عواصم - وكالات الانباء: عبرت المفوضية الاوروبية ''عن قلقها الشديد'' ازاء طرد السودان المبعوث الخاص للامم المتحدة في الخرطوم يان برونك كما اعلن أمس ·وقال اماديو التافاج الناطق باسم مفوض شؤون التنمية لوي ميشال ان ''المفوضية قلقة جدا، وذلك عامل اضافي لتدهور الوضع في دارفور''· واضاف ان ''الامم المتحدة تلعب دورا محوريا يجب ان يعزز''·
واكد ان دور الامم المتحدة في المباحثات لم يكن ينحصر فقط باحتمال استبدال قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في دارفور بقوة تابعة للامم المتحدة وهو ما ترفضه الخرطوم·وتابع ان ''الامم المتحدة تتيح خصوصا بقاء مئات الاف السودانيين على قيد الحياة''· وقال ان ''السلطات السودانية يجب ان تحافظ على دور الامم المتحدة بصفتها مؤسسة متعددة الاطراف''· كما اعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن اسفها لطرد برونك وقالت انها تتشاور مع عنان حول الخطوة المقبلة·
من ناحيته أجرى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اتصالات هاتفية مع الرئيس السوداني عمر البشير وكوفي عنان الامين العام للامم المتحدة في إطار التشاور حول الازمة التي نشبت بين السودان ومبعوث المنظمة الدولية يان برونك بعد تعليقات له على موقعه الشخصي على شبكة الانترنت·
وأفادت مصادر الجامعة العربية بأن الاتصالين الهاتفيين تناولا سبل احتواء الازمة في أعقاب مطالبة الخرطوم لبرونك بمغادرة السودان خلال ثلاثة أيام·
وكان السودان قد أمر الاحد الماضي مبعوث الامم المتحدة يان برونك بمغادرة البلاد في غضون ثلاثة أيام متهمة إياه ''بشن حرب على القوات المسلحة'' في تعليقات له على موقعه الشخصي على شبكة الانترنت·
وجاء الامر الذي أوردته وكالة الانباء السودانية الرسمية ''سونا'' وأكدته رسالة إلى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان جاء في أعقاب تأكيد برونك وهو هولندي على موقعه الشخصي على الانترنت بأن الجيش يعاني من خسائر فادحة في منطقة دارفور '' وهو ما يؤثر سلبا على عمل القوات المسلحة''·
وكتب برونك قائلا '' الحالة المعنوية في أوساط القوات الحكومية في دارفور باتت متدنية'' مضيفا أن '' بعض القادة في الجيش قد طرودا والجنود يرفضون القتال''·
ومن جهته قال عبد المحمود عبد الحليم مندوب السودان لدى الامم المتحدة بان طلب الحكومة السودانية من برونك مغادرة البلاد يتعلق بشخص برونك فقط وليس بدور المنظمة الدولية فى السودان مؤكدا ان برونك تجاوز كل الخطوط الحمراء بل تجاوز دوره كممثل للامين العام للامم المتحدة وبالتالى اصبح جزءا من المشكلة بدلا من ان يكون جزءا من الحل·
ورفض المندوب السودانى فى مقابلة مع راديو لندن الانباء التى ذكرت ان قرار الحكومة السودانية بطرد برونك جاء لتغطية ما تقوم به فى دارفور مؤكدا انه ليس لدى حكومة بلاده ما تخفيه بالنسبة لمشكلة دارفور فدورها فى حل المشكلة معروف للجميع·
واوضح ان رد الامم المتحدة على قرار السودان اتسم بالهدوء وانها تفهمت تماما مبررات الحكومة السودانية لاتخاذ هذا القرار بل انها شرعت فى اختيار بديل لايان برونك مشيرا الى ان الاوضاع فى دارفور ومتابعة موضوع السلام فى السودان تستدعي وجود ممثل للامين العام للمنظمة الدولية يتمتع بالحيادية والمصداقية وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية لدولة عضو فى الامم المتحدة غير انه قال ان اختيار البديل قد يستغرق بعض الوقت·
وعما اذا كان موقف عنان بالنسبة لهذه القضية يتفق مع موقف كل من مندوب الولايات المتحدة ومندوب بريطانيا لدى المنظمة الدولية قال المسؤول السودانى ان برونك كان مبعوثا للامين العام للامم المتحدة وليس للحكومة الاميركية او الحكومات الغربية ولذلك فان تعامل الحكومة السودانية كان مع الامم المتحدة وليس مع الحكومات الاخرى واكد ان تعاون السودان مع الامم المتحدة سيستمر ولن يؤثر عليه هذا الحادث·
عدد اليوم
