الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنوب إفريقيا تضع إمكانياتها النووية في خدمة الطب

15 نوفمبر 2010 20:26
توصلت جنوب إفريقيا، التي كانت تشكل قوة عسكرية نووية في عهد نظام الفصل العنصري، إلى تقنية جديدة تستخدم اليورانيوم ضعيف التخصيب لأهداف طبية، مساهمة بذلك في الحد من انتشار الأسلحة النووية. فبعدما فككت جنوب افريقيا طوعا برنامجها النووي، بعد زوال نظام الفصل العنصري في عام 1994 أصبحت هذه الدولة من المنتجين الرئيسيين للنظائر الطبية المستخرجة من اليورانيوم المخصب. ويطلق على هذه المادة المشعة اسم “موليبدين 99” وهي تستخدم في 80% من عمليات التشخيص الطبي التي تجري سنوياً في العالم، والبالغ عددها 50 مليوناً، لا سيما للكشف عن أمراض القلب والسرطان. ويتم حقن هذه النظائر في أعضاء الشخص الخاضع للفحص، فتنبعث منها طاقة تتيح الحصول على صورة داخلية بواسطة كاميرات متخصصة. وتنتج مفاعلات نووية في بلجيكا وكندا وهولندا وجنوب إفريقيا معظم الإنتاج العالمي من مادة موليبدين بواسطة اليورانيوم عالي التخصيب، وهي المادة التي يمكن أن تستخدم أيضاً في صنع القنابل النووية. غير ان جنوب إفريقيا، القوة الاقتصادية الأولى في القارة السمراء، توصلت إلى تقنية جديدة تتيح إنتاج موليبدين 99 بواسطة اليورانيوم ضعيف التخصيب، وهو ابتكار يجذب اهتمام الولايات المتحدة بالدرجة الأولى. فهذه التقنية “سيكون لها أثر كبير جدا” على ما يقول مايك ساثيكج رئيس قسم الطب النووي في جامعة بريتوريا، إذ إن استيراد اليورانيوم عالي التخصيب لن يكون مبرراً بعد الآن بالاستخدامات الطبية، الأمر الذي يساهم في الحد من انتشار الأسلحة النووية في العالم. في يوليو الماضي، سلمت مؤسسة الطاقة النووية الجنوب إفريقية أول دفعة من مادة موليبدين المنتجة من اليورانيوم ضعيف التخصيب إلى الولايات المتحدة، التي تستهلك وحدها نصف الإنتاج العالمي من هذه المادة لأهداف طبية، وتقدر قيمة هذه المواد بمليارات الدولارات. ويقول روب آدامز رئيس مؤسسة الطاقة النووية الجنوب إفريقية “أنا فخور لاننا، وفي بلد افريقي، طورنا تقنية تطلبها الولايات المتحدة بأي ثمن كان”. وقد مولت واشنطن برنامج تطوير النظائر الطبية بمبلغ 25 مليون دولار، موزعة بين مؤسسة الطاقة النووية الجنوب إفريقية وأستراليا الشريكة في هذا المشروع. ويقول آدامز “ننتظر الآن إقرار تعرفة جمركية على مادة موليبدين التي تنتج من اليورانيوم عالي التخصيب”. وفي هذا السياق، تؤكد جنيفر فاغنر المتحدثة باسم الوكالة الأميركية للأمن النووي أن بلادها تدرس سبل مراقبة هذه التجارة.
المصدر: جوهانسبورغ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©