السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فندق السلام بشنغهاي يسعى لاستعادة شبابه

25 أكتوبر 2006 01:53
شنغهاي ـ (د ب أ): تتأجج شعلة نار باردة في المدفأة المزيفة بالجناح الألماني في فندق السلام الذي أصبح الآن شاغراً على الرغم من أن نجم السينما الصامتة الشهير شارلي شابلن نزل فيه ذات مرة· ويبدو أنه لم يعد أحد يرغب في الاقامة بالفندق على الرغم من موقعه المثالي في منطقة بوند في شنغهاي لأن جميع السائحين يفضلون قضاء لياليهم في واحد من الفنادق الحديثة في المدينة· ويجب على الفندق أن يستعيد شبابه إذا ما أراد مجاراة خطى التطور السريعة في أكثر المدن الآسيوية ديناميكية· وتدير فندق السلام شركة جنجيانج إنترناشونال الحكومية التي تملك سلسلة فنادق وتخطط لتجديد المبنى كلية للمحافظة على شهرته كواحد من الاماكن الراقية· وتشتهر شنغهاي ذاتها بأنها مدينة المستقبل والتفوق، وتوجد بها بعض من أفضل الفنادق في العالم· ويقع على الضفة الشرقية من نهر هوانجبو أجمل فندق في العالم وهو فندق جراند حياة ويقع بين الطابقين الرابع والخمسين والسابع والثمانين من برج جينماو· ومن الطابق العلوي بالبرج يبدو فندق السلام الواقع إلى الجهة المقابلة عديم القيمة لكنه كان فيما مضى بطوابقه الاثني عشر أعلى مبنى في شنغهاي عندما شيد عام 1926 وافتتح عام 1929 وكان يعرف في السابق باسم فندق كاثي· بنى الفندق مهاجر عراقي يدعى فيكتور ساسون وأصبح أغنى رجل في المدينة بفضل استثماراته في التجارة والعقارات، وفي ذلك الوقت كان الفندق بلا جدال أهم مكان في الشرق الاقصى لكن المنافسة كانت حامية في شنغهاي وكانت الفنادق المتزايدة العدد تتنافس على الاعداد المتزايدة من السياح ورجال الاعمال الذين يتوافدون على المدينة· وفي أواخر العام الحالي فقط افتتح 16 فندقاً فخماً جديداً في شنغهاي، ويقول ما يونجزانج مدير الفندق ''إذا لم تبدأ أعمال التجديد فإننا سنفقد الزبائن''· وعلى مدى سنوات كان الضيوف يتذمرون من تعطل أنظمة التدفئة والتبريد وازدياد انبعاث الروائح من الاثاث القديم·· كان بامكان الضيوف القول إنهم نزلوا في فندق عريق بتصميم كلاسيكي ونزعة امبريالية لكن أسعار الغرف وجودة الخدمة بالفندق تقل عن المستوى القياسي، فقد شهد حالات من المد والجزر· ومنذ أيامه الاولى استضاف العديد من الأغنياء والمشاهير من جميع أنحاء العالم ومن ضمنهم الكاتب البريطاني نويل كونراد الذي كتب مسرحيته ''حيوات خاصة'' في الغرفة رقم 314 ودمر جزء من المدخل الشرقي للفندق جراء القصف خلال الغزو الياباني للصين وأغلق الفندق لبضع سنين بعد استيلاء الشيوعيين على السلطة عام1949 يقول ما ''لم يكن هناك رأسماليون أو أغنياء قادرون على تحمل نفقة الاقامة هنا''· ولفترة من الزمن ضم الفندق بعض المؤسسات الحكومية لكن أعيد افتتاحه كفندق عام 1956 تحت اسم فندق السلام· ولم يستعد الفندق بعض من مجده القديم إلا بعد إدخال سياسة الانفتاح أواخر سبعينات القرن الماضي· ويستمتع السائحون الأوروبيون بوجه خاص بالطراز الفني للمدخل المرمري ومراوحه الخشبية الذهبية· وأكثر ما يجذب في الفندق فرقة الجاز التي تعزف الاغاني الكلاسيكية مثل ''أنت شروق شمسي''، وجميع أعضاء الفرقة الستة تجاوزت أعمارهم الخامسة والسبعين، لكن المعجبين يخشون ان يفقد الفندق سحره في عملية التجديد· وفي المدينة التي أزيلت أحياء بأكملها يبدو أنه لم يعد هناك مكان لمبنى قديم وتقليدي مثل فندق السلام· مع ذلك يؤكد مدير الفندق أنه ''لن يكون نسخة من فندق جراند حياة'' إن عبق التاريخ سيبقى في البهو والممرات وفي قاعات الطعام وفي أماكن أخرى، ولم يحدد بعد موعد البدء بأعمال التجديد· وما زال من الممكن استئجار غرفة بالفندق هذا العام لكن لن يقبل الحجز العام المقبل لأن من المحتمل أن تبدأ الادارة بأعمال التجديد·· عندها سيتحول فندق السلام إلى فندق فاخر عصري مع الاحتفاظ بعبير المدينة التي كانت تعرف باسم ''باريس الشرق''، ويقول مدير الفندق: ''لكل مدينة تاريخها، وفندق السلام دليل على ذلك التاريخ''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©