الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لماذا توجهت حاملة الطائرات النووية إيزنهاور إلى الخليج؟

25 أكتوبر 2006 01:39
نيويورك - أحمد كامل: ثمة تكهنات كثيرة تتزاحم الآن في واشنطن حول نوايا إدارة الرئيس جورج بوش تجاه ايران وفيما تنقسم هذه التكهنات بين استبعاد الحرب وافتراض ان الاسوأ هو فرض عقوبات اقتصادية وبين من يحذرون من ان احتمال الحرب لا يزال مطروحاً فإن الفريقين يتفقان على ان هناك خلافات حقيقية داخل الادارة حول السيناريوهات المحتملة لمسار هذه الأزمة في الأيام المقبلة· ومن شأن هذه الخلافات ان تجعل من ترجيح إحدى الكفتين امراً أصعب· فها هو سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة جون بولتون يذكر العالم بأن ''الحد الأقصى'' لموعد التزام طهران بوقف تخصيب اليورانيوم مضى ومر منذ ما يزيد على الشهر الكامل· واضاف بولتون ''إذ ظل العالم دون حدوث تطور ايجابي وهو الأمر القائم الآن ومنذ انتهاء المهلة في 30 أغسطس فإننا سنعود الى مجلس الأمن في أسرع وقت ممكن''· وفي مقابل هذه اللهجة المنذرة التي استخدمها بولتون ستجد اتهامات من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب للإدارة بأنها تدخلت ''لتخفيف لهجة قانون العقوبات ضد ايران'' وكان قانون العقوبات ضد إيران موقوت بنهاية سبتمبر اي انه ينتهي بنهاية ذلك الشهر· وقد اقتنص الديمقراطيون هذه الفرصة لعرض صيغة متشددة تحل محل تلك التي انتهى مفعولها· ولكن البيت الأبيض تدخل لحمل المجلس على العودة الى الصيغة القديمة كما كانت· ترجيح مفاجئ تقارير البنتاجون تشير الى ان ''مجموعة اساسية'' من القطع البحرية الضاربة توجهت الى منطقة الخليج في سبتمبر اي الشهر الماضي واللافت للنظر ان حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية ''ايزنهاور'' تمضي في مقدمة هذه القافلة· وادى ذلك التقرير الى ترجيح مفاجئ لكفة من يتوقعون ان يفرض مجلس الأمن عقوبات اقتصادية ضد ايران وان ارسال هذه القوة العسكرية المؤثرة الى المنطقة يحدث بهدف اتخاذ اجراءات احترازية لمواجهة أي ردة فعل تقوم بها طهران في الأسابيع التي ستلي فرض العقوبات الدولية· يضاف الى ذلك ان واشنطن بعثت برسالة الى صندوق النقد الدولي في 30 سبتمبر حذرته فيها من اتخاذ اي قرارات مالية مهمة بشأن إيران في الوقت الراهن· ويعني ذلك ان ادارة الرئيس بوش لا تريد للصندوق التورط بتوقيع اتفاقيات مع الحكومات الايرانية لا يلبث قرار العقوبات المتوقع ان يضعها في حيز التجميد· المؤشرات التي تدل على ان الازمة لم تصل حتى الآن الى مرفأ الحل كثيرة· والواضح ان واشنطن تنتظر بالفعل نتائج مباحثات منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا مع الإيرانيين كما ان الواضح ان مواقف الادارة - لا سيما تصريحات بولتون الاخيرة - تهدف الى مساعدة بولتون في مهمته التفاوضية العسيرة· وعلى الرغم من ان بعض تقارير واشنطن اشارت الى ان الادارة عادت - دون اعلان رسمي - الى اقتراح سفيرها في بغداد زلماي خليل زاد باجراء محادثات مع الايرانيين