
واضاف سموه ان الإمارات العربية المتحدة تقدر عاليا دعم أفريقيا الثابت للموقف العربي حيال عدد من هذه القضايا وعلى وجه الخصوص عملية السلام بين العرب وإسرائيل والتي لعبت فيها الإمارات العربية المتحدة دورا فاعلا وملتزما·
وأشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد إلى أن حجم تجارة الإمارات الخارجية غير النفطية مع أفريقيا تجاوز 70 مليار درهم في العام 2007 وهو ما يجعل أفريقيا في المرتبة الثالثة بعد كل من آسيا ومنطقة المحيط الهادي وأوروبا لافتا إلى أن المصالح التجارية للإمارات العربية المتحدة بوجه خاص تتركز على إمكانيات التوسيع السريع للموانئ الأفريقية وقطاعات السياحة والعقارات والبناء والضيافة والاتصالات والأسواق المالية وهي القطاعات التي قمنا بضخ استثمارات كبيرة فيها·
واشار سموه الى أن تبادل الموارد البشرية كان أيضا جانبا مهما من جوانب علاقاتنا مؤكدا أن الإمارات عبرت على مدى سنوات كثيرة عن تقديرها للمساهمة المهمة والديناميكية لأبناء جالية أفريقيا الجنوبية المقيمين في الإمارات في اقتصادنا ومجتمعنا·
واختتم سموه كلمته بتهنئة جنوب أفريقيا على كونها أول بلد أفريقي يستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في العام 2010 وهو ما يرمز إلى مدى التقدم الذي أحرزته في زمن قصير معربا عن أطيب أمنياته لهم بالتوفيق في إعدادهم لهذا الحدث الكبير·
كلمة مانديلا
أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إلى كلمة للزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا حيث قال ''أردد هنا مشاعر الرئيس نلسون مانديلا حول طبيعة العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا في خطابه أثناء مؤتمر القمة الخليجية التاسعة عشرة في أبوظبي في العام 1998 عندما قال: كم هي عميقة وقديمة تلك الوشائج من المودة و المحبة بيننا التي نستطيع أن ننسج منها اليوم علاقات الحاضر''·
500 مليون دولار من أبوظبي للتنمية
تحدث السفير إسماعيل عبيد آل علي سفير الدولة لدى جمهورية جنوب أفريقيا عن أشكال الدعم والمساعدة التي قدمتها الإمارات عبر صندوق أبوظبي للتنمية لدعم مشاريع البنية التحتية للعديد من الدولة الأفريقية عبر قروض بلغت نحو 500 مليون دولار تشتمل منحا لبعض الدولة فضلا عن استثمارات الدولة في العديد من دول القارة·
ونوه بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لتعليم نحو مليون طفل أفريقي من الدول الفقيرة عبر حملة دبي للعطاء·
عدد اليوم
