الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العاملون في العيد بين غصة البعد عن الأهل وفرحة تقديم المساعدة

العاملون في العيد بين غصة البعد عن الأهل وفرحة تقديم المساعدة
15 نوفمبر 2010 20:30
عيد الأضحى بكل تفاصيله مبعث للفرحة ومستقر للتواصل بالأرحام، يأتي حاملاً معه روح المودة والرحمة والإخاء يلتقي فيه الأهل والأقارب على موائد الفرح والتهاني تحتضنهم السعادة، لكن وسط كل هذا الفرح نفتقد أشخاصاً في الأيام الأولى من العيد أجبرتهم ظروف العمل أن يحتفلوا بالعيد في مواقع العمل، منهم الأطباء وملائكة الرحمة ورجال الشرطة والإطفائيون العاملون في أقسام الطوارئ الذين يقومون بدورهم الوظيفي وهم يرددون «كل عام والجميع بخير». ينطلقون إلى الموقع الذي تم الإبلاغ عنه لمعالجة أي خلل أو عطل استوجب انقطاع التيار الكهربائي، إنهم العاملون في وحدة الطوارئ، يقول صابر حسين أحد العاملين فيها «هذه هي السنة الثانية على التوالي الذي قدر لي أن أعمل في العيد وفق الجدول الذي أعد مسبقاً». ويضيف: «أتمنى أن أقضي أيام العيد وسط أبنائي وأسرتي إلا أن واجبي الوظيفي فوق كل شيء، ففي فترة العيد حيث الفرحة والسعادة تملأ قلوب الناس جميعاً نسعى جاهدين لأن نعالج أي عطل في الانقطاع، والذي يكون منغصاًً لسعادة الآخرين خاصة الأطفال الذين انتظروا هذا العيد بفارغ الصبر». تخفيف الآلام العيد يعني المحبة والمودة والتآخي فيه تصفوا النفس وتسمو فيه الروح و عندما يصل المرء إلى حدود العطاء يكون دون شك عنصراً فاعلاً في المجتمع خاصة في موقع عملنا أطباء تعبر عن ذلك صفاء عكور وتقول: «لا يختلف اثنان إن عملنا إنساني قبل أن يكون مهنياً، وهذا يشير بالدلالة إن واجبنا أن نزرع البسمة على وجوه مرضانا». مسترسلة عكور: «ومن واجبنا أن نعطيهم الأمل تخفيفاً لما يعانونه من آلام».‏ ويقول الدكتور عبدالعزيز خالد (طبيب عام): «ليس بجديد علي أن أعمل في الأعياد والمناسبات، فكل سنة تتطلب وبصفتي طبيباً أن أكون موجوداً في العمل ومن واجبي أن أقوم به». ويتابع: «أهنئ أبنائي بالعيد عبر الموبايل، لكن بعد أن تنتهي دوريتي أحاول قضاء بعض الوقت معهم». ويتابع: «هذا يعني فيما يعنيه أن أكون عنصراً فاعلاً في المجتمع ولعل مهنتي في سلك الطب لها خصوصيتها على اعتبار أننا نخفف العناء والألم عن مرضانا، ونقدم لهم ما يحتاجونه، فعملنا إنساني قبل كل شيء والسعادة تصل حد الذروة عندما تزرع البسمة على وجوه المرضى». أماني صعبة المنال تطلب عملها بصفتها «ملاك رحمة» أن تكون بجانب الأطباء في أيام العيد، تقول الممرضة رنيم جبر «لست متزوجة وليس لدى أبناء، وإلا لكان الوضع صعبا بالنسبة لي». وعن دوامها في العيد، تقول «نظراً لحاجة صديقتي المتزوجة لهذه الأيام المباركة غيرت ورديتي وأخذت مكانها لتشعر بالفرح والسعادة وسط أسرتها، الغربة علمتني الصبر في مثل هذه المواقف خاصة المناسبات السعيدة، لكن احتفالي بالعيد يقتصر على المسجات والتواصل عبر الموبايل مع أهلي». وتتابع: «واجبي العملي مساعدة من هم بحاجتي وفرحتي بالعيد، ويكفي فخراً أن أكون فرداً من (ملائكة الرحمة)». أما الدكتورة مرام باقر (قسم الأطفال)، فتقول «العيد فرحة لا تضاهيها فرحة، وفرحتنا لا تكتمل إلا عندما نقوم بواجبنا الوظيفي ونحن في موقع العمل في أيام العيد». وتنظر باقر إلى صور أطفالها، وتقول بضيق: «صحيح أنني بعيدة عن أطفالي، لكنني أشعر بالسعادة وأنا أقدم المساعدة للأطفال المرضى الذين هم أكبادنا تمشي على الأرض ولا يسعني في هذه المناسبة سوى أن أقول كل عام وأنتم بخير وأطفالنا بألف خير». أمن الحديقة يتطلب واجبه الوظيفي أن يكون ضمن عناصر الخدمة في فترة العيد، إلى ذلك يقول موظف الأمن راميش هارون في حديقة الخالدية بأبوظبي: «هذه هي المرة الرابعة التي أقضي العيد في العمل بالحديقة ومن واجبي أن أحافظ على أمن المكان وسلامة الصغار خوفاً من ضياعهم أو تعرضهم لأي مكروه، ولا يقتصر عملي على ذلك ففي حال حدوث أي أمر طارئ يستوجب علي التدخل وفق تعليمات قيادة الشرطة لتلافي أية مشكلة صحية أو حادث سقوط طفل من على الألعاب أو حدوث حريق. ولعل وجودي في موقع العمل أثناء فترة العيد له نكهة خاصة، حيث نساهم بإكمال فرحة الأطفال بالعيد». ويعتبر أبوخليل العمل في العيد متعة، إلى ذلك يقول أبو خليل: «عملي في سلك الشرطة والمحافظة على أمن واستقرار الطرق ومراقبة حركة السير جعلتني راضياً عن أدائي خلال أيام العيد»، معتبرًا أن ذلك واجب وطني يتحتم عليه أن يقوم به. مكافأة مالية يعمل إسكندر رفيع في قسم الطوارئ بالمستشفى، وعن عمله أيام العيد يقول: «كُتب علي أن أقضي العيد كل سنة في العمل، وهذا يسعدني أكثر ما يحزنني». ويضيف: «العيد وسط مرضى محتاجين إلى من يقف بجانبهم ويخفف آلامهم هو الذي اعتبره إنجازاً بحق. والاحتفال بهذه المناسبة السعيدة يمكن تعويضها في أيام أخرى، لكن أن ترى شخصاً مصاباً أو تعرض لحادث مؤلم وبحاجة إلى يد المساعدة هنا يتطلب مني بصفتي موظف أن أقوم بدوري وواجبي على أكمل وجه دون تقصير». في حين، حاول عبدالجبار أحمد جاهداً أن يصـل لحل مرض مع رئيسه بالعمل، بحيث يأخذ أول يومين من العيد إجازة حتى يتسنى له الذهاب إلى أسرته لكن طلبه رفض، يقول: «في بداية الأمر تضايقـت وشعرت بالقهر، فمثل هذه الأيام السعيدة لا تعوض لكني رضخت للعمل في العيد وما هون الأمر علي هو أن المكافأة الماليـة لمن يعمل في العيد ستكون مضاعفة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©