إعداد ـ عدنان عضيمة:
أصبح البحث عن الأفكار الجديدة المتعلقة بتطوير وسائل النقل يشغل حيزاً كبيراً من اهتمامات الخبراء، ويمكن تلخيص هذا التوجّه الآن بالتخلي تماماً وبشكل تدريجي، عن خدمات محرك الانفجار الداخلي الذي يستهلك الكثير من مشتقات النفط ويملأ جوّ الأرض بالغازات الخانقة والملوّثة· وعلى الرغم من تعدد الأنظمة التي يتم تطويرها الآن في هذا المجال على قدم وساق، إلا أنها تتركز بشكل أساسي على أنظمة الدفع الكهربائي·· ويرى بعض الخبراء أنه كان من الضروري أن يمرّ هذا التحول التاريخي الكبير من الاعتماد على الدفع الانفجاري إلى الدفع الكهربائي بمرحلة انتقالية أو وسيطة تجمع نوعي الدفع في العربات، وكانت السيارات الهجينة هي الوليد الجديد لهذه المرحلة·
والآن، تقترب السيارات الهجينة من أن تتحول من مجرّد آلات استعراضية نظرية إلى واقع تجاري جديد يفرض نفسه في الأسواق· وفضلت بعض شركات صناعة السيارات اختصار هذه المرحلة الوسيطة والتركيز على تطوير السيارات الكهربائية بشكل مباشر بتطبيق فكرة توليد الطاقة الكهربائية الدافعة من الأكسدة المقننة للهيدروجين بأوكسيجين الهواء ضمن خلية الوقود، ثم تحويلها إلى طاقة ميكانيكية بواسطة المحركات الكهربائية·
ويبدو بوضوح أن النجاح النسبي الذي حققته السيارات الكهربائية هو الذي شجّع الخبراء على تعميم الفكرة في عربات النقل الأخف مثل الدراجات النارية، وحيث يبدو احتمال نجاح الفكرة أكبر بكثير بسبب خفّة الدراجات بالمقارنة مع السيارات· وتم مؤخراً كشف النقاب عن أحدث دراجة كهربائية أطلق عليها اسم (فيكتريكس) Vectrix أو (المزحلقة الكهربائية الكبيرة)، وهي التي جاء وصفها في تقرير كتبه سيمون دو بورتون في الفاينانشيال تايمز بأنها مرشحة لأن تصبح الآلة الأكثر انتشاراً في الطرق وخاصة في المدن التي ابتليت بداء التلوّث الجوي بالغازات الناتجة عن احتراق وقود السيارات·
ولا شك أيضاً في أن هذه الدراجة الصامتة والمثيرة التي لا تطلق أي غازات أو أصوات على الإطلاق سوف تلقى الترحيب الكبير من الناس الذين باتوا يشعرون بقلق كبير من تسمّم الجوّ· وحتى لو بدا للبعض وخاصة النساء، أن ركوب الدراجات هو أمر غير مقبول، إلا أنه سيصبح أمراً محبباً عندما سيكتشف الناس مدى ما تنطوي عليه هذه الآلات المتدحرجة الصامتة من جمال الشكل ونظافة الأداء· وربما سيكون العامل الأكثر تأثيراً في إقناع الناس باستخدام هذه الآلة هو الارتفاع الكبير المتوقع في أسعار النفط· وهل هناك من سيتردد في استخدام الدراجات الكهربائية عندما سيقفز سعر برميل النفط إلى 200 دولار للبرميل؟!·
ويتحدث سيمون دو بيرتون في تقريره عن تجربة قيادة قام بها على متن (فيكتريكس) الجديدة في ضواحي لندن وخلص منها إلى أنها الوسيلة الأكثر فعالية وانطواء على الراحة من بين كل وسائل النقل التي دأب على استخدامها في مثل هذه النزهات خلال السنوات العشرين الماضية·
وسوف تهبط ''فيكتريكس'' إلى الأسواق في بداية السنة المقبلة بعد أن قضت عشر سنوات في تجارب التطوير وكلفت بحوثها 50 مليون دولار· واصبحت تعد الآن أول آلة عملية في العالم يمكنها أن تستبدل الدراجات النارية ذات المحركات الانفجارية من حيث القدرة على الأداء والمدى الأقصى الذي يمكنها قطعه بعملية الشحن الواحدة للبطاريات· ويمكن إعادة شحن البطارية عن طريق أي مفتاح كهربائي منزلي خلال ساعتين فقط، وهي شحنة كافية لتشغيل الدراجة لمدة خمس ساعات كاملة· وتلقت الشركة الصانعة لـ ''فيتريكس'' حتى الآن 3500 طلب شراء بسعر 6930 جنيهاً استرلينياً للدراجة الواحدة، أو ما يقارب 10 آلاف دولار: وهو سعر معقول إذا نظر المرء لمقدار التوفير الذي ينطوي عليه استخدامها بالإضافة للفوائد الأخرى ومن أهمها النظافة التامة والحركة الصامتة· ولهذه الأسباب، يتوقع الخبراء أن تسجل (فيكتريكس) مبيعات عالية خلال السنوات القليلة المقبلة·
عدد اليوم