مع فارق واحد هو ان اجندة هذه المباحثات لن تقتصر على العراق كما اقترح السفير وانما ستمتد لتشمل ''كل شيء'' من أمن الخليج الى البرنامج النووي الى سلام الشرق الأوسط الى تسليم حزب الله الى مسارات النفط والغاز من آسيا الوسطى على الرغم من هذا التقرير فإن غياب اي دلائل تؤكدها اضعفت مصداقيتها الى حد كبير· فضلاً عن ذلك فإن الأوضاع الداخلية للعاصمة الاميركية والضعف النسبي الذي لحق بإدارة الرئيس بوش جراء سياستها في إدارة المواجهة في العراق لا يتيح لها اتخاذ خطوة ضخمة من هذا النوع لا سيما وان الخلافات المألوفة بين أركان الادارة يمكن ان تؤدي الى عرقلتها قبل ان تبدأ· بيد ان ما يرى العالم انه اجراء احترازي لمواجهة ردة فعل ايران في حالة فرض العقوبات ومحاولات واشنطن للضغط على طهران عبر كل القنوات الممكنة وما حدث في صندوق النقد الدولي كل ذلك يمكن ان يؤخذ باعتباره محاولة للضغط على الايرانيين ليس في محادثتهم مع سولانا ولكن في المحادثات الاخرى التي اقترحها خليل زاد ولم يقل احد انها بدأت هذا اذا كانت بدأت من الأصل· المشهد العام المتعلق بإيران محاط بالغموض واذا رصدنا تحركات واشنطن على وجه العموم فسوف نجد ان الكفة التي ترجح فرض العقوبات تتفوق قليلاً على تلك التي تتوقع الا تفعل واشنطن شيئاً·· بقيت كفة ثالثة صغيرة قد يتحتم الاشارة اليها· ذلك ان هناك من يرون ان احتمال استخدام القوة العسكرية ضد إيران لا يزال قائماً·· ويستند هؤلاء الى أمور كثيرة تبدو كلها واهية الا أمراً واحداً ذلك هو تصريح ''غير مفهوم'' أدلى به أقرب المستشارين للرئيس بوش اي كارل روف· مفاجآت أكتوبر قال روف ثلاث كلمات ظلت - حتى الآن - حديث واشنطن: ''هناك مفاجأة أكتوبر''· والمعروف ان تعبير ''مفاجأة اكتوبر'' هو تعبير يطلق على ما يمكن ان يفعله اي من الحزبين الاساسيين في اللحظة الأخيرة السابقة لانتخابات نوفمبر ''لنشل'' نتيجة الانتخابات وتأكيد استقرارها في جيبه هو وليس في جيب الحزب المنافس· وعادة ما تتعلق مفاجآت أكتوبر بالسياسة الخارجية وان كان ذلك ليس أمراً شارطاً والسؤال الآن هو: هل كان روف يقول ما قاله لإقلاق الديمقراطيين وحرمانهم من النوم دون ان يعني حقاً ان هناك مفاجأة؟ ام انه كان يعني ما يقول·· واذا كان يعني ما يقول فهل يشير ذلك الى احتمال استخدام القوة ضد إيران؟ من حسن الطالع ان الفريق الذي يتوقع استخدام القوة لا يشكل الا اقلية صغيرة بل وصغيرة للغاية في العاصمة الأميركية وسوف تصدر أيام هذا الشهر - أكتوبر - حكمها بشأن أي التوقعات التي تتردد الآن تحقق بالفعل· الخلافات·· والجهود الدولية اتفاق عام بين المحللين الاميركيين على وجود خلافات داخل ادارة بوش حول سبل التعامل مع الأزمة النووية الايرانية غير ان البيت البيض يبذل جهداً دولياً لاقناع العالم بمخاطر البرنامج الايراني ولكنه يتدخل لتخفيف صيغة فرض العقوبات على طهران وان كانت واشنطن تعد لاحتمال حدوث ردة فعل ايرانية اذا ما اصدر مجلس الأمن قراراً بفرض العقوبات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©