الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أثرياء أميركا.. ومستقبل سياسة الفضاء

20 ديسمبر 2017 23:23
غادرت أول أمة فضائية الشهر الماضي محطة الفضاء الدولية. وهذه الأمة الفضائية ويطلق عليها أسجارديا هي في الواقع قمر اصطناعي يتضمن بيانات شخصية لبعض «مواطني الأمة» البالغ عددهم 300 ألف. والمليادير ايجور أشوربيلي هو من دشن هذه الأمة التي لم تحظ بعد باعتراف الأمم المتحدة، والتي ملأ مواطنوها استمارات طلب انضمام فحسب. والهدف منها هو «توفير تواجد دائم في الفضاء» بحسب ما قاله «أشوربيلي» في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» في الآونة الأخيرة. وليس «أشوربيلي» هو الملياردير الوحيد الذي تناوشه أفكار غير اعتيادية عن دور البشرية في الفضاء. ويوم السبت الماضي، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» وموقع «بوليتيكو» تقارير تكشف عن قطب آخر هو «روبرت بيجلو»، الذي اقنع مشرعين بأن يخصصوا سراً أموالاً كي تبحث «البنتاجون» عن الأطباق الطائرة. والواقع أن عدداً من الأفراد أصحاب الثروات الكبيرة يرسمون مستقبلًا لسياسة الفضاء سواء كان عن طريق المال أو النفوذ. وبعضهم يتورط في الأمر لمصالح اقتصادية وآخرون يهتمون من باب حب الاستطلاع العلمي. لكن مهما يكن من أمر الدوافع، فإن سباق الفضاء الجديد سيغير قواعد اللعبة. والفضاء حالياً هو نطاق الحكومات لأن اتفاقية الفضاء الخارجي كُتبت عام 1967 من أجل الدول وليس رجال الأعمال، ولذا فإن تورط الأثرياء يغير طبيعة ما هو خارج هذا العالم. ومن بين خطط رجال الأعمال، الحياة على المريخ: وتقوم شركة «سبيسكس» التي أسسها ويترأسها «إيلون ماسك» بصناعة مركبات نقل إلى الفضاء. والشركة تحاول تطوير تكنولوجيا الصواريخ، وتقلص كلفة الرحلات البشرية إلى الفضاء وتحديداً من خلال إعادة استخدام الصواريخ واستعمار المريخ. لكن بعض الناس يرون أن دوافع «ماسك» للهروب من الأرض اقتصادية أكثر منها بيئية. ومن الخطط أيضاً سياحة الفضاء: فقد تأسست شركة «بلو أوريجين» للمستثمر الأميركي جيف بيزوس عام 2000. وتسعى الشركة لتقليص كلفة السفر إلى الفضاء من خلال إعادة استخدام الصواريخ. لكن الشركة مهتمة برحلات الفضاء البشرية. وفي 12 ديسمبر، أطلقت شركة «بلو أوريجين» صاروخها السياحي «نيو شيبرد» لأول مرة. والسائح هذه المرة كان مجرد دمية اختبار. وصرح ريتشارد برانسون مؤسس شركة فيرجين جالاكتيك في أكتوبر الماضي أن «ايلون مأخوذ تماماً بفكرة الذهاب إلى المريخ واعتقد أن هذه رسالة حياته. جيف بيزوس ونحن، في مجموعة فيرجين، أكثر اهتماماً بالطريقة التي يمكننا بها الاستفادة من الفضاء لصالح الأرض». وتتطلع شركة فيرجين جالاكتيك إلى إرسال مركبة فضاء يديرها الإنسان إلى مدار على ارتفاع يزيد على 50 ميلاً فوق سطح الأرض في الشهور المقبلة. وقد تتضمن سياحة الفضاء ذات يوم الإقامة في فندق في الفضاء إذا وُفق مسعى بيجلو، الرجل الذي جعل البنتاجون تخصص أموالاً للبحث عن الأطباق الطائرة. وتعلق شركة «بيجلو ايروسبيس» آمالًا عريضة على إرسال فندق قابل للنفخ إلى مدار القمر. هناك بعض الناس يشيرون إلى «يوري ميلنر» بأنه على خلاف «بيزوس» و«برانسون» و«ماسك» لا يسعى إلى الحصول على المال من الفضاء، بل استثمر الرجل 100 مليون دولار في مبادرة «بريكثرو ستارشوت» لدفع العلماء إلى إرسال مسبار إلى مجموعة «رجل القنطور» النجمية الأقرب إلى مجرة الشمس. و«ميلنر» روسي، وهذا يشيد به بعض الناس باعتباره مثالًا على الطريقة التي يمكن أن تساعد بها مشاركة الأثرياء في تحقيق وئام بين الدول غير الصديقة. والفضاء في الوقت الحالي هو المجال الوحيد الذي تلعب فيه الولايات المتحدة وروسيا بشكل ودي. ووافقت الدولتان على العمل سوياً على بناء أول محطة فضاء في مدار القمر في سبتمبر الماضي. وكان من الممكن أن تفشل هذه الخطة لو أن المواطنين الأثرياء حلوا محل الحكومات بحسب اعتقاد النائب «الجمهوري» جيم برايدنستاين، الذي اختاره ترامب ليرأس إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا). ومن الخطط أيضاً، أعمال التعدين في الكويكبات: فقد ضحت شركة «ألفابت»، الشركة الأم لـ «جوجل» استثمارات في شركة «بلانتاري ريسورسيز» التي مهمتها القيام بالتعدين في الكويكبات و«إضافة تريليونات الدولارات للإنتاج المحلي الإجمالي للعالم والمساعدة في تأمين رخاء البشرية». وعبر «بيتر ماركيز» من مشروع «بلانتري ريسورسيز» عن تفاؤله بمشاركة الأثرياء مع الحكومات قائلاً إنها «تعزز التعاون» لأن المستثمرين من دول مختلفة معروفين ونافذين فيها. وهذا النفوذ مطلوب للدعم في اللوائح لأن القوانين التي تحكم الفضاء لم تكتب بعد. بالعودة إلى خطة أمم الفضاء نعود إلى «أشوربيلي»، الذي لا يريد أن يعزز التعاون الحكومي، بل يستغنى عن الحكومة تماماً. ويرى «أشوربيلي» أن «هناك بشرية واحدة» وأي شخص في العالم يبلغ من العمر 18 عاماً أو أكثر يمكنه أن يتقدم بطلب الحصول على جنسية «أسجارديا»، أول أمة فضائية. ويطمح «أشوربيلي» إلى استعمار القمر في نهاية المطاف. وقمر «أسجارديا» الاصطناعي أُطلق من منشأة «وولوبس فلايت» التابعة لوكالة «ناسا» ويوجد به بيانات «مواطني» أسجارديا وتخزن في الفضاء بعيداً عن قواعد ولوائح الدول المتنازعة باستثناء قوانين الولايات المتحدة بالطبع التي تحكم قوانينها القمر الاصطناعي لأنه أُطلق من مشروع تملكه ناسا. وشروط وقواعد دستور «البلاد (أسجارديا)» حذرت من أن «أسجارديا تحتفظ بحق رفض دخول أي مستخدم ينتهك أي من قوانين حقوق النشر والعلامات التجارية للولايات المتحدة والنمسا أو بريطانيا العظمى». ولم يكشف أشوربيلي عن مقدار الكلفة لكنه قال إنه يمول المشروع من الأموال التي في جيبه والتي لم يكشف عن مقدارها. *كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©