عواصم- (رويترز): استقرت أسعار النفط الخام أمس فيما يترقب التجار مزيدا من الأدلة على التزام أعضاء أوبك باتفاق لخفض الامدادات فيما حذر الرئيس الأميركي جورج بوش منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك أمس الأول من أن أسعار النفط الخام المرتفعة قد ''تدمر اقتصادات'' وتقلل الطلب على انتاجها إذا نفذت الخفض الانتاجي المزمع الذي يقصد به دعم الاسعار·
وخلال تداولات أمس، تراجع خام برنت في لندن 0,6 دولار إلى 59,15 دولار للبرميل وهبط الخام الاميركي 0,9 دولار إلى 58,72 دولار، وزاد السولار 3,50 دولار إلى 529,75 دولار· وقال محللون ان السوق قد ترتفع ولكن المعنويات بصفة عامة لا تزال ضعيفة حيث أشارت مؤسسة باركليز كابيتال في مذكرة إلى أن ''المؤشرات تحذر من اتجاه صعودي لكن الاسعار لم تتعاف''·
ولم يسهم اعلان أوبك خفض الانتاج بمقدار 1,2 مليون برميل يوميا يوم الجمعة الماضي في وقف الاتجاه النزولي في أسعار مزيج برنت الذي بدأ قبل ثلاثة أشهر· وقال رئيس منظمة أوبك ادموند داوكورو أمس الأول إنه من السابق لاوانه تحديد ما إذا كانت أوبك ستحتاج لخفض الانتاج مرة اخرى عندما تجتمع في منتصف ديسمبر المقبل· وذكر بعض الوزراء في أوبك انه ربما يكون ضروريا خفض الانتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا في الاجتماع المقبل في نيجيريا· وقال محللون ان السبب الرئيسي لانخفاض أسعار النفط في الايام الاخيرة تشكك السوق في التزام اوبك بالتخفيضات فعليا·
وتطرق داوكورو للامر إذ قال ان العوامل الاساسية هي التي تقود السوق حاليا بما في ذلك زيادة طاقة الانتاج في أوبك وليس المضاربون والمخاوف بشأن تعطل الامدادات كما كان الحال في السنوات الاخيرة·
وأبلغت السعودية شركات النفط الكبرى والعملاء الرئيسيين في آسيا بخفضها الامدادات من الشهر المقبل تنفيذا لقرار أوبك فيما قال وزير الطاقة الفنزويلي رافاييل راميريز أمس إن وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) سيبحثون تخفيض إنتاج النفط مرة أخرى بمقدار 500 ألف برميل يوميا لمنع مزيد من الانخفاض في الاسعار عندما يجتمعون في أبوجا بنيجيريا في ديسمبر المقبل· ويخشى الوزراء من حدوث فائض في الانتاج خلال الربع الثاني من العام المقبل إذا تراجع الطلب على النفط في الشتاء مما قد يؤدي إلى زيادة حجم الاحتياطي لدى الدول المصدرة· وأكد الوزير الفنزويلي في لقاء مع إذاعة يونيون راديو أن المنظمة تريد استعادة توازن السوق بشكل مقبول لدى المنتج والمستهلك· وقال إن هدف رفع السعر ليصل إلى 60 دولارا أميركيا للبرميل لا يزال صعبا وفق المعايير التاريخية لكن التوقعات تشير إلى أن السعر لن ينخفض مطلقا مرة أخرى إلى 30 دولارا نتيجة عوامل مثل القدرات الانتاجية في معامل التكرير· وكان سعر النفط الخام في أغسطس الماضي قد وصل إلى 79 دولارا أميركيا للبرميل لكنه تراجع إلى 55 دولارا·
وكان الرئيس الأميركي قد قال في مقابلة مع شبكة تلفزيون سي·ان·بي·سي ''يحدوني الأمل أن تفهم دول أوبك أن أسعار النفط المرتفعة قد تدمر اقتصادات وإذا دمرت اقتصادات فهذا يعني أن عدد المشترين سيقل''· وكانت هذه من أشد التعبيرات التي استخدمها بوش فيما يتعلق بمنظمة اوبك منذ وعده في حملته الانتخابية عام 2000 ''بالضغط بشدة'' على دول اوبك لتزيد انتاج النفط· وكان بوش قد تعهد خلال كلمته السنوية عن حالة الاتحاد امام الكونجرس الاميركي الشتاء الماضي بتقليص واردات الولايات المتحدة النفطية من الشرق الاوسط اكثر من 75 في المئة بحلول عام 2025 لكنه لم يذكر اوبك بالاسم· وقال بوش انه على الرغم من هبوط الاسعار فانه يتعين على الولايات المتحدة ان تسعى الى زيادة امداداتها من مصادر الطاقة المتجددة مثل الايثانول· وأضاف: ''مهما يكن من أمر فان ما يجب ان نفعله في هذا البلد مع الترحيب باسعار النفط المنخفضة هو مواصلة انفاق المال من اجل ان نصبح اقل اعتمادا على النفط''·
عدد اليوم
