الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنشطة صيفية تنمي قدرات مصابي اضطراب التوحد

أنشطة صيفية تنمي قدرات مصابي اضطراب التوحد
16 أغسطس 2013 20:27
تلعب الأنشطة الحركية والذهنية لاسيما الصيفية دوراً مهماً في تطوير قدرات مصابي اضطراب التوحد، على اختلاف فئاتهم العمرية، ولذلك يتم وضع برامج وخطط لتشجيعهم على المشاركة في الأنواع المختلفة لتلك الأنشطة، ولا يقتصر ذلك على وقت الموسم الدراسي فقط، ولكن يمتد طوال عام، حتى تتضاعف أهمية ما تعلمه الطلبة المنتسبون لمراكز التوحد، من خلال التطبيق العملي لبرامج التأهيل والدمج التي تلقوها داخل جدران مراكز العلاج والتأهيل، وتمثل الأنشطة الصيفية أفضل مثال على هذا التطبيق، وقدرته على إبراز وتنمية قدرات المصابين بالتوحد، في التعامل مع المجتمع المحيط. ويحرص المركز عبر خطط علمية مدروسة على التواصل مع الطلاب أثناء الإجازة الصيفية، وهذا التواصل تظهر نتائجه مع بداية الموسم الدراسي الجديد. أحمد السعداوي (أبوظبي) - يعتبر مركز الإمارات للتوحد، واحدا من أهم المراكز التي تعني بشؤون مصابي اضطراب التوحد في الإمارات، ويعمل على تقديم أفضل الخدمات العلاجية والتأهيلية لهم، ما ينعكس إيجاباً على تنمية قدراتهم، ومهاراتهم في التواصل والدمج مع المحيطين بهم. واستغل المركز الموسم الصيفي في أنشطة داخلية وخارجية تساهم في تنمية قدرات مصابي اضطراب التوحد، وتجعلهم على تواصل مستمر مع مجتمعهم. أساسيات العمل تقول أمل صبري، مديرة مركز الإمارات للتوحد، إن أنشطة المعسكر الصيفي التي يقوم بها المركز، من ضمن أساسيات العمل فيه، إيماناً من إدارة المركز بضرورة توفير هذه الخدمة للأطفال المنتسبين للمركز واستغلال العطلة الصيفية، بعيداً عن التعليم المباشر. ويتم ذلك عن طريق وضع برنامج للعديد من الأنشطة الداخلية والخارجية التي تهدف إلي تنمية قدرات الأطفال الفكرية والبدنية، وتعزز قدراتهم على التأقلم والدمج المجتمعي، وذلك بطرق ترفيهية عن طريق اللعب والتعلم، كون العطلة الصيفية طويلة، ويشعر فيها الطلاب بالملل والضجر. ولذلك يحرص المركز عبر خطط علمية مدروسة، على التواصل مع الطلاب أثناء الإجازة الصيفية، وهذا التواصل يؤتي ثماره وتظهر نتائجه مع بداية الموسم الدراسي الجديد، حين نرى الطلاب أكثر إقبالاً على العملية التعليمية، بعد أن طبقوا بشكل عملي ومحبب إلى قلوبهم ما سبق وأن تعلموه، كون الأنشطة التي قام بها المركز لصالح هذه الفئة خلال فصل الصيف، تعلم منها الطلاب بطريقة غير مباشرة، اعتماداً لأسلوب اللعب والترفيه بهدف التعلم. ويتبع المركز التدريب عبر أسلوب “عبر القرين”، وهو من أنجح الأساليب العلمية المعروفة لتدريب وتعليم الطلاب بشكل غير مباشر. ويعتبر برنامج “عبر القرين”، وفق صبري، من أفضل البرامج في التعامل مع مضطربي التوحد، وتنمية قدراتهم المختلفة، والبرنامج يحظى بقيمة علمية كبيرة، ويعتمد على عدة أساليب رئيسة، منها “ابتداء القرين” أو الرفيق، ويشتمل هذا الإجراء على تدريس الأقران المقتدرين اجتماعيا لبدء تفاعلات مع الأفراد الذين لديهم اضطراب التوحد. وهناك أسلوب “تدريس القرين”، ولا يقتصر على تنظيم عملية التفاعل بين التلاميذ القادرين اجتماعيا وأقرانهم الذين لديهم اضطراب التوحد، بل يوفر فرصاً إضافية لتنمية المهارة للأطفال والفتيان من مصابي اضطراب التوحد. أنواع الأنشطة تورد صبري، أن النشاط الصيفي ينقسم إلى أنشطة داخلية في المركز وأنشطة خارجية خارج المركز تتناسب مع قدرات الأطفال، فالأنشطة داخل المركز تشمل ممارسة الرياضة بالصالة الرياضية، من خلال حصص التربية الرياضية، وتتضمن تمرينات حركية، وألعاباً فردية، وألعاباً جماعية، واللعب على الأجهزة رياضية. وفي المركز أيضاً الأشغال الفنية اليدوية، نشاط “اصنع بنفسك”، وفيه يحضر الطفل وجبة