الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طوق لامع ينبه السائقين لوجود إبل على الطرقات الصحراوية

طوق لامع ينبه السائقين لوجود إبل على الطرقات الصحراوية
16 أغسطس 2013 20:27
من واقع عمله السابق في تقديم خدمات إسعافية للمصابين في حوادث المركبات في الطرقات الخارجية التي حصدت الكثير من الأرواح، والتي سببتها الحيوانات السائبة، وعلى رأسها الجمال، ابتكر إيهاب منصور «طوق أمان» كوسيلة تساهم في رؤية الجمال من مسافة تقديرية مناسبة حتى يستطيع السائق أن يتفاداها، وينجو بنفسه من حادث محقق، مما كان لزاماً عليه تنفيذ الفكرة بغية المساهمة في الحد من تلك الحوادث، حتى يوقف نزيف الشارع المستمر، ويضع الحلول الكفيلة حماية كل من سائقي المركبات والحيوانات. السهل الممتنع حول ابتكاره، يوضح منصور «عرضت فكرة الطوق على عدد من الجهات الحكومية قبل التنفيذ، سنة 2006 ولكن لم أجد استجابة، الأمر الذي جعلني أوصد الأبواب أمام الفكرة لسنوات إلا أن رغبتي في الوصول إلى حل لمشكلة الحوادث كان يشغل بالي، ويجعلني أقف حزينا أمام عشرات من الأرواح التي ذهبت جراء عدم وضع حلول كفيلة لتدارك حوادث دعس الإبل، عندما أسمع عن حوادث الطرق الخارجية والمسؤولة عنها الإبل، أجدني أبحث عن وسيلة لتنفيذ الفكرة وإظهارها إلى النور». ويوضح «وجدت أن أفضل طريقة لتفادي الحوادث، هو ابتكار جهاز عبارة عن طوق يعلق أعلى الرقبة وهو أعلى مكان في الجسم وأقل بقليل من الرأس والسنام وهو مناسب لرؤية السائقين وهي منطقة متحركة، حيث إن هذا الجزء من الجسم يتحرك في أربعة اتجاهات الأعلى والأسفل واليمين واليسار، ما يعطي فرصة أكبر للسائقين لرؤية الهدف المتحرك وتجنبه، وقد قمت بتنفيذها يدويا، بعد أن ترددت على العزب المنتشرة في الصحراء، وأخذت قياسات لعنق الإبل، واختبرت هذه الوسيلة وطريقة لبسها على هذا الحيوان وقد كانت النتيجة جدا إيجابية، وكانت ردة فعل أصحاب بعض العزب مريحة جدا. ورغبتهم في اقتناء هذه الوسيلة كي يحموا بها حيواناتهم». وحول مواصفات هذه الأداة، يقول منصور «راعيت في تنفيذ هذه القطعة تحقيق الصحة والسلامة والأمان للإبل، حيث يعتبر نافذا للهواء غير محكم الإغلاق لا يسبب الاختناق للحيوان، ويتمتع بسهولة الفك والتركيب وهو مريح للحيوان ولا يسبب له إزعاجا، وحاولت أن يكون لونه قويا يمكن رؤيته في النهار والليل، ففي النهار نجد لونه برتقاليا فسفوريا، وفي الليل نجد اللون الفسفوري والعاكس، حتى يستطيع السائق الانتباه لوجود الجمل على الطريق ويتفادى وقوع الحادث»، مشيرا إلى أن هذه الأداة ستطمئن أصحاب الإبل على سلامة أنعامهم. ونستطيع بذلك أن نقلل أو نطوي صفحة الحوادث المتكررة على الطرقات الخارجية». محفزات الاختراع حول دوافعه للتفكير بهذا الاختراع، يقول إيهاب «عندما نتلقى خبر وقوع حادث على أحد الشوارع الخارجية، سرعان ما يتبادر إلى ذهني أسباب الحادث وطبيعته، التي أودت بحياة الأبرياء على الطرقات يوميا بسبب الحيوانات، خاصة الجمال، والتي غالبا ما تكون النتيجة الوفاة أو الإعاقة فكان لزاما علينا البحث عن طرق وأساليب وابتكار أي وسيلة لحماية الأرواح البشرية وحماية الحيوانات في الوقت نفسه، وتقديم مقترح ينهي مثل تلك الحوادث المرورية التي تسمى حسب القوانين المرورية الاتحادية دهس حيوان سائب، وهنا المقصود هو الجمل، حيث إن هذا الابتكار يتلاءم بشكل خاص مع الجمال من دون غيرها من الحيوانات» . وعن سبب اختياره للجمل، يقول إيهاب «طبيعة هذا الحيوان يجعل من الصعب على سائق المركبة أن يتفاداه إذا كان على سرعة معينة، فمن الصعب أن يتحرك بسرعة، ولا يكترث بجهاز تنبيه السيارة، فسرعة استجابته لما يحيط به بطيء جدا، فما أن تدعس المركبة الحيوان حتى يضرب برجله الواجهة الأمامية للمركبة ويسقط بثقله عليها فتكون النتيجة حادثا مروعا». ويتابع «من الحوادث التي أثرت فيّ كثيرا وفاة سائق هو إمام مسجد وهو أحد الضحايا الأبرياء الذين سلكوا طريقهم بكل حذر وانتباه، ولكن يبقى من الصعب رؤية الإبل على وجه التحديد لتمازج لونه مع لون رمال الصحراء، ما يصعب تمييزه من قبل السائق في المناطق الصحراوية، حيث توجد الجمال في الصحراء بكثرة، حيث إنها البيئة الأمثل له، خاصة دول الخليج، كما يلعب طول قامة الجمل مقارنة بالحيوانات الصحراوية الأخرى دورا في التسبب بالحوادث القاتلة، فبعد اصطدام أرجل الجمل بمقدمة المركبة يسقط جسمه بالكامل عليها وعلى من فيها من الركاب»، لافتا إلى مأساة أخرى وقعت لأربعة شباب ضباط، كان المستقبل أمامهم زاخرا، ولكن شاء القدر أن يكون هذا الإبل بالمرصاد، متسبباً بحادث أودى بحياتهم، وأنهى مستقبلهم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©