أعلنت شركة “إي بي إم”، الأميركية العملاقة في مجال المعلوماتية، أنها وضعت شريحة ثورية تحاكي عمل الدماغ البشري تسمح لأجهزة الكمبيوتر بالتعلم من تجاربها، ووضع الفرضيات والتوصل إلى استنتاجات بالاستناد إلى النتائج.
وعلق روجير كاي من شركة “اند بوينت تكنولوجيز اسوشييتس” قائلا “إنها الحدود الجديدة”..
وقالت “إي بي إم” إن “أجهزة الكمبيوتر الإدراكية التي تستخدم هذه الشرائح لن تكون مبرمجة مثل أجهزة الكمبيوتر التقليدية راهنا. وستتعلم هذه من تجاربها، وستجد الروابط، وستضع الفرضيات وستتذكر وستستخلص العبر من النتائج محاكية بذلك مطاوعة الدماغ البشري”. ويحاول مهندسو الشركة أن يدخلوا إلى هذه الشرائح “النوع ذاته من الليونة التي يظهرها الدماغ البشري للتكيف”، وفق ما قاله أنتوني موفشون أستاذ علم الأعصاب في جامعة نيويورك. وأضاف “داخل جهاز الكمبيوتر تكون الروابط بين مختلف العناصر في دائرة ما، ثابتة والبرامج هي التي تتغير. في دماغنا كل الروابط بين العناصر المختلفة والدوائر، متغيرة”.
وتم صنع نموذجين للشريحة وهما قيد التجربة. وقد حفرت الشريحتان بدقة مع 45 نانوميتر وتتضمن ما مجموعه 256 “عصبونة” (خلايا عصبية). وهدف الشركة على المدى الطويل هو بناء مجموعة من المكونات التي تحوي عشرة مليارات “عصبونة” أي أقل بكثير من الدماغ البشري الذي يضم مائة مليار عصبونة. وأجهزة الكمبيوتر التي ستستخدم هذه الشرائح ستستهلك كمية أقل بكثير من الطاقة وستكون أصغر بكثير من الأجهزة الحالية.
وأفادت الشركة أن الكمبيوتر “الإدراكي” سيكون قادرا على سبيل المثال أن يصدر إنذارا بإمكانية حدوث “تسونامي”، من خلال تحليل البيانات التي توفرها عدة مصادر للرصد البحري، وعبر الجمع بين بيانات حول الحرارة والضغط الجوي، وارتفاع الأمواج. وفي المرحلة الثانية من المشروع وهو بعنوان “سينابس” حصلت الشركة على مساعدة من عدة جامعات عريقة مثل كولومبيا وكورنيل وجامعة كاليفورنيا وجامعة ويسكنسن. ويتلقى المشروع تمويلا قدره 21 مليون دولار من وكالة “داربا”، التي تمول مشاريع متطورة في مجال الدفاع.
عدد اليوم