الفطور، ويعدها مع مدرسه، ليتعلم الاعتماد على النفس، التأهيل بورش مختلفة، حيث يتلقى الطلاب دورات في الحاسوب، وتشمل الورد، البوربوينت، الإكسل، الأكسس، ودورات تعلم الحروف على الكيبورد عن طريق الألعاب التعليمية، دورات تعلم الأرقام عن طريق الألعاب التعليمية. وكان للرحلات الداخلية في أنحاء مدينة أبوظبي نصيبها في برامج الأنشطة الصيفية لطلاب المركز، بحسب صبري التي أوضحت أنه يتم ترتيب زيارات لأهم معالم العاصمة الإماراتية، ومنها جامع الشيخ زايد الكبير، عالم فيراري ، ومتنزه خليفة. كما يتم اصطحابهم في رحلات خارج مدينة أبوظبي، إلى أشهر الأماكن في إمارة دبي و إمارة الشارقة، ومنها بلاي نيشين، أكواريون، ومدينة الديناصورات، ما يدخل السعادة إلى نفوس الأطفال. وتؤكد صبري أن المركز يسعى من وراء أنشطة في المعسكر الصيفي لمساعدة الأطفال علي الانخراط في المجتمع، وصقل قدراتهم، والكشف عن مواهبهم وحسن استغلال وقت الفراغ، والتهيؤ لاستقبال الموسم الجديد، في ظل قدرة أعلى على الاستيعاب وتحقيق التواصل والدمج الناجح سواء في الأسرة أو المجتمع. أنشطة خارجية أما الأنشطة خارج المركز، تذكر صبري أنها تشمل المشتريات، حيث يقوم كل طفل بصحبة مدرسه بشراء وجباتهم وانتقائها وانتظار الدور ودفع ثمنها على الكاشير، وذلك في وجبات الإفطار ونشاط اليوم الكامل الذي يتم في أحد مراكز التسوق مرة أسبوعياً في أماكن مختلفة، حتى يتعود الطفل على الدمج المجتمعي وكيفية التصرف بسلوك سليم داخل المطعم، واختيار وجبته المفضلة وانتظار الدور لدفع ثمنها، وعدم أخذ وجبات لا تخصه، والالتزام أثناء تناول الطعام بأسلوب صحيح ثم نظافة مكانه. ثم يتوجه الطالب لمنطقة الألعاب للاستمتاع بالألعاب والتعايش وسط الأصوات والموسيقي المحيطة بالألعاب من دون توتر بصحة مدرسيهم، ويشارك الأطفال العاديون ممارسة لعبة التزلج والبولينج، حيث يتدرب الطفل التوحدي على ممارسة هذا الأنشطة وفق خطوات مدروسة. كما يتعلم الطلاب ممارسة السباحة من خلال مدربين في نادي الجزيرة الرياضي، حيث يتم تدريبهم بشكل فردي وجماعي للوصول إلى فكرة المسابقة والتنافس أثناء السباحة، ويكون ذلك بمساعدة مدرسيهم، وعرض المعززات المفضلة لكل طالب ليستطيع الطفل تحقيق المنافسة والفوز والوصول إلى هدفه وهو المعزز. نشاط الفروسية، من الأنشطة الصيفية المميزة التي يمارسها منتسبي مركز الإمارات للتوحد، كونه علاجاً أكثر منه أنه نشاط ترفيهي، حيث إن الحركة علي ظهر الحصان تجعل الطلاب أهدأ وأكثر التزاما لتقبل الأوامر وتنفيذها، ويعتبر هذا النشاط من أهم من الوسائل الفعالة لتنمية قدرات الأطفال وعلاجهم، كما يتم تنظيم رحلات لهم إلى السينما، ومشاهدة أفلام تناسب فئتهم العمرية، مع تهيئة المكان للأطفال بإضاءة الأنوار، وتوزيع أطعمة خفيفة وحلوي من أجل إسعادهم، والتخفيف من توترهم أثناء تعويدهم على التأقلم مع العالم المحيط بهم. ركوب الخيل والتزلج ضمن الأنشطة الخارجية التي ينظمها مركز الإمارات للتوحد تدريب الأطفال على السباحة، وركوب الخيل والتزلج، انطلاقاً من أن من حق كل الأطفال مهما كان وضعهم الصحي التمتع بجميع الأنشطة الترفيهية والرياضية المختلفة. ولم يغفل المركز الدور العلاجي التأهيلي لرياضة الفروسية بالنسبة لأطفال التوحد، والتي ثبتت جدواها علمياً في أبحاث تم نشرها بالدوريات العلمية بالإضافة إلى نشاط اليوم الكامل، حيث يخصص المركز يوم الأربعاء من كل أسبوع لدمج الأطفال بالمجتمع الخارجي، ويتم تدريبهم على شراء وجباتهم وكيفية تناولها بأسلوب لائق، وتلقينهم مبدأ الانتظار وأخذ الدور والالتزام داخل منطقة المطعم بمراكز التسوق، ثم بعد الانتهاء الانتقال لمنطقة الألعاب للمشاركة و التفاعل الاجتماعي، وهو ما يمثل لب المشكلة لديهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©